|
تفكيك نظام الانقاذ/جبريل حسن احمد
|
تجارب حزب الامة مع نظام النميري كانت نتائجها قاسية جدا علي حزب الامة ، الوقت الذي اختاره الامام الهادي بمعاونة الاخوان المسلمين الذين كانوا لا وزن لهم في ذلك الوقت لمواجهة نظام النميري كان غير مناسب بل ما قام به الامام و الاخوان كان اندفاع اهوج لم تقدر فيه الظروف تقديرا صحيحا حيث كان نظام النميري في عنفوان شبابه وكان مؤيدا من الجيش و الشعب الذي كان خروجه للشوارع تاييدا للنظام الجديد الذي قادته شباب يجيدون التمثيل معهم قاض له سمعة طيبة لا يخفي علي عين. انهمرت نيران دبابات الجيش السوداني و نيران الطائرات المصرية علي الجزيرة ابا ، فأخرجت القوة الامام من قصره مهرولا وسيلته للهروب لوري فحم و قد كان همه مع مستشاريه من الاخوان المسلمين امثال مهدي ابراهيم النجاة بأرواحهم من الموت دون ان يفكروا في الانصار الذين كان سلاحهم العصي والسيوف و الحراب و الذين كانت تحصدهم النيران بالمئات بل الآلاف و لم تبق للاما م الا امتار معدودات او كيلومترات معدودات من دخول الحبشة والنجاة و لكنه قتل بيد شخص يمكن القول بكل صدق انه مجهول ، ومع ان الموت هو الموت ولكن الامام يستحق موت فيه شرف اكثر من هذا . ولا ادري ماذا سيحدث اذا فرش الامام فروته امام قصره و صوب وجهه في اتجاه مكة وجلس ممسكا بمسبحته او كان واقفا وسط انصاره في جسر الجاسر وهل يوجد وجه شبه بين هجرة الامام تجاوزا صوب الحبشة وبين خروج الخليفة عبد الله من ام درمان عندما انهزم جيشه في كرري ، ذكر زلفو في كتابه عن المهدية بان الخليفة عبد الله اجتمع بقادة نظامه ليقرروا وقت هجومهم علي عدوهم و قد كان راي القادة الكبار ان يكون الهجوم ليلا و لكن اب جكة و هو احد خدام الخليفة اقترح ان يكون الهجوم نهارا جهارا العين بتشوف بعيد وقريب و قد وافق الخليفة علي هذا الراي و كان هذا من اهم العوامل التي ادت الي هزيمة جيش الانصار . خرج الخليفة من ام درمان مع كوكبة من انصاره علي صهوات خيولهم مصوبا شطر الديار التي حققت فيها المهدية انتصاراتها في ايامها الاولي و هو لم يفقد الامل ان ينصره الله و عندما حوصر بعد عام تقريبا فرش فروته و حوله عدد من رفاقه و صوبوا وجوههم صوب مكة راضيين بقضاء الله و شتان بين موقف الخليفة عبد الله و رفاقه و موقف الامام الهادي و مهدي ابراهيم و من معهم انهم غادروا عندما كانت دبابات جيش السودان و الطائرات المصرية تحصد الانصار . مضاف لهذا مجزرة الانصار في ود نباوي وماساة الانصار عام 1976 و ما حصده السيد الصادق من جيش الامة بقيادة ابنه عبد الرحمن في عهد حكم الاخوان المسلمين الذين سطوا علي الحكم في السودان عام 1989 . عاد عبد الرحمن الصادق المهدي ناسيا جيشه و ارتمي في احضان نظام الاخوان بكل موبقاته قديما وحديثا و مستقبلا و السيد الصادق حي يراقب و قد اختلف السودانيون في تفسير موقفه من قائل انه راض بل فرح بموقف ابنه و من قائل بغير ذلك و مما ذكر السيد الصادق لا يمكن ان يعيد التجارب التي ذكرت . وقول السيد الصادق انه يقدم للبشير و اعوانه حلول يمكن ترضيهم و يوافقوا علي تفكيك نظامهم و الموافقة علي حكم ديمقراطي لمصلحة الجميع سبق ان رد عليه نافع علي نافع بقوله انهم لا يمكن ان يضعوا حبل المشنقة في رقابهم ويعطوه لاعدائهم ليشنقوهم . الديمقراطية لا يمكن ان تعود الا بالمظاهرات الملحاحة التي من المؤكد لا يتورع هذا النظام من ان يحصد فيها الآلاف من المتظاهرين حفاظا علي الاموال التي نهبوها و خوفا من معاقبتهم علي الجرائم التي ارتكبوها و لا يصح لاي نظام يحترم نفسه و شعبه ان يغض الطرف عن جرائم الاخوان المسلمين في الخمس و عشرين عاما الماضية . غازي صلاح الدين رفضه للتوقيع علي اتفاقية نيفاشا مقدر ولكنه هو جزء من هذا النظام و لا يوجد ما يعفيه عن جرائم الاخوان الذين هو احد قادتهم و كبار منظريهم طيلة العقدين ونصف الماضيين و من اين له بالاموال التي يمول بها حزبه الذي ملا السودان ضجيحا و الا حدثنا غازي كيف تحصل علي الارض التي كانت مملوكة للنقل النهري ببحري علي النيل . رجوع الترابي لنظام البشير جهرا جعلنا نرتعش من الخوف هذا شخص لا يؤتمن مهما تبسم و ادعي الصلاح ومع رجوعه قد تعود بيوت الاشباح والتمكين الذي لا يستحي . جبريل حسن احمد
|
|
|
|
|
|