|
(قضية أخلاقية)! ضياء الدين بلال
|
[email protected]
لا أحبذ الطريقة التي يتَّبعها البعض في تقديم النصائح للزملاء المتعاركين على صفحات الصحف، على قضية ما أوموقف محدد، بالصعود إلى منبر الوعظ.
في وقت سابق، وفي مواقف قد تأتي لاحقاً، ربما أجد نفسي في حاجة إلى النصائح التي أهديها الآن للآخرين.
صراع ثلاثي الأضلاع، يدور هذه الأيام بين زملاء أعزاء، حول مدى مهنية وأخلاقية نشر أخبار جرائم أو تجاوزات متعلقة بأقارب مسؤولين. ابتدر الأستاذ/ حسين خوجلي تسجيل الملاحظات في إحدى حلقات برنامجه ذائع الصيت بقناة أم درمان.
مصدر الخلاف أن الزميلة الناصعة صحيفة (الصيحة)، لمالكها السيد/ الطيب مصطفى، والتي يرأس تحريرها الدكتور/ياسر محجوب؛ درجت منذ عددها الأول على نشر أخبار ذات صلة بأقارب مسؤولين راهنين وسابقين.
الخبر الأول كان متعلقاً بشقيقين للدكتور نافع علي نافع، المساعد السابق لرئيس الجمهورية.
الخبر الثاني له علاقة بابن وزير الصحة إدريس أبو قردة، والخبر الثالث خارج الخرطوم، وذو صلة بشقيق قيادي بارز في القضارف.
كان من الممكن أن يتحول تناول البُعديْن: الأخلاقي والمهني، في نشر تلك الأخبار، إلى مدارسة ومراجعة جدلية رفيعة المستوى بالصحف، أو عبر ورش وندوات تستضيفها قاعة من قاعات مجلس الصحافة أو اتحاد الصحفيين.
ما أدلى به الزميلان عادل الباز بالعزيزة (الرأي العام)، ومحمد عبد القادر بالغراء (الأهرام اليوم)، آراء وملاحظات يؤخذ منها ويرد. صحيح، ملاحظات الباز جاءت حادة بعض الشيء، ولكنها لم تخرج عن الذوق، ولم تَمِلْ للتجريح الشخصي!.
الدكتور ياسر محجوب تعامل بحساسية زائدة، وردَّ بعنف، وإن كان باقتضاب، في سطرين أو ثلاثة، وقام بنقل المعركة بعيداً عن عموده في أخبار (البعد الثالث) في أخيرة (الصيحة).
أستميح الأساتذة الأجلاء، بأن أدلي برأيي حول البعد المهني والأخلاقي في هذا النزاع.
أقارب المسؤولين -لا هم ولا قضاياهم- ليسوا طرفاً في مواضيع الشأن العام والعكس صحيح، ولا يحق لنا عرض تجاوزاتهم الخاصة منسوبة للمسؤول ذي القرابة سواء كان (شقيقاً أو خالاً أو عماً).
أخبار الأقارب يمكن أن تنشر في الإطار والسياق العام، دون تمييزها عن غيرها من الأخبار. هناك استثناءان لتجاوز تلك القاعدة: الأول/ إذا كانت تجاوزات وجرائم الأقارب لها علاقة بسلطة ونفوذ وتدخلات المسؤول. الثاني/ إذا اختار الأقارب لأنفسهم الدخول في الشأن العام، مستغلين صلة القرابة بالمسؤولين.
إذا فتح باب الصحف لتناول العاملين في الشأن العام، سياسيين كانوا أو صحفيين عبر الأخطاء التي يرتكبها أقاربهم، ستصبح هذه أسهل وسيلة لاغتيال الشخصيات معنوياً وتجريح سمعتهم، ولن يسلم حينها أحد من مثل شرِّ هذه الأسلحة.
كما قال الأستاذ/ حسين خوجلي، فإن أي خبر -ولو كان صغيراً- مرتبط بجرائم الشيكات وارتدادها أو التجاوزات المرورية لقريب شخص مشهور أو معروف، سيصبح مادة لمنشيتات الصحف. أهم بعد أخلاقي في القضية هو: (ما لم نكن قادرين على نشره والمسؤول في السلطة، يجب ألا ننشره وهو خارجها)!.
-2- غير بعيد، لم يعجبني تصريح الدكتور/ قطبي المهدي، بأن شخصية الأستاذ/ علي عثمان من وراء انفصال الجنوب.. لماذا قال قطبي هذا الرأي الصريح والجارح بعد خروج علي عثمان من القصر؟!. الغريب أن يصدر التصريح من شخص كان عضواً في تنظيم فكرته ومبدؤه انفصال الجنوب، وهو تنظيم (منبر السلام العادل)!. :::
|
|
|
|
|
|