|
صرخة (سعاد) في وجه حكومة (اللواط) ! عبد المنعم سليمان
|
لا تسألني عن مسحة الإعجاب التي تحتل جزء من قلبي للرئيس المصري الراحل أنور السادات ، التي لا أعرف لها (أنا نفسي) سبباً محدداً ، فلم أعش في عهد الرجل فعندما رحل لم أكن قد خرجت بعد من زغب الطفولة . وقطعاً لن يكون إعجابي به بسبب أواصر الدم واللون والقربى ، وإلاّ لكان أولى بهذا المعروف (رئيسنا) الهمام ، خاصة وأنه يضع على كتفيه االمتهدلين رتبة (مشير) رغم (ثقلها) عليه ، إذ – لو تأملناها – فإنها ستجعل من بطل أكتوبر (أنور السادات) يرفع التحية العسكرية له ، فيما لو بعث من قبره مجدداً.
وفي مقال للكاتبة المصرّية الساخرة الأستاذة سارة سامي فؤاد عن نكات حكام مصر ، إستعرضت فيه تاريخ النكتة السياسية المصرية ، أوردت من مواقف السادات الفكهة ، أنه عندما أراد تغيير إسم مجلس الشعب وأثناء المناقشة ، إقترح أحد الأعضاء العودة إلى اسم (البرلمان) بينما اقترح آخر اسم (المصطبة) ، حينها التفت السادات إلى وزير داخليته النبوي اسماعيل ، قائلاً : وأنت يا نبوى رأيك إيه ؟ ردّ النبوي قائلاً : سيادة الرئيس أنا باقترح نُسمي المجلس (باتا) ، سأله السادات : ليه يا نبوي ؟ فردّ : لأننا يا فندم بنختار من كل دايرة (جوزين).
أسجل إعجابي بصراحة وفكاهة النبوي إسماعيل ، وبدوري اقترح تسمية المجلس الوطني بـ (مركوب) ، وإختار لكم (جوزين) منه ، (الجوز) هو العضو " دفع الله حسب الرسول ، والثاني هو العضو " سعاد الفاتح" ، ولا يُخفى على فطنة القارئ دقة إختياري ومراعاتي لأصالة ونوعية جلد المركوب (التخين) الذي ولمهارة صانعه عاد كالعرجون القديم .
لا أعرف حقيقة صلة القرابة ما بين (دفع الله) هذا وثقل الظل ، ولا أبالغ حين أقول أنني أشتم رائحة هرمون الأدرينالين في كل جزء من بدني حين أقرأ عنه أو أرى شكله ، ومع كل هذا أجد نفسي مدين له بالكثير ، فلا يوجد من يصلح كأنموذج نؤرخ به للأجيال القادمة عن مرحلة الإنحطاط الماثلة ، أفضل منه .
الأسبوع الماضي وأثناء مناقشة (المجلس الوطني) مسألة انضمام السودان لـ (بروتكول ناغويا) – (اتفاقية عالمية) أعلنت في مدينة ناغويا اليابانية تتعلق بحماية التنوع البيولوجي حول العالم ، ولا أريد أن أفتي أكثر من هذا النقل بشأنها ، ولا ينبغي لي ، وإرتكب أمر الافتاء للمركوب الأول "دفع الله" ؟ الذي وأثناء مناقشة أمر التوقيع على ذلك البروتوكول هتف دون أن يعرف ماذا يعني مصطلح (بروتوكول) وماذا تعني ناغويا حتى ، مطالباً بإسقاط البرتكول ، وظل يردد (يسقط يسقط) ، ثم كبر وهلل ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد كما جاء بالصحف بل هب واقفاً مؤدياً التحية العسكرية لزميله العضو الآخر نافع علي نافع !
لست هنا عزيزي القارئ لتكدير عيشك والحط من آمالك ، ولا من أجل أن أساهم في فقع مرارتك المفقوعة أصلاً جراء الانحطاط الإنقاذوي الماثل ، فعندما أورد إليك حديث (الجوز) الآخر سعاد الفاتح ، فإنما أورده كاعتذار لمعظم نساء ورجال بلادنا الذين لم تتلوث أياديهم بمال السحت ، ولم تتلطخ بدماء الأبرياء ، ولكي يعرفوا كيف تفكر المرأة التي وصفتهم باللصوصية ، حيث قالت بالمجلس الوطني ، الاثنين الماضي : ( إذا فعَّلنا قانون الثراء الحرام والمشبوه وحده نجد أن الحرامية كتار وثلاثة أرباع نساء ورجال البلد حرامية)!
إن تحميل المُعتدى عليهم مسؤولية جرائم المُعتدين ليست وليدة أفكار سعاد الفاتح ، وإنما هي امتداد لفكر الدولة الدينية القمعية منذ عهود حكم الكنيسة في أوروبا قديماً ، عندما كان الكهنة اللصوص يحولون سرقاتهم من فساد شخصي إلى غضب من (الرب) ضد المواطنين أصابهم لعدم إيمانهم الكافي ، وكانت تلك الأفكار تسوق بنفس الخفة والصفاقة والوقاحة التي يقوم بها الأرجوز دفع الله حسب الرسول .
وحتى لا نبهت ونبخس حق النائبة سعاد عندما وضعناها في (جوز) واحد مع المهرج الآخر، فاننا نورد بعض حسناتها بالمجلس الوطني ، فقد صرحت اواخر العام الماضي قائلة - وبالنص : ( المجتمع السوداني في عهد الإنقاذ شهد ظواهر غريبة وشذوذ جنسي لامثيل له حتى في أوروبا والغرب ، الراجل يتزوج راجل بواسطة مأذون وسط فرح وكواريك ، ونحنا عملنا لينا هيلمانة اسمها أمن مجتمع) ! إذاً سعاد تصف حكومتها صاحبة المشروع (الحضاري) بحكومة لواط لا مثيل له في أوروبا والغرب كله !
وبما ان سعاد هذه إشتهرت بصرختها التاريخية الشهيرة (وا إسلاماه) ، التي أخرج بسببها كيداً وظلماً الحزب الشيوعي المنتخب ديمقراطياً من البرلمان ، فإننا نتعشم منها صرخة أخرى تخرج بها حكومة الفساد والشذوذ الجنسي من بلادنا ، أو في أسوأ الإحتمالات تأتي لنا بطوفان (قوم لوط) ، ولتكن الصرخة : وا لوطااااااااه .
|
|
|
|
|
|