ما زالت الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية المزرية في دارفور, النيل الأزرق وجنوب كردفان تراوح مكانها, حيث مازال النظام في الخرطوم ومليشياته باسماءها المختلفة تمارس القتل والتشريد والتنكيل بأهل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وإنّ هذه الأوضاع المزرية تفتك بالنازحين في معسكراتهم والمشردين والمطرودين الى سفوح الجبال وأدغال ووديان دارفور, جبال النوبة والنيل الأزرق. وكذا الحال عند اللاجئين بمعسكراتهم خاصة بدولة تشاد الشقيقة, حيث النقص الحاد في الغذاء والكساء وإنعدام خدمات التعليم والصحة ويتعرضون لضغوط سياسية غير طبيعية للعودة الى مناطقهم التي هُجِّروا منها بقوة السلاح. وإنّ هذه الاوضاع مازالت تضع السودان والسودانين أمام تحدٍ أن يستمر السودان بلداً واحداً موحداً, ام تستقل أجزاء منه مرةً اخرى كردة فعل طبيعية لسياسات النظام ومليشياته ضد شعبه الأعزل.
إزاء هذه الأوضاع نود ان نوضح الآتي:
اولاً: هذه الأوضاع لا يمكن ان تتحسن إلّا بتغيير الأوضاع السياسية في السودان, وعلى النظام في الخرطوم القبول بمفاوضات وحوار جاد وشامل لحل كل مشاكل السودان لفائدة السودانين والسودان, و أنّ حوار الوثبة المعلومة النتائج لا تحل مشاكل السودان.
ثانياً: أنّ الأوضاع الإنسانية المزرية, تحتاج الى تقديم إغاثة عاجلة للمنكوبين بما في ذلك النازحين واللاجئين والمشردين وتقديم الحماية للمدنيين خاصة في دارفور. وعلى المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال والمتمثلة في منظمات الإغتاثة التابعة للأمم المتحدة وقوات اليوناميد, أن تنفذ كامل إلتزاماتها المنصوصة في قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالسودان, وان توفر الغذاء والحماية اللازمة للنازحين والمشردين و تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم.
ثالثاً: ولتهيئة البيئة المناسبة لتوفير الأمن وتقديم الخدمات الى المحتاجين المشار اليهم أعلاه, يجب الإتفاق على ممرات آمنة تمر من خلالها المواد الغذائية خاصة الى النازحين والمشردين في داخل السودان. ولتحقيق ذلك يجب الإتفاق على هذه الممرات وتوفير الضمانات اللازمة بعدم الإعتداء على قوافل الإغاثة, وذلك بالإتفاق على وقف عدائيات شاملة (شمولية الأطراف والمواقع) بين النظام ومليشياته من جهة والحركات المسلحة من جهة اخرى.
رابعاً: ولتحقيق اتفاق وقف العدائيات بين النظام والحركات المسلحة, لا بد من إجراء مفاوضات شاملة بين كافة الأطراف لضمان إنسياب الإغاثة الى المحتاجين. ولا يمكن أن يتحقق هذا بتقديم الدعوة لمجموعة مسلحة او مجموعتين لا تمثل الا نفسها ولا تغطي كل المناطق المنكوبة المطلوب إغاثتها ولا تمثل كل المقاومة, وعلى الوساطة مراجعة قرار تقديم دعواتها لأطراف محدودة, وإجراء المزيد من المشاورات مع كل الأطراف الفاعلة كخطوة أولى لخلق أرضية مشتركة لإيجاد حل عادل وشامل, وهي من صميم أعمال أي وسيط يرغب في إحلال سلام مستدام في السودان.
خامساً: نطالب مجلس الأمن والسلم الإفريقي ومجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية الى تعيين وتحديد وساطة اقليمية – دولية مستقلة معنية بإيجاد حل عادل وشامل لمشاكل السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة