|
هل كان د. غازي مهندس التعديلات الوزارية الجديدة..؟./خالد ابواحمد
|
على شاكلة اذهب للقصر رئيسا وانا للسجن حبيسا..غازي وحسن خوجلي مسرحية جديدة
عندما غدر الرئيس بعلي عثمان ود.نافع..
هل كان د. غازي مهندس التعديلات الوزارية الجديدة..؟.
خالد ابواحمد
التعديل الوزاري الأخير الذي حدث في السودان يعتبر حدثا تاريخيا بمعنى الكلمة، كما يعتبر فاصلة في تاريخ النظام الحاكم، ويمكن أن يُؤرخ بها تماما مثل وفاة أو اغتيال نائب رئيس الجمهورية الفريق الزبير محمد صالح، والانشقاق الشهير في الرابع من رمضان، والتوقيع على اتفاقية نيفاشا، ودخول قوات العدل والمساوة العاصمة الخرطوم..إلخ.
التعديل لم يكن تعديلا بالمعنى المعروف لدينا، ولم يكن قد اطاح برؤوس كبيرة فحسب بل بأفكار ومعتقدات ومنهجيات في الحكم وأحلام وطموحات محلية واقليمية..!!.
والتعديل الوزاري الذي أجراءه الرئيس عمر حسن البشير مثل الزلزال بقوة 8 بمقاس رختير ستكون له هزات ارتدادية لها تأثيرها على النظام بشكل أو آخر، ولذلك يمكننا ان نطلق على التعديلات عدة مسميات:
الانقلاب على (الحركة الاسلامية) وعلى رفقاء درب ربع قرن من الزمان.
معركة كسر العظم لأنها أطاحت بالرؤوس الكبيرة علي عثمان محمد طه/ د. نافع على نافع/اسامة عبدالله/ د. عوض الجاز..وآخرين، وسنعود لذلك تفصيلا.
مسرحية جديدة من المسرحيات (الانقاذية) على وزن أذهب للقصر رئيسا وانا للسجن حبيسا،لكن هذه المرة اختلفت الخطة والممثلين، ومثل الطرف الآخر كما هو واضح كل من د.غازي صلاح الدين، وحسين خوجلي، وقد أوكل لكل منهما دور كبير ويحتاج لجهد وزمن كبيرين لاقناع الناس بالفكرة (الخطة)..سنعود لذلك أيضا.
لكن قبل هذا وذلك لا بد من التمعن في التشكيلة الوزارية بالنظر لمقالنا الذي نشر هنا في موقع (الراكوبة) بعنوان (هل بدأ الصراع (الشايقي)...(الجعلي) على السلطة في البلاد...؟ا) المنشور بتاريخ 23 اكتوبر 2010م، حقيقة لا أريد من ذلك ايقاظ لجهوية أو عنصرية، ولكن ذكر هذا الأمر اقتضته ضرورة تبيان الحقائق فقط، حتى ندرك الهدف من التعديل الوزاري، وهل هو ما اقتضته المرحلة أم تصفية حسابات.؟!،..رابط المقال..
وفي هذا المقال تحدثت عن مشكلة مكاوي عوض مكاوي الذي تعرض هو وزوجته لتهديد صلاح قوش، وفي التعديل الوزاري الجديد جاء مكاوي وزيرا بينما ذهب قوش تطارده اللعنات، وكذلك ذكرت في المقال رجل النظام القوي علي كرتي الذي يستند على القوة العسكرية والأمنية الضاربة التي تحمي النظام الحاكم، وقد أبقي في منصبه وزيرا للخارجية.
وجود كل مسببات الانهيار والدمار
لكن في يقيني التام برغم أنني سعدت للغاية بمعركة كسر العظم هذه إلا أنني لا أر فائدة من أي تعديلات في وجود كل مسببات الانهيار والدمار الذي لحق بالبلاد، ووجود الرئيس على دفة الحكم، والمنهج الأمني والعسكري في التعامل مع قضايا البلاد، خاصة إذا علمنا بأن الكثير من الذين تم ابعادهم غاضبين بدرجات متفاوتة، والبعض منهم الآن يعيش في صدمة لم يفق منها حتى الحين، وقد وصلتني معلومات عن معارك انتقامية ستندلع في مقبل الأيام سواء كانت اعلامية محلية او خارجية لنشر (الغسيل العفن)، أو انتقامية بأسلحة مختلفة، وفي حسباني هذا أمر متوقع، وخاصة إذا نظرنا وتمعنا في الطريقة التي عبّر بها وزير المعادن كمال عبداللطيف عن صدمته إزاء ابعاده عن المنصب، وقد كشف بأن وزراء النظام لم يكونوا يوما من الايام يتخيلوا أن تتم إزاحتهم من المناصب، وعاشوا في دنيا غريبة عن المستوى المادي لأسرهم ومجتمعاتهم، وغريبة أيضا عن حياة السودانيين، إذ تعودوا على حياة البذخ والسفر الخارجي والبيوت والسيارات الفاخرة والعيشة الهنية، لم يكن غريبا ان يبكي كمال عبداللطيف وهو من أسرة بسيطة تعيش في بورتسودان مثلها وكل الأسر، ليس اسرة تجارية لها املاك عقارات، بكى الوزير لأنه سيصبح مواطنا عاديا، بلا منصب وبلا سكرتيرة ولا خدم وحشم، ولا حرس خاص، ولا امتيازات التي تمتعوا بها 25 عاما وحرموا المواطنين من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم كل الشرائع والواثيق، يبكون اليوم لأنهم جُردوا من السلطة..يا عجبي..!!.
لكن ما هي قصة المسرحية..؟!.
ظل النظام الحاكم منذ مجيئه يراهن على أنه ذكي وأن الآخرين لا يدركون حقيقة الأشياء ويمكنهم الالتفاف عليهم ببساطة واقناعهم بكل ما يخططون له، وفي اعتقادهم بأن الشعب السوداني قد سرت عليه المسرحية الأولى -الذهاب للقصر رئيسا وللسجن حبيسا- وهذه المرة اختاروا د. غازي صلاح الدين ليقوم بدور الزعيم المنشق وأتاحوا لتصريحاته النشر في كل الصحف حتى تلك التي يديرها جهاز الامن، كما اتاحوا له حرية التحدث في المنابر والإلتقاء بالناس، بل أن يسافر للدوحة مبشرا بـ( الاصلاح الآن)، وغازي يحاول باستماتة شديدة إجادة الدور، ومحاولة اقناع الناس في الداخل والخارج بأنه صادق في حديثه نحو الاصلاح، وأنه قد وُلد اليوم د. غازي صلاح الدين جديد (لنج) ليس له أي علاقة بسياسة النظام في القتل والاغتيالات والاغتصاب والتصفيات الجسدية، وأنه جاء لبشرنا بميلاد حزب – الاصلاح الآن- الحزب الوليد بصفحات بيضاء ليلها كنهارها لا يرفض ما جاء فيها إلا هالك بن هالك..!!.
وتذكرت الايام الأولى لإنشقاق (الحركة الاسلامية) حيث منع د. حسن الترابي من السفر للخارج، وفي فترة أخضع للإقامة الجبرية، حتى لا يتحدث لعضوية حزبه وجماهيره، وفي ذات السياق د. غازي صلاح الدين تفتح له المنابر..!!.
وفي الجانب الآخر المهم كان الممثل صاحب السيرك الامدرماني حسين خوجلي يتحدث عن فساد فلان وعلان والغربية هناك من صدقه، بل ذهبوا أكثر من ذلك يدعون الناس لمشاهدة هذا السيرك الذي تحتوي بعض فقراته على اللعب بالبيض،واللعب على الدقون، وقصص الحب بين النمل والفيّلة، دراما حديثة قديمة ذكرتني بمسرحية (شاهد ما شاف حاجة) عندما يبكي عادل امام "ده انا غلبان" ويترنح بجسده أمام طاولة المحكمة التي يجلس عليها القضاة الثلاثة، والفرق بين مسرحية عادل امام ومسرحية (قناة أمدرمان)هو ان الشاهد بالفعل (ما شاف حاجة) لكن في مسرحية (مع حسين خوجلي) أن الشاهد حسين خوجلي لم يكن الشاهد فحسب بل مشاركا في الجريمة، وذلك تتعامل اجهزة النظام مع خوجلي من هذه الزاوية..!.
وعلينا ان نتحدث بالمنطق الذي يقول بأن د. غازي صلاح الدين هو من أسهم بشكل كبير في التعديل الوزاري الجديد مع الرئيس عمر البشير، وهو مهندس هذا التغيير، لان غازي هو أقرب قيادات الحزب الحاكم بالنسبة للرئيس، وارجو من القارئ الكريم اعادة قراءة هذا المقال الذي نشرته بـ(الراكوبة) يوم 18 مايو من العام الجاري بعنوان (إشادة شقيق البشير بغازي صلاح الدين تمثل رسالة واضحة لعلي عثمان محمد طه..!!.)،، أضغط على هذا الرابط:
http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-98988.htm
عزيزي القارئ..كلي قناعة بأن حكاية – الاصلاح الآن- يمكن ربطها بالتعديلات الوزارية وعلاقة الرئيس عمر البشير بد.غازي صلاح الدين، وكنت قبل سنوات في إحدى المقالات ذكرت بأن علي عثمان محمد طه يحمل في جوفه كراهية شديدة لغازي ولأمين حسن عمر وأتذكر بعد الانشقاق الشهير في نهاية عام 1999م كان علي عثمان في القصر الجمهوري يُهندس ويرتب في الوضع الجديد بعد خروج حسن الترابي من الحكم، يقول "أنا لا أريد غازي وامين لأنهم أولاد الترابي ومهما حصل في النهاية سيرجعوا لشيخهم"..!!، وطيلة فترة وجود غازي في القصر أو خارجه كان بعيدا عن النائب الاول علي عثمان، وكان تعامله مباشرة مع الرئيس عمر البشير، وعلاقته بالرئيس لم يشوبها أي شائب، نضف لذلك أن اسرة الرئيس نفسها تحب وتقدر وتحترم غازي صلاح الدين، لذا ليس من المنطق ان يكون صلاح الدين بعيدا عن الرئيس، وحسب تحليلاتي الشخصية إن غازي جزء من المجموعة المقربة من الرئيس خاصة وان غير محسوب على مجموعة علي عثمان التي تضم صلاح قوش وعوض الجاز واسامة والبقية.
والأمر الذي أعرفه ومتأكد منها جيدا هو أن إدارة المرحلة التي افرزت التعديلات الوزارية ليس بمقدر الرئيس وحده أن يقوم بها، فإن شخصية مثل غازي صلاح الدين كانت هي التي اسهمت في هذا العمل، وقبل أكثر من شهرين قابلت أحد الاخوة عبر الانترنيت وذكر لي بأن على ما يبدو هناك تغييرات جذرية تطبخ الآن على نار هادئة وفيها ترتيبات سياسية وأمنية وعسكرية، وحينها لم أفهم مقصده، وبعد فترة سألته عن معنى الترتيبات الأمنية وعلاقتها بالتعديلات الوزارية، أجابني بأن التغيير الذي سيحدث هو الأول من نوعه وسيكون مؤثر وسيؤثر في مصالح رؤوس كبيرة، لذا تصحبه ترتيبات أمنية، وهذا الكلام متداول بين الناس، وعندما خلدت لنفسي ضحكت وقلت في نفسي منذ متى و الحزب الحاكم في السودان ورئاسة الجمهورية تطبخ على نار هادئة وبترتيبات..!.
الرئيس غدر بـ علي عثمان ود. نافع..!!
لكن الغريب في التعديلات الجديدة أن كل من علي عثمان محمد طه ود. نافع علي نافع كانا من المخططين للتعديلات، وكانا حتى آخر اللحظات ضمن الفريق الرئاسي الذي وقف على الخطوات النهائية للتعديلات الوزارية، ولم يكن منهما من يتخيل بأنه خارج التشكيلة الوزارية، وان الرئيس عمر البشير غدر بهم وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها، وأساسا أن فكرة ابعاد علي عثمان موجودة في ذهن الرئيس منذ فترة طويلة بعد عملية (ابوهول) محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك في أديس ابابا منتصف التسعينات، وتوصيات عدد من الشخصيات الرفيعة في المجتمع من تجار ورجال أعمال يقابلها الرئيس أوصت بإبعاد د. نافع علي نافع لانه أكثر من يؤلب المعارضة في الداخل والخارج على النظام، وأكثر من يثير مشاعر الناس ضد النظام بتصريحاته الاستفزازية.
وعندما نقول بأن التعديل الوزاري معركة كسر العظم لأنها اطاحت بالرؤوس الكبيرة مثل علي عثمان محمد طه/ د. نافع على نافع/اسامة عبدالله/ د. عوض الجاز، وهي معركة بالفعل انتصر فيها الرئيس عمر البشير على أكبر مراكز القوى في النظام، يقودها نائبه الأول وكما نعرف جميعا بأن غالبية سنوات النظام كان الحاكم الفعلي هو علي عثمان وكان الرئيس مجرد ديكور، وبطبيعة الحال ان الرئيس ليس له في العمل التنظيمي السري الذي يقود من خلاله دولاب الدولة من تحت الأرض، ولفترات طويلة علي عثمان ممسك بدفة الحكم في السياسة على ووجه الخصوص، ود. عوض الجاز المال والاقتصاد، وصلاح قوش الأمن والمخابرات، وهذا كان تحالف عجيب جدا وغريب في آن واحد كانت الميزانية المخصصة لهم مفتوحة على مصراعيها من عائدات النفط التي ليس لها حسيب ولا رقيب غير عوض الجاز نفسه، الذي كان يسلم رئاسة الجمهورية ارقام مختلفة عن التي في حوزته، ونسخة مختلفة لدى الحركة الشعبية التي كانت تتشارك الحكم مع النظام.
انهيارات بالجملة..!!
لذلك الترتيبات التي عناها متحدثي سببها أنه بعد إبعاد هذه الثلة بقيادة علي عثمان محمد طه ستنهار من بعدهم شبكات العمل التنظيمي المنتشرة داخل الدولة ومؤسساتها وكواليسها المظلمة، وان الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المتغيرات وسيتم احالة المئات بل الآلاف من قيادات الخدمة المدنية وشركات الحكومة المنتشرة في السوق داخليا وخارجيا، وشركات التنظيمات السياسية والأمنية والعسكرية من قيادات تابعين لمجموعة النائب الاول للرئيس المقال من منصبه، من بينهم سفراء ودبلوماسيين، ومن أشهرهم سفير السودان في زمن الغفلة بقاهرة المعز كمال حسن علي، وقريبا جدا سيتم سحبهم من التمثيل الدبلوماسي، وكمال حسن علي بالذات دفع به اسامة عبدالله لمنصب مدير الحزب الحاكم في القاهرة، ثم سفيرا، وهو السفير الأول لجمهورية مصر العربية منذ استقلال السودان بمؤهلات ضحلة ومتدنية، لا تشبه حتى مؤهلات موظف صغير جدا في وزارة الخارجية.
الآن بيوت قادة الحزب الحاكم موشحة بالسواد فإن امبراطورية علي عثمان محمد طه التي بناها في 40 عام الآن تنهار أمام أعينه، وحتى الآن هناك الكثير من الذين أبعدوا في حالة صدمة نفسية صعبة وغير مصدقين البتة بأنهم أصبحوا خارج دائرة الأضواء الكاشفة وقوائم السفير مع الرئيس او مع النائب الأول، وبعد ايام ستنشر الصحف السودانية بأن عددا من المسؤولين الذين تم اقالتهم رفضوا تسليم سياراتهم وبيوتهم الحكومية او تسليم ما لديهم من عُهد رسمية، لأنهم حسبوا بأنهم خالدين فيها.
ومن أفضل حسنات التعديل الوزاري الجديد أنه أصواتا كثيرة سيرتاح منها الناس مثل نافع علي نافع، واسحق أحمد فضل الله المحسوب على جماعة علي عثمان محمد طه، ولو انه في الغالب اسحق يتبع من يدفع أكثر ويعطي امتيازات أكثر، وأن العديد من الوجوه ستختفي قريبا عن الشاشات والصحف السودانية، وبما يختص بالهزات الارتدادية أتوقع أن المجموعة المقالة ستعمل على عرقلة الحكومة الجديدة بشتى الوسائل، وستثير الكثير من الاشكالات، ولا أستبعد البتة أن ينضم جزء من الذين أقيلوا لمجموعة غازي صلاح او للمعارضة..!!.
وخلاصة القول..ان التعديلات الوزارية جاءت في وقت والبلاد وصلت مرحلة من الانهيار غير مسبوقة، والضوائق المعيشية والصحية والكبت والارهاب الحكومي والقتل اليومي، والامراض المعدية الفتاكة باتت تنشر بسرعة في الاقاليم السودانية، كلها عناصر تحاصر المواطن السوداني، ولم أجد من خلال متابعتي لمئات المقالات والآراء المنشورة من كتاب سودانيين وغير سودانيين ان هناك من يرى بأن التعديلات الجديدة تمثل خطوة ايجابية، ذلك لان الوضع الراهن يحتم مشاركة الجميع في حكومة قومية تمثل كل ألوان الطيف السوداني تعمل على انقاذ الوطن الجريح، وأن التعديلات الجديدة برغم انها كبيرة وتاريخية إلا أنها ليست ذات جدوى مقارنة بمتطلبات المرحلة الراهنة، فالمطلوب من النظام أن يجمع شمل السودانيين كافة، وكما قلت ذلك للسفير السوداني بمملكة البحرين عبدالله احمد عثمان قبل اسابيع في نقاش محتدم بالنادي السوداني أن الفرصة لا زالت موجودة لحل المشكلة السودانية، وأن النظام بيده أن يحدث التغيير المطلوب من أجل اللحاق بما تبقى من البلاد ومن المواطنين الذين انهشتهم الحروب والامراض والحاجة للغذاء والدواء، وأن النظام الآن بيده أن يوقف الحرب في كل الجبهات وأن ينادي الجميع لطاولة مفاوضات تفضي لحكومة قومية وذلك حفظا للدماء التي تراق كل يوم، وحفظا لامكانيات البلاد التي تهدر كل يوم، فليس منا من يريد لبلاد أن تصل لما وصلت إليه سوريا او العراق، لكن تجاهل مثل هذه النداءات مرة بعد مرة ستؤدي حتما للكارثة.
إن الله غالب على أمره لكم أكثر الناس لا يعلمون.
صباح الخميس 12 ديسمبر 2013م
|
|
|
|
|
|