بعد أن أينعت وحان قطافها ، أحزاب الحوار الوطني تصحو من نشوة ملذات المشاركة مع السلطة الحاكمة في الخرطوم ، وتقوم على عجل قبل أن يفوتهم القطار بتقييم الموقف لتدرك أن (متعة) التواجد في حديقة مخرجات الحوار الوطني قد وصلت منتهاها وجفت ثمارها ، ومثل ما كانت وستظل (مرجعاً) في الإنتهازية السياسية والمصلحية المرحلية وبكل بساطة تسعى لإغتنام الفرصة وفي الوقت المناسب لتدلُف عبر بوابة الأحرار وتُعلن عن (تضادها) مع المؤتمر الوطني عبر الإنسحاب من سفينته التي تتلطَّمها الأمواج وأصبحت قاب قوسين من الغرق في يمٍ سحيق ، أما أنا المبهور بهالة الوعي اللا محدود لجيل حقبة الإنقاذ ومقدراته العالية في تقييم الأمور وإحترافيته في سحب البساط من تحت أقدام كل الذين تدنسوا وإستفادوا وخانوا إرادة الشعب حين كان العالم أجمع يعلم أن مجريات ما سُمي بالحوار بالوطني وما تبعه من إجراءات ومحاصصات ليس سوى محاولة يائسة من النظام الحاكم لإضفاء شرعية ولو جزئية أو حتى وهمية تشير إلى أن بعضاً من أحزاب السودان أو مجموعاته المنظَّمة تشاركه الحكم وتضع يدها معه على رقاب العباد وخيرات البلاد ، 22 حزباً من الأحزاب التي جلست مع المؤتمر الوطني في حوارٍ لم يكن سوى مؤامرة لإستطالة عمر إستلاب السلطة من الشعب وإفساحٌ واسع المجال لإستمرار آلة الفساد في إمتصاص موارد البلاد ومالها العام ، ويتزامن كل ذلك مع حالة الإنهيار الإقتصادي التي ضربت بأطنابها كافة القطاعات ورمت بأغلبية الشعب السوداني إلى جُب الفقر المُدقع والمرض الذي يعقبه الموتُ إستشهاداً في البيوت لعدم المقدرة على مجابهة تكاليف العلاج والحصول والدواء ، ثم من بعد ذلك وفي هذه (اللحظة التاريخية) ، يعتقدون أن مُجرد مؤتمر صحفي يعلنون فيه تنحيهم عم مؤازرة حكومة الوطني سيكفيهم شر مواجهة المد الديموقراطي القادم على ثمرة نضال الشباب وتضحياتهم ودمائهم المبذولة من أجل الكرامة والحق والعدالة وإسدال الستار على ظلامية مستقبلهم وإحالته إلى صباحٍ سافِر الإشراق ، من ناحيتي الشخصية وبعدما رأيت بأم عيني ما يقوله ويفعله شبابنا وشاباتنا في الشوارع وهم يواجهون آلة القمع والإرهاب ، أؤكد لأحزاب الحوار الوطني أن هذا العهد لم يعُد عهدكم وأن شباب الثورة لن تنطلي عليهم سيناريوهاتكم التاريخية المُبتذلة والمكشوفة والمُكرَّرة ، هؤلاء الشباب معصومين بإذن الله من مغبة الإنبهار بمواهبكم الرفيعة المستوى في مجال الإنتهازية والتقلُّبات التكتيكية المستهدفة لمصالحكم الخاصة ، اليوم هم يتنادون من أجل المصلحة الوطنية العامة ويهتفون بإسم الوطن والحاضر والمستقبل ، أما أنتم يا أحزاب الحوار الوطني فليس لكم إلا ن تكونوا سطوراً مترعاتٍ بالحقائق المُخزية في سجل (الماضي) الذي سُتسألون عنه أمام الله والشعب والوطن ، إسمعوها مني بإسم شباب الثورة (تلقوها عند الغافل).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة