شد ما يؤلمني ، أنهم ما زالوا لا يشعرون أو ربما لا يأبهون ؟ ، أو ربما هي غشاوة الذي صدمته المفاجأة وصرعة الوهلةِ الأولى ، ما زال فيضُ (الغيّْ) والفجور وعدم الحياء يترى على أفواههم وأفعالهم ، وزير حزب الأمة الفيدرالي الذي أعلنت قيادته عبر مكتبها السياسي إنسحابه من الإئتلاف الذي ربط بينها وبين المؤتمر الوطني ، وعلى كافة مستويات مشاركاته في حكومته الشمولية المترنحة ، يمتنع ويرفض الخروج من الحكومة ويتمسك بمنصبه عبر إعلان إنضمامه للمؤتمر الوطني ، لو لم أعِش وأرى بأم عيني وأسمع بأذني ما حل بالسودان من إنهيار أخلاقي وقيَّمي وإنعدام للحياء لما صدّقت أن وزيراً على مستوى قيادة حزبه يمتنع عن الإمتثال للتوجه الجماعي لهيكله التنظيمي ولأجل ماذا ؟ ، لأجل أن يبقى في منصب يقتات فيه من بقايا موائد أهل السلطة الحقيقيين في حزب المؤتمر الوطني ، رغم علمنا وعلمه بأن كل محاصصات التقاسم السلطوي التي نالت فيها أحزاب الحوار وزارات أو مناصب دستورية كانت على الدوام خاضعة لقاعدة (إستمتع وإستوزر بلا قرار ولا تأثير حقيقي) ، فكل وزير من خارج منظومة المؤتمر الوطني شارك عبر مهزلة الحوار الوطني يعلم أن وجوده في الوزارة مجرد (صورة) شكلية ليس لها أي علاقة بالتسيير الحقيقي لشئون الوزارة ومهامها وإختصاصاتها الحيوية ، سبحان الله كيف كان لهذا البلد وشعبه أن ينجوان من طامة الفقر والجهل والمرض وإنفراط أمر معاناته اليومية وفيه وزراء من أمثال هؤلاء ، صحيح إن الطيور على أشكالها تقع ، ويظل هذا الإنفراط الأخلاقي المرتبط بحالة الذهول التي ألمت بأصحاب القرار والمسئولين تترى على مدار التصريحات المخيِّبة للأمال كل ساعةً ولحظة ، على سبيل المثال وزير الإعلام الذي يتحدث عن متابعة وملاحقة ناشطين إعلاميين عبر الإنتربول لضلوعهم في تأجيج الشارع السوداني ، وهو يعلم أن عهد الإستنارة قد إستقامت قواعده وإنبلج نوره بلا مؤجِّج ولا رسول ، وهو طبعاً لا ينتبه ولا يرى شيئاً عن حالة حريات الصحافة وحق التعبير في عهده المضرج بدماء الشباب ، ولا يعلم شيئاً عن صحيفة الجريدة المصادرة والممنوعة من الصدور منذ إندلاع ثورة الشباب المقدسة ، ورئيس الوزراء ووزير المالية وأساطين الإقتصاد السوداني الحكوميين جادين ومنهمكين في إنجاز طباعة أطنان من الأوراق النقدية لتكون ملهاةً شأنها إسكات الشعب السوداني كطفلٍ جائع يستعوِّض عن ثدي أمه بمص إصبعه ، ولا عزاء لمن لم يكن نبيهاً وقادراً على إدارة طاقة وعيهُ بما يجري حوله من مؤامرات وإهانات تراهن على حِدة ذكائه وإستيعابه ، يا أيها الشباب والشيب هذا أوان الوعي بما يدور من مؤامرات وما يُطبخ من مكائد في الظلام ، كونوا على موعد مع الصدق والإنحياز المطلق للوطن والعدالة وسيادة دولة القانون وعُلو صوت الشعب فوق كل صوت .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة