|
مقال نافع..!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الاثنين 22 سبتمبر 2014 والله العظيم – وهو قسم لو تعلمون عظيم – سأكون مندهشاً لحد المتعة (أمتع نفسي بالدهشة على قول شاعرنا عمر الطيب الدوش).. لو أقنعني الدكتور نافع علي نافع بأنه (مقتنع!!) بما كتبه في مقاله المنشور بالزميلة (الرأي العام) أمس..and#8232;مقبول ما قاله لو كان خطبة في أحد مؤتمرات المؤتمر الوطني.. أو في حشد جماهيري محشود للهتاف لا لسماع الخطاب.. لكن لا أصدق أنه حديث موجه للشعب السوداني بكامل رشده ووعيه .and#8232;مشكلة الدكتور نافع وربما الكثيرين من زملائه أنهم يعيشون في حالة حرب ونزاع مرير مع الآخر.. والآخر هو كل من ليس هم.. حرب بين الحق الذي هو (هم!).. والباطل الذي هو من ليس (هم!).. والمشكلة الأكبر من ذلك هي في تعريف من ينتمي إلى (هم!).. فالذي يمكن أن يقر ويقبل به نافع أنه منهم ليس موصوفاً بصفات ولا شروط بل حالة.. (حالة انتباه) دائم تتلقى التعليمات وتبصم عليها دون أدنى مراجعة أو حتى تفكر .and#8232;جماهير تابعة ليس لها إلا حق الهتاف.. ثم رجاء الرضا من القيادة.. بالله لاحظوا معي بعد ربع قرن من السُلطة المطلقة لا يزال دكتور نافع يعيش حالة خصام نفسي مع (الآخر!) حتى وهو خارج السلطة.. هذه الروح هي التي أنجبت كل الكوارث والحروب والتقاتل السياسي والخصومات ليس مع متمردين فحسب بل حتى أصحاب الفكرة الواحدة.. كما حدث بين المؤتمر الوطني والشعبي في بداية هذا القرن.. إذ خاض إخوان الفكرة الواحدة وأصحاب العلامة التجارية لنظام الإنقاذ أبشع أنواع الخصومات السياسية.. فمثل هذه الروح تعمل بمبدأand#8232;(أنا ضد من ليس أنا) .and#8232;تقسيم البلاد إلى حق ضد باطل ومؤمنين ضد كفرة يجعل السياسة نوعاً من الكهنوت متلبساً بالقدسية.. رغم أن السياسة هي مجرد تقديرات بشر قابلة للصواب والخطأ بلا أدنى حرج.and#8232;القوة التي يستند إليها نافع بل ويفاخر بها هي (شوكة السُلطة).. والتي تدور كما دارت على كثيرين كانوا أكثر قوةً، بلا حتى فكرة كما كان يفعل نظام القذافي أو نظام الحزب الدستوري في تونس أو نظام حزب الوطني الديمقراطي في مصر.. كلهم (ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر).. تكاثر المؤتمرات والبطاقات والعضوية.. وفي يوم الطامة الكبرى اتضح لهم أن كل ذلك أوهام السلطة وحينها تطير السكرة وتأتي الفكرة.. سكرة السُلطة.and#8232;بكل أسف لا يبدو أن شيئاً تغير نفس هذا الخطاب هو الذي ظل سائداً منذ1989 .. تغير الزمان و لم يتغير اللسان.
|
|
|
|
|
|