|
نداء حار لقراء هذا المقال ،، تجاوز بجاحات نافع محال. حسن الجزولي
|
نداء حار لقراء هذا المقال ،، تجاوز بجاحات نافع محال. حسن الجزولي أجرت صحيفة "الخبر" الجزائرية حواراً صحفياً مع الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني والنافذ القيادي في نظام الانقاذ، حيث ورد على لسانة ضمن جملة تصريحات أخرى، بأن الاجراءات الاقتصادية الأخيرة غضبة جماهيرية، تلقفتها المعارضة " لإسقاط النظام، لكن لسوء حظهم لم يستطيعوا القيام بهذا العمل – الاحتجاجات - إلا عبر المجموعات ذات الصلة بالجبهة الثورية حركات التمرد في دارفور في النيل الأزرق وجنوب كردوفان. وإلى جانب كون هذه المجموعات متمردة، فهي تحمل فهما سياسيا لما يسمى ”السودان الحديث”، وهي نظرية تقوم على التمييز بين الناس على أساس العنصر وعلى رفض الدين بتاتا في الحياة، فخرجت هذه المجموعات بهذا الحقد وبهذا التصور لتفرض نفسها بقوة السلاح، فقتلت الناس بالسواطير وحرقت الممتلكات العامة والخاصة، وهذا ما أغضب الناس ووصل الأمر بهم إلى مرحلة أن طالبوا الحكومة بالحسم، واضطرت الحكومة إلى حسم الأمور، وأن قطاعات من الجماهير كانت تريد " التعبير بشكل سليم حتى تقدّر الحكومة وضعهم، ولكن هؤلاء لم يجدوا فرصة للخروج، فالذين خرجوا ليسوا هم من في أم درمان وحاج يوسف وبحري، ولكن الذين خرجوا استغلتهم المعارضة والحركات المتمردة، فقليل جدا من المواطنين الذين احتجوا على الحكومة في رفع الأسعار وليس لإسقاط النظام، ولكن معظم المواطنين لم يجدوا فرصة ليخرجوا مع هؤلاء الذين كانت لهم أجندة أخرى" وجزم قائلاً أن:- " الزيادة في الأسعار انخفضت تدريجيا وحدث ذلك بعد أقل من أسبوعين، حيث بدأ استقرار الأسعار، وهذا لأن الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي واستقرار سعر العملة وانخفاض التضخم، هي التي تقود إلى غلاء الأسعار، لذلك قصدنا تخفيف المعاناة إلى حين استقرار الاقتصاد السوداني" ورداً على سؤال الصحيفة عن السبب في الاستعمال المفرط للقوة ضد الجماهير في الشوارع خلال فض احتجاجاتها، تسائل قائلاً " متى كانت المنظمات الدولية الاقتصادية، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي عادلة في قراراتها مع الدول" ثم عاد واضطر لإجابة سؤال الصحفي مبرراً - بعد إصرار منه - أن " الاحتجاجات الأخيرة بدأت بقتل المتظاهرين وحرق محطات الوقود، وبالاعتداءات الفردية على الأشخاص والمواطنين الذين استغاثوا بنا، وأنا أشهد الله على أن تلك هي الحقيقة، وخرج الناس بمكبرات الصوت يدعون للخروج للدفاع عن أنفسهم. وعناصر الشرطة قتل عدد منهم، وذبح ضابط أمن كما تذبح الشياه، وأحد المواطنين صب عليه محتجون البنزين وأحرقوه. وقد زرت أحد المرضى في أم درمان وقدم لي امرأة روت لي كيف ثبتها المحتجون وصبوا عليها البنزين وأشبعوها ضربا وهموا بحرقها، إلى أن تدخل أحدهم لمنعهم من فعل ذلك، مع الإشارة إلى أن من حاولوا حرق هذه السيدة ليسوا من أبناء ذلك الحي، هذه المجموعة مرتبطة بالمعارضة اليسارية السياسية والمعارضة المسلحة، يأتون من خارج المنطقة لتنفيذ أجندة سياسية، والهدف هو إرعاب الناس" وحتى عندما قالوا إنهم يريدون تنظيم مظاهرات سلمية، فقد كان من بينهم مسلحين، لأن بعض، ممن قتلوا، أصيبوا بأعيرة نارية ليست مملوكة للقوات المسلحة" وعندما سألته الصحيفة ما إن كان قد تم القبض علي بعض هؤلاء أجاب قائلاً " نعم واعترفوا بأكثر من ذلك، اعترفوا بأن هناك من يعطيهم 30 ألف جنيه سوداني لمن يحرق محطة بنزين و15 ألف جنيه لمن يحرق الحافلات العمومية، وبعض هذه الاعترافات طرحت في ندوة صحفية لوزير الداخلية ووالي ولاية الخرطوم" وعند سؤال الصحيفة عن من الذي دفع لهم تحديداً قال:- " الخبر الذي سمعته شفاهة أو قرأته، يشير إلى أن هؤلاء لم يذكروا جهة محددة كلفتهم بحرق محطات الوقود وحافلات النقل العمومي، وهذه متروكة للإثبات من الأجهزة المعنية"، وبخصوص عتاب القرضاوي عليهم أنهم لم يصونوا حرمة دماء المسلمين، قال:" نحن نكن للشيخ القرضاوي احتراما كبيرا ونعطي لكل ما يقوله مساحته من التدبر والتأمل والتقدير الكامل، ونعتقد أنه يقول هذا عن صدق وعن حب للتوجه الإسلامي عامة والسوداني خاصة، لذلك نعطي عتابه هذه المساحة " مضيفاً " نقول لمن يتهمنا بالاستعمال المفرط للقوة إننا حريصون على دماء المسلمين من الجانبين حتى المغرر بهم والمحرضين أيضا " وحول السؤال عن الهجوم على الاعلام محلياً وإقليمياً قال: " أين يوجد هذا التسامح عندما يكون الإعلام أداة من أدوات الهدم، حتى الغرب لا يتعامل بهذا التسامح "..." أين أمانة نقل الخبر، فالخبر الذي نقلته ”قناة العربية” ليس له علاقة بالصدق والموضوعية، ونحن قدمنا أمثلة كانت ”العربية” كاذبة فيها ومراسلها اعترف بكذبه". نلخص لنقول، هذه تصريحات تحمل مجموعة من إدعاءات مؤسفة ومسيئة لشعب بأكمله، كونها تصدر من شخص مسؤول في دولة، لصحيفة أجنبية لا تدري شيئاً مكتملاً عن البلاد وأهلها، شخص يقدمه حزبه الحاكم للبلاد باعتباره أحد أهم مسؤوليه ويتبوأ مناصباً رفيعةً في الدولة. فضلاً عن الكذب والتلفيق وإلباس الباطل لباس الحق والعكس صحيح. لقد شغل د. نافع وتحديداً في مجالس السودانيين ومؤانساتهم، حيزاً كمثال في نقد ممارسات نظام الانقاذ منذ اختطافها للوطن، كونه عرف بسلاطة اللسان وسوء طوية التعبير عندما يتحدث "سياسة"، ظناً منه - وهو الحامل للقلب الأكاديمي الرفيع وأحد أساتذة أعرق الجامعات السودانية - أنه يتحدث بالفعل "سياسة"، وأن السياسة وممارستها عنده، هي فن استعراض بذئ الكلم وساقط القول والاساءة وتنابذ الشوارعية ورمي الخصم بطريقة "السح الدح أمبو" كما هي تعبير عند أهلنا في مصر الحبيبة. بحيث أن أتياماً من الباحثين، لن يخرجوا في معظم الأحوال - إن تم تكليفهم بحصر مقولات الرجل حتى يتم تضمنينها في مبحث تعريفي عن السيرة الذاتية له - إلا باليسر اليسير من طيب الحديث حول الآخر المختلف سياسياً، وأما الغالبية العظمى من ما جادت وستظل تجود به قرائح قواميسه، فإنها لن تخرج عن شاكلة تعابير مثل " لحس الكوع والبطبطة والدغمسة ودق الأعناق والمخربين والخونة والعملاء والطوابير الخامسة وأعداء لا إله إلا الله ،، ثم دفن المعارضة وهي حية" حتى سمي عند الحبيب الصادق المهدي وهو يحتفي بالتهديد الأخير، باعتبار أن الرجل ليس سوى (حفار للقبور). وهو الأمر الذي يجعلنا نقارن هذه اللغة الغريبة في البغضاء وتدني ضبط النقد وانخفاض الأدب، وفي أحايين كثيرة قلته، وتنابز صعاليك المدن وقراها فيما بينهم، بأعراف جلً المسؤولين الذين مروا على البلاد، فضلاً عن عفة لسان السودانيين ومقاصدهم نحو الآخر المختلف. لنصل إلى نتيجة مؤداها أن ما واجهه هذا المسؤول الانقاذي عدا عن غالبية مسؤولي الانقاذ من تربص وكيل إهانات عند الكتابة عنه، وتعدي بالأيدي والكراسي والمراكيب والبراطيش والبزق على الوجه، فضلاً عن الصد والخض والطرد ،، وفصاحة "البوشي" زميل الدراسة مع إبنه العزيز، وحوله، إنما تأتي كلها، في إطار رد الفعل لممارسات هذا المسؤول الذي يحاول إدعاء أنه "أرجل زول" ،، في مواجهة " النسونة والمرجلة " في هذا البلد الأمين والمترامي الأطراف من حيث الأعراف والتقاليد التليدة،، وفي معاني أن الادانة هي " كما تدين " أيضاً. وإذا تناولنا بالتعليق أهم ما تناوله في حواره الصحفي من إدعاءت غير حقيقية، نقول:- * ذكر بأن :- " أن قطاعات من الجماهير كانت تريد التعبير بشكل سليم حتى تقدّر الحكومة وضعهم، ولكن هؤلاء لم يجدوا فرصة للخروج، فالذين خرجوا ليسوا هم من في أم درمان وحاج يوسف وبحري، ولكن الذين خرجوا استغلتهم المعارضة والحركات المتمردة، فقليل جدا من المواطنين الذين احتجوا على الحكومة في رفع الأسعار وليس لإسقاط النظام، ولكن معظم المواطنين لم يجدوا فرصة ليخرجوا مع هؤلاء الذين كانت لهم أجندة أخرى" . حسناً ، فإن كان عدد الذين خرجوا للاحتجاج على الشوارع قليل جداً، فما هي الأسباب التي حدت بالنظام لكي يواجه هذا العدد القليل جداً بالرصاص الحي، ليقتل في دقائق معدودة ما فاق نسبة الشهداء في كل من ثورة أكتوبر وانتفاضة مارس | أبريل مجتمعتين، علماً وكما أشار سيادته، أنهم لم يخرجوا لاسقاط النظام بل للاحتجاج فقط على رفع الأسعار؟. * وقال في الحوار أن بعض من قاموا بالتخريب وتم القبض عليهم " اعترفوا بأن هناك من يعطيهم 30 ألف جنيه سوداني لمن يحرق محطة بنزين و15 ألف جنيه لمن يحرق الحافلات العمومية" وعند سؤال الصحيفة عن من الذي دفع لهم تحديداً قال:- " الخبر الذي سمعته شفاهة أو قرأته، يشير إلى أن هؤلاء لم يذكروا جهة محددة كلفتهم بحرق محطات الوقود وحافلات النقل العمومي، وهذه متروكة للإثبات من الأجهزة المعنية". أفلا تعتبر مثل هذه الاجابة محاولة مفضوحة لذر الرماد على الأعين؟، إذ كيف بأشخاص تصل درجة إعترافاتهم إلى تحديد المبالغ التي دفعت لهم لحرق محطات البنزين والحافلات العامة، ثم تعجز الأجهزة المحققة معهم عن أن تصل معهم إلى الجهات المحددة التي دفعت لهم تلك الأموال ثم كلفتهم بالتخريب والحريق، وحتى متى يا ترى تترك مهمة كشف الجهات للأجهزة المعنية، إن لم تكن المسألة عبارة عن تلفيق تهم جزافاً؟. * ثم يمضى – لا فض فوه – قائلاً بخصوص عتاب القرضاوي والذي وجهه لهم بعدم صون حرمة دماء المسلمين:" نحن نكن للشيخ القرضاوي احتراما كبيرا ونعطي لكل ما يقوله مساحته من التدبر والتأمل والتقدير الكامل، ونعتقد أنه يقول هذا عن صدق وعن حب للتوجه الإسلامي عامة والسوداني خاصة، لذلك نعطي عتابه هذه المساحة". نحن هنا لا يعنينا في كثير أو قليل لا عتاب القرضاوي الموجه للانقاذ، ولا حتى القرضاوي ذات نفسه، ولكن ماهو غير جدير بالاتساق، أن مجموعة محسوبة ضمن مصفوفة الانقاذ وحزبها الحاكم، بادرت ومن خلال القنوات الرسمية بتقديم مذكرة تناصح وهدى في سبيل الاصلاح والتقويم، إنطلاقاً من "صدق وحب للتوجه الاسلامي عامة والسوداني خاصة" وهي ذات مقاصد حبيب الانقاذ القرضاوي، فلماذا الكيل بمكيالين، لماذا تقدير وتدبر وتأمل لعتاب القرضاوي هناك، وتعنت وإزراء وتشكيل لجاناً للتحقيق والاقصاء لمجموعة الاصلاح هنا؟، ولا نزيد. * ثم مضى يصرح دون أن يرمش له جفن في أي من عينيه:- " نقول لمن يتهمنا بالاستعمال المفرط للقوة إننا حريصون على دماء المسلمين من الجانبين حتى المغرر بهم والمحرضين أيضا". وحقاً فإن هكذا حديث يذكرنا بالصديق الراحل الخاتم عدلان الذي تهكم يوماً في إحدى ندواته قائلاً بأن هؤلاء النفر من الناس لا يتحدثون لغة عربية على النحو المتعارف عليه بين الناطقين بها، بحيث أن لي عنق الحقائق في تصريحات نساء ورجال الانقاذ، تجعلنا نتسائل دونما عجب أو دهشة، كيف ينسجم هذا الحرص من جانب هؤلاء مع ما سفك حقيقة من دماء عزيزة لشباب غض الأهاب على ثرى الوطن، وما تزال قاعات المحاكم تشهد تقديم أرتال من المقبوض عليهم - سواء أكانوا محرضين أو مغرر بهم – لتنزل في حقهم أشد العقوبات وأحقرها من جلد وغرامات وحراسات؟. * وآخر القول نتعرض لتصريحه الذي جزم فيه للصحيفة قائلاً أن:- " الزيادة في الأسعار انخفضت تدريجيا وحدث ذلك بعد أقل من أسبوعين، حيث بدأ استقرار الأسعار، وهذا لأن الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي واستقرار سعر العملة وانخفاض التضخم، هي التي تقود إلى غلاء الأسعار، لذلك قصدنا تخفيف المعاناة إلى حين استقرار الاقتصاد السوداني". هل فهم أحدكم – خاصة بالنسبة للمتخصصين في قضايا الاقتصاد - شيئا من هذا الحديث؟، عموماً، فقد نقلتنا هذه التنظيرات الاقتصادية إلى إجابة من الدكتور حسن الترابي والذي عندما سأله الصحفيين بعد اطلاق سراحه عن الذي لفت انتباهه في بنية المجتمع السوداني بعد زهاء سبع سنوات من الاعتقال، قال " وجدت د. نافع يتحدث في السياسة والاقتصاد". وأما بعد ،، نعود لندائنا الحار الذي أودعناه عنوان مقالنا هذا، وهو في سبيل ألا تمر هذه التصريحات أو مثيلاتها مرور الكرام ، عملاً بمثلنا السوداني الشعبي القويم والموصي بمطاردة "الكضاب" لحدي خشم بيتو، والنداء مرفوع حتى لعضوية ومشايعي الحزب الذي يقوده د. نافع، حتى يجلوا معنا مجموع مطالب بسيطة نلخصها من إدعاءات د. نافع للصحيفة التي أجرت معه الحوار فيما يلي:- 1- تأكيد أن حركات التمرد في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردوفان والمرتبطة بالجبهة الثورية، تتبنى برنامجاً سياسياً بنظرية تقوم بالفعل على التمييز بين الناس على أساس العنصر وعلى رفض الدين بتاتا في الحياة . 2- تأكيد أن الأسعار انخفضت تدريجياً وحدث ذلك بعد أقل من أسبوعين من رفع الدعم، حيث بدأ استقرار الأسعار. 3- تأكيد أن عناصر الشرطة قتل عدداً كبيراً منهم، وذبح ضابط أمن كما تذبح الشياه. 4- تأكيد أن أحد المواطنين صب عليه محتجون البنزين وأحرقوه. 5- تأكيد أن امرأة روت لسيادة د. نافع كيف ثبتها المحتجون وصبوا عليها البنزين وأشبعوها ضربا وهموا بحرقها، إلى أن تدخل أحدهم لمنعهم من فعل ذلك، وأن من أراد حرقها عبارة عن مجموعات مرتبطة بالمعارضة اليسارية السياسية والمعارضة المسلحة. 6- تأكيد أن مسلحين تم القبض عليهم واعترفوا بأن هناك من يعطيهم 30 ألف جنيه سوداني لمن يحرق محطة بنزين و15 ألف جنيه لمن يحرق الحافلات العمومية. 7- تأكيد أن الأخبار التي نقلتها ”قناة العربية” ليس لها علاقة بالصدق والموضوعية، وأن مراسلها اعترف بكذبه. 8 – تأكيد أن التحقيقات التي التزم المسؤولين بإجرائها حول الـذين أطلقوا الرصاص الحي على الشهداء، قد توصلت للجناة الحقيقيين. هذا وكفى المؤمنين شر القتال. تنويه:- لا نستخدم علامات التعجب في هذا المقال، وأما الاستفهام فالقليل منه يكفي". ___________ عن صحيفة الميدان
|
|
|
|
|
|