|
هل يستقيل رئيس البرلمان؟ بقلم بارود صندل رجب المحامي
|
أجيزت التعديلات الدستورية التي اثيرت حولها لغط , خاصة بعد التعديلات التي أدخلتها اللجنة الطارئة والتي شملت أكثر من ثمانية عشر موضعاً وبالرغم من عدم اختصاص اللجنة الطارئة لادخال تلك التعديلات بموجب أحكام لائحة الهيئة التشريعية, وقد اعترض عدد من أعضاء اللجنة الطارئة علي أقحام تعديلات لم يبتدرها رئيس الجمهورية ولم يكن من ضمن مشروع التعديل المقدم منه وتبع ذلك استقالات بعض أعضاء اللجنة الطارئة والأمر بين الشد والجذب بين أعضاء اللجنة، دخل رئيس المجلس الوطني علي الخط وحسم الأمر ففي حديثه لبرنامج مؤتمر إذاعي الجمعة الماضية أكدّ رئيس المجلس أن اللجنة الطارئة اجتمعت بالخميس وأسقطت كافة التعديلات المختلف حولها وأبقت فقط علي المقترحات التي دفعت بها رئاسة الجمهورية حول تعيين الولاة وكشف سعادته عن استبعاد كل المواد التي حولها خلافات وأن البرلمان يناقش التعديلات يوم السبت في مرحلة السمات العامة وان النقاش حولها سيستمر حتى السادس من يناير موعد إجازتها في مرحلة العرض الأخير...ولعلم القاري أن المقترحات التي دفعت بها الرئاسة هي ,تعيين الولاة بدلاً عن انتخابهم ، وتعديل المادة الخاصة باستغلال الأراضي ، وصيانة قرارات رئيس الجمهورية فيما يلي التعينات الدستورية!! هذه هي المقترحات حصريا. ولكن المفاجأة أن البرلمان أجاز التعديلات كما جاءت من اللجنة الطارئة ما عدا التعديلات الخاصة بالسلطة القضائية والنيابة العامة!!وهكذا تبخرت إفادات رئيس البرلمان في الهواء , لم يغضب الرجل بل حتى لم يكلف نفسه بتقديم تفسير يوفق بين ما قاله في البرنامج الإذاعي وما حدث فعلاً في البرلمان !! هل كان يكذب ابتداءاً ؟ أم ان الأمر تغير فجأءة بفعل جهة متنفذة ! أغلب الظن أن تغيرا قد طرأ في اللحظات الأخيرة علي ما أتفق عليها في اللجنة الطارئة ليلة الخميس بإسقاط كافة التعديلات المختلف حولها ويدعم ما ذهبنا إليه سرعة أجازة التعديلات فبدلاً من إجازتها بتاريخ 6/1/2014م تم الإجازة بتاريخ 4/1/2014م وفي جلسة واحدة دمجت فيها مرحلة السمات العامة والعرض الأخير في سابقة هي الاولي في تاريخ البرلمانات !! وقد ترأس هذه الجلسة رئيس البرلمان نفسه بعد أن أستنفر المؤتمر الوطني كل عضويته , حقا من يهن يسهل الهوان عليه!!رجل يتبوأ مثل هذا الموقع الرفيع يضع نفسه موضع يتهم فيه بالكذب ولا يحرك ذلك فيه شعرة من رأسه , الأمر عنده عادي والرائد لا يكذب أهله... سبحانه الله !! لو أن مثل هذاحدث في بلاد العلوج الكفرة لقامت قيامة رئيس البرلمان ولا يشفع له حتى لو تقدم باستقالته .... ولكن أصحاب المشروع الحضاري الذين تتلون آيات الكتاب ليل نهار (يأيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) ويضربون بها عرض الحائط ويبالون إلا يخشون ان تنشق الأرض لتبتلعهم ؟! فلندع رئيس البرلمان يخلد إلي الراحة بعد المجهود الذي بذله في تمرير هذه التعديلات!! أما السيد/علي عثمان محمد طه زعيم المعارضة الأسبق والقانوني المعروف ونائب الرئيس السابق وهلمجرا......وتجربة برلمانية مركوزة ، بكل هذا الأرث وقف الرجل شامخاً وبلغته الرصينة مدافعاً عن التعديلات بسقط القول من مثل ان السودان محاط بالدسائس والمكائد والمؤامرات!! وأضاف الرجل ولكن ما حدث أخيراً نجا منه السودان بفضل الله وتابع( أن الله كفي والله رمي والله حمي) أذن انتهت المشكلة حتي قبل التعديلات وكفي الله المؤمنين والمصطفين من أمثال علي عثمان ونافع علي نافع القتال والتعديلات فلماذا هذه الضجة !! لم ينس الرجل أن يذكر المؤتمر الشعبي , فهو كلما تذكر المؤتمر الشعبي داهمته الهواجس والارتياب فتخرجه عن رزانته , وكل اناء بما فيه ينضح , فوجه رسالة لكتلته البرلمانية التي اعترضت علي التعديلات جملة وتفصيلا بمبررات موضوعية وقوية تستند إلي الدستور والواقع السياسي وإلي لائحة الهيئة التشريعية ، ولكن علي عثمان لا يري كل ذلك بل قال(أن الدستور روح ومسئولية قبل أن يكون نصا ولفظاً وهو الأمن والأمان وعدل في الميزان فأي عيب في هذا).... سبحانه الله مغير الأحوال ، فهذا الرجل عندما كان زعيما للمعارضة كان تواقا لاحترام الدستور والنزول عند حكمه ومتمسكاً باللوائح روحاً وحرفاً ولكن الآن بل ان تمرغ في وحل الحكم ومشي في دهاليزه مصاحبا العسكر عقوداً تغير حال الرجل فأصبح عسكرياً يتقدم العساكر أنفسهم اما الدستور والقانون فقد ركلهما حين غدر بالقسم الغيظ الذي أداه للحفاظ علي الدستور فأنقلب عليه في مبتدأ عهد الانقاذ.... ثم ظهر طبعه ثانية عندما انقلب علي دستور 1998م وحل المجلس الوطني فطبع الرجل يغلب تطبعه فلا مناص له إلاّ السير في ركب الديكتاتورية بزين لها الباطل.... كمن الشيطان يزين للناس حتى إذا انكشف الغطاء وأطل اليوم الموعود قال لا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما أشركتموني من قبل , وسيأتي ذلك اليوم حتماً . عن أي روح للدستور يتحدث عنه الرجل؟ عن روح تجاوز النصوص الواضحة في الدستور واللائحة و التي وضعتموها بأيديكم وبصمتم عليها واستحلفتم الله عليها!! أي روح هذه التي تكرس كل السلطات للرئيس في دولة تدعون أنها فدرالية ؟ وأي مسئولية بعد أن قطعتم البلاد أربا أربا وزرعتم فيه العنصرية النتنة وسوف تحصدون ما زرعتم !! المسألة ليست في التعديلات ولكن في الذين يحكمون هذه البلاد والعقلية التي تساس بها البلاد أليس فيهم رجل رشيد !! أن ممارسات رجال هذا النظام ونسائه سوف تورد البلاد الانهيار التام!! هذا البرلمان الذي يلبس ثوباً واحد ورايا واحداً بنسبة 99,9% لا يحتمل الرأي الآخر الذي يمثله المؤتمر الشعبي بأربعة نواب ثلاث نساء ورجل واحد بالإضافة إلي مستقل واحد وهو المهندس عمادالين بشرى فهؤلاء منعوا من ان يصدعوا بالحق مجرد رأي وكلام وهم يدركون أن الأغلبية الميكانيكية الساحقة سوف تمرر أي قرار .... تبلغ القلوب الحناجر حين يقف الدكتور إسماعيل حسين زعيم المعارضة الرجل العالم الرصين الحصيف استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية ليدلي برأيه بطريقة علمية وموضوعية فيتطاول عليه السفهاء بالمقاطعة والتضييق عليه، وهذا حال من يعيشون في جلباب التسلط والديكتاتورية وتكميم أفواه لا يريدون أن يسمعوا إلاّ ما يرض سيدهم الكبير الحاكم الاعلي الآمر والناهي وهم الجوقة يسترزقون من مدحه وتبجيله ونسوا أو تناسوا وفي السماء رزقكم وما توعدون ...عجبا لمن يظن ان في هؤلاء بقية من خير , فالقوم قد خرجوا من الحق والعدل خروج السهم من القوس بدون رجعة ....فلماذا تحاوروا هؤلاء وأي حوار سوف ينجح مع هؤلاء الذين لا يعرفون إلاّ ولا ذمة ولا حرمة لدستور ولا قانون ولا يحزنون ، أثبتت التجربة الطويلة مع هؤلاء ان مساحة الخير فيهم قد ضاقت وضاقت وضاقت فلا تضيعوا الوقت معهم ، فالذي يفرغ من صوت واحد معارض داخل البرلمان فهو أجزع من أن يشاركه أهل السودان عبر أحزابهم ومنظماتهم الوطنية في الشأن العام!! دعوهم فلكل اجل كتاب!! ونقول للأستاذ/كمال عمر أن تصريحاتك المرسلة تصيب الشعب في مقتل , فأي حوار هذا الذي يأبي المؤتمر الشعبي من الانسحاب منه ولماذا يتمسك المؤتمر الشعبي بحوار هو السراب نفسه بل سراب في سراب , الذين تحاورهم كالذي ينكث غزله من بعد قوة أنكاثا ، فكل الذي عملنا من أجله وبذلنا فيه الغال والنفيس أسقطه هؤلاء وأصبحنا شذو مذر و لولا بقية من عصبة الخير من السابقين السابقين من أهل حركة الاسلام في هذه البلاد لأصبحنا جميعاً سبة في جه الاسلام والعياذ بالله..... يأخونا كمال عمر الأمر أوضح من أن أفصل فيه وأنت سيد العارفين – دعوا قافلة النور تسير بعيداً عن هذه الزمرة التي ضلت واضلت.... والأمور بخواتيمها, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. بارود صندل رجب المحامي
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
اخبار من السودان
|
|
|
|
|
|