|
لنافع وسعاد التحلل ولنا حكومة الظل وليس "نوم الظل" بشير عبدالقادر
|
من كبرى المآسي التي يعاني منها السودان أنه بلد بدون "وجيع" وأن ابنائه الذين يحترفون السياسة هم بحق وحقيقة عاطلين عن المواهب التي تمكنهم من قيادة بلد مثل السودان، وعندما يشغلون مناصب الدولة يترسخ لديهم إعتقاد بأن ذلك رزق ساقه الله إليهم، لأنهم يستحقونه، بإعتبارهم ظل الله في الأرض، قال د.نافع علي نافع أن "هذا ليس شأن كشأن البشر، نحن في "سيستم" ...كله قائم على أنو ، الطاعة عندما يكلف أمر أنو عليك الطاعة "!!!
ثم يكبرذلك الإعتقاد ويتحول إلى يقين لديهم بأن كل من يخالفهم الرأي فهو "خارجي" ولا ولاء له للوطن، ومن ذلك أنهم يتهمون الاحزاب السودانية ب " ... أنها إتخذت الوطن مطية للوصول لإغراضها" ! تطبيقاً للمثل العربي "رَمَتْنِي بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ" والذي تمت سودنته في "الفيك بدربو" !!!.
ورد في أخبار 20 مايو 2014م بأن " د. نافع علي نافع - شكك- في وطنية وولاء بعض أبناء البلاد، ووصفهم بالوقود للمؤامرات بالخارج والداخل، ودعا من يساندوهم للحياء" ،.... وعلى نفس المنوال فأنه قد سبق للدكتورة سعاد الفاتح أن اتهمت في تاريخ 30 أبريل 2014م "… عملاء داخل السودان … بالعمل لصالح الخارج وتخريب الاقتصاد السوداني، وحرضت على ضرورة تطبيق القوانين، وقالت "إذا لم تطبق القوانين سنطبقها بضراعنا" !!! ، وأسترسلت "إن العملاء استطاعوا الدخول في كل شيء و «صاتوا» بداية من الدفاع الشعبي الذي لا نعلم أين هو الآن مروراً بالتعليم العالي الذي أصبح «يُحتضر» وانتهاءً بالشؤون الاجتماعية التي ترأستها سامية أحمد محمد وطفشت منها" !!!
وتجد هؤلاء السياسين يلجؤون دوما لتبرير فشلهم السياسي والإقتصادي بأنه يرجع لمحاربة الأخرين لهم بسبب تمسكهم بالشريعة والدين !!!، ومن ذلك أن د. سعاد الفاتح عادت في 20مايو 2014م طالبت الفقراء بالصبر على الفقر وقالت " ... الدولار لو وصل 20 جنيه أفضل من إهانة كرامتنا " وأردفت "عيب عليكم تشحدوا أمريكا". وأضافت "النسوان لو رجعن للعواسة أكرم لينا من الاستجداء"، وختمت "... فاصبروا كما صبروا شعاب مكة عندما حاصرهم المشركون"!!!
ثمّ حاول عضو البرلمان عبد الله نميرالدولة "زيادة المحلبية" عندما إشار إلى خيانة أحد السياسيين الذين تولوا موقعاً بالدولة "سابقا"، وكيف أنه "…. وجّه بضرب مواقع أخرى حينما ضرب مصنع الشفاء" !!!
وأخيراً دعى عبدالله نمير الدولة، الأحزاب لتقوى الله ومخافته في حق البلد وقال "الناس تعبانين وجعانين ومرضانين وناس بتمتعوا بأبراج عالية"، في تلميح منه لوجود فساد بالدولة، ولكن جاء الرد على دعوته والنفي لتلميحه بصورة غير مباشرة من قبل االقيادية سامية أحمد محمد التي قالت "الوطني لم ولن يكون حزبا فاسدا" !!!
كان الاجدر بهؤلاء البرلمانيون ان ينظروا لأنفسهم في المرآة، ويتسألوا ماذا قدموا هم أنفسهم للوطن سوى تأييد الحرب والدمار بل التصفيق لقرارات الحكومة البائسة وأقلها قرارات رفع الاسعار، حتى أنه بات يقين لدى المواطن السوداني أن قمة الولاء للوطن من قبل النائب البرلماني هي أن يقف مثل أفراد الشعب في "الطابور" ، ويفعل كما فعل الزعيم الأزهري بوقوفه في "الطابور" كأي مواطن أخر.
إن طغمة الإنقاذ الحاكمة لم تكن تملك يوما ولاء للسودان ولا لشعبه بل هم "حثالة" من الخونة والمنتفعين و"المصلحجية" حطموا البلاد وأفسدوا العباد حتى صار الكل يقول نفسي نفسي في الدنيا قبل الأخرة ويسعى للحصول على قوت يومه وتصريف أحواله بأي صورة شرعية أو غير شرعية !!! ولعله من العجب العجاب أن نجد أن ذلك البرلماني الذي لم يكن يملك من الدنيا قبل سرقة حكومة الإنقاذ للسلطة، سوى "كوز فى الزير تحت الراكوبه" يمتلك بعدها العشرات من المباني و"الفارهات" والأرصدة البنكية، حتى قالت د.سعاد الفاتح نفسها «لسنا الآن فى موقع لوم حول الفساد وتبديد المال العام لأننا إذا فعَّلنا قانون الثراء الحرام والمشبوه وحده نجد أن «الحرامية كتار» وثلاثة أرباع نساء ورجال البلد حرامية" !!!
ثم يأتي مساعد رئيس جمهورية الإنقاذ البرفسور غندور ويقول" أرفعوا رؤوسكم عالياً وانظروا في أعين الجميع وقولوا نحن مؤتمر وطني" !!!
ما يهمنا هنا هو التنبيه إلى أن ما تفعله الإنقاذ الآن ما هو إلا "فرفرة مذبوح"، لأنها قد تآكلت من داخلها وأهترأت بل أصبحت جيفة أسوأً من "جنازة البحر" وتنتظر فقط من يكشف عوارها ويصيح "لكن الملك عاري" !!! ثم أنه من الواجب علينا جميعاً أفراداً وجماعات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني ونقابات المساهمة في التعجيل بإتمام الموت "الإكلينكي" لنظام الإنقاذ من خلال الحرب النفسية، وذلك بالتركيز على كشف الفساد بالمستندات والأدلة من ناحية، ومن ناحية أخرى، محاصرة الفاسدين الإنقاذيين في مخابئهم من خلال توزيع منشورات بالأسماء والاماكن التي يتواجدون فيها لقضاء أمسياتهم، مما سيعجل بدفعهم إلى التحلل أو الإستقالة أو الهروب بأسرع وقت. وسنرى حينها كيف يختفي بعضهم أو يهرب خارج السودان وهذه الخطة "الإرهابية" هي خطة عكسية وأكثر فعالية من خطة الطغمة الحاكمة التي تعمل على خلق شيء من الخوف وسط الشعب بإطلاقها لل "جنجويد" الجدد في العاصمة لحراسة النظام، لأنهم في الحقيقة أصبحوا يرتعدون من الخوف داخل قصورهم.
كما يجب الإنتباه والتركيز خلال ندوات الأحزاب ومحاضرات منظمات المجتمع المدني والنقابات بأن طغمة الإنقاذ قد تستعمل آخر "كرت" أو أخر خدعة في جعبة خبثها وذلك من خلال سماحها أو إيحائيها لبعض المنتمين للجماعات المتطرفة أو المجرمين في السجون أو حتى المخدوعين من أبناء جبال النوبة أو دارفور لإحداث شيء من الأحداث الدامية وسط الخرطوم وفي المدن الكبرى للإيحاء للشعب بأن ثورة الهامش ما هي إلى أحقاد مكبوتة لأنها موجهة ضد كل أبناء الشمال والوسط النيلي.
إذن يجب على أبناء السودان كافة وكذلك على قادة الحركات المسلحة الصدق مع أنفسهم وطرح أدبياتهم بكل وضوح وأعلان أن من حملوا السلاح حملوه حباً في السودان كوطن وحبا في السودانيين ككل، وأنها ليست حركة ذات أطماع جهوية أو قبلية أو أحقاد ضد أبناء المناطق الأخرى، وأن حرب الإشاعة التي تقوم بها الإنقاذ ما هي إلا مجرد محاولة لتضليل للرأي العام، وكذلك تقوم الحركة الثورية بإعطاء كل الضمانات لنشر الطمأنينة في أوساط الشعب السوداني.
من ناحية ثانية يجب التفكير الجاد من قبل الأحزاب وغيرها من الجماعات في تشكيل حكومة ظل من التكنوقراط والشخصيات الوطنية من الأن ومساعدتها في الوصول لإستلام السلطة بصورة سلمية في أقرب وقت عبر إنتخابات أو عصيان مدني أو غيرها، وإلّا سيمتد عمر الإنقاذ إلى أطول فترة ممكنة، حتى وإن سقطت الإنقاذ فلن نكن بالكفاءة والخبرة التي تسمح بإستلام مقاليد الحكم وتسيير البلاد وتجنيبها أن تغرق في الفوضى !!!
سبق لنا في مقال سابق أن رشحنا بعض "التكنوقراط" السودانيين لتسيير حكومة ما بعد الإنقاذ، ونسعى هنا لتشجيع تلك الشخصيات للتواصل مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وطرح نفسها كبديل وطني "جاهز" لتسيير البلاد لفترة زمنية لا تتعدى الثلاث سنين بعد سقوط الإنقاذ، لإكمال إجراء الإنتخابات.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن للحقوقي سيف الدولة حمدنا الله طرح نفسه كوزير للعدل ويمكن للطبيب سيد قنات طرح نفسه كوزير للصحة، والعمل على إعداد برنامج لتلك الفترة الزمنية القادمة.
لان العمل العشوائي والعمل الفردي لمنظمات المجتمع المدني أو للاحزاب كل في ناحية قد يضعف نظام الإنقاذ ولكن لن يسقطه، أو كما قال علي عثمان للتعبير عن تغيير جلد الثعبان الإنقاذي "الإنقاذ تتجدد وترد بالأفعال وليس بالأقوال"، وأنها ستتواصل كما قال د.نافع علي نافع "صفرنا العداد ومن بعدنا سيصفر العداد حداشر سنة ثم نسلمها لعزرائيل ". أنشد الشاعر الصادق عبدالله " والحاجة كلتوم ام شلوخ لو لسه جد في الدنيا خير ما كان بتمرق في الهجير .. ما كان تساكك في الرزق زي الطيور .. القاعدة تاكل من خشم تمساح كبير .. ما كان تهم لامن وليداتا الصغار .. يحتاجو لي كسرة رغيف .. او مرة لي حتة قميص .. ما كان وليداتا الصغار خلو القراية مع الظروف .. او حسو خوف ... " [email protected]
|
|
|
|
|
|