عبر مداخل كثيرة تحاوِّل فلول الرجعية من أبواق النظام البائد رمي قاذورات أفكارهم الملطَّخة بعار خيانة الوطن والأمة ، على مسيرة التغيير الثوري التي تجري الآن رغم أنف آلة الباطل التي ما زالت تدور وقد بات أوان إيقافها إلى الأبد قريباً وعلى مرمى حجر ، من يتجرأون الآن على إرادة الشعب السوداني ويناوشون من يقودون ثورته ويفاوضون بإسمه بالشائعات والتجريم ومحاولة حرق شخصياتهم هم ليسوا فقط المنتمين سياسياً إلى النظام البائد وحزبه الذي أشانت قياداته سُمعة السودان والسودانيين إقليمياً ودولياً ، بل يخوضُ خوضهم الكثير من (المُرتجفين) من عهدٍ تصبح فيه الحقيقة مُطلقة والإفتضاح أمام الرأي العام مصيرٌ لا يمكن تلافيه ، لوبيات الإقتصاد الطفيلي الذي طالما إقتات على أجداث الفقراء والمغلوبين على أمرهم من شرفاء بلادي هم أكثر المرتعبين من التغيير الحقيقي ، وأكثر المناوئين لكل الإتجاهات الداعمة لمسيرة تفكيك دولة المؤتمر الوطني ، فقد كان فاسديها شركاؤهم ، بل كانوا يمثِّلون جُل رأسمالهم الذين يتاجرون فيه بقوت الشعب عبر المحسوبيات والتجاوزات القانونية واللائحية والإعفاءات ، مُضافاً إليها بيع كرامة وعزة السودان.
من مداخلهم الوهمية للتقليل من شأن الثورة وشعاراتها أن وجود الدولة العميقة بعد سقوط النظام البائد كشخوص هو مجرد (وهم) يدورُ في أذهان الثوريين ، وتارةً أخرى يلوِّحون عبر إزكاء روح العنصرية النتنة أن التكوينات الحكومية السودانية ومنذ الإستقلال هي ما يصِح أن يُطلق عليه تعريف (الدولة العميقة) ، ثم يُشِنون حربهم الشعواء على الأحزاب السودانية ويقودون الرأي العام لبُغضها وإعتبارها عدواً للوطن والثورة ، هكذا بلا منطق ولا دلائل ولا تعقُّل ، في حين أن الجاحدون فقط هم الذين يُنكرون نضالات الأحزاب السودانية التي لم تلوِّث تاريخها بالمشاركة في النظام البائد ، عبر مجاهدات وتضحيات ومثابرة وتحمَّل لأذى التنكيل والأسر والتشريد وكذلك عبر (المُغريات) التي قدمها لها النظام حتى تحني هاماتها ، الأحزاب السودانية لا يُنكر أحد وجود عيوبها الأزلية ومشاكلها الهيكلية وسلبيات نظرتها لمآلات المصلحة الوطنية عند الوصول إلى الحُكم ، إلا أنها ليست وحدها تتحمَّل مغبة ذلك لإعتبارات عُدة أهمها مطاردة وتشريد قياداتها وكوادرها وهدم بنيتها التنظيمية وإفقارها ، فضلاً عن وأد تجاربها وحقها في ممارسة سياسية تقودها للإحترافية والنضج التخطيطي وذلك عبر الوأد المتتالي للحقب الديموقراطية بالإنقلابات العسكرية.
على الشباب الذي أشعل هذه الثورة المباركة وإنتصر ، أن يوسِّع من مداركه المعرفية في مجال التاريخ السياسي للسوداني الذي حُرم منه في العهد البائد عمداً وقسراً ، ليقطع الطريق أمام من يحاولون خداعه بأن التعريف الأساسي للحزب السوداني هو مجرد الإنتهازية والتكالب للوصول إلى السلطة ، يجب أن يعلم الشباب ولو الشيء اليسير عن الإشراقات الكثيرة للأحزاب السودانية وأهمها مساهمتها المُقدَّرة في مناهضة نظام الإنقاذ منذ ميلاده وحتى سقوطه ، ثم على الشباب أن يطلِّع في علم السياسة ويُجيب على السؤال الآتي (هل يستقيم أمر تأسيس نظام سياسي ديموقراطي دون أحزاب ؟ !).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة