|
صيف تأميم الارض/جعفر حامد
|
بسم الله الرحمن الرحيم تواتر الانباء في الفترة الماضية عن اعلان نظام البشير عزمه على القضاء على التمرد خلال فترة الصيف واصبح الموضوع شاغل للناس فجاء الاخبار و التحليلات والوقائع والاحداث ليضفي مسحا كأن الامر حقيقة بداية من الاتفاق مع دبي وما سمي بمؤتمر ام جرس ومرورا بكاشا في الضعين الذي يعزف بحق سيمفونية الموت القادم ومرورا بالمواجهات العسكرية في ابو كرشولا وابو زبد وتخوم الدلنج وما جاورها وما صاحب ذلك من استقدام للمرتزقة الفارين من ليبيا الى النيجر و من النيجر الى السودان البلد الذي يوطن فيه كل شواذ الافاق احلالا محل ابنه الاصيل الذي يهجر قسرا و عسرا داخليا وخارجيا وبعد الاشارة الى مغادرة موسى هلال للخرطوم وما دار من لغط عن تمرده واعلانه معارضته لوالي شمال دارفور عثمان كبر وانتهاءا بما سمي تعديل حكومي الذي جرى واشيع وروج لها واحيط بتغطية اعلامية شاملة من كل الاطراف وكل حسب اعتقاده او منطلقاته او وفق ما توفره له موارده من معلومة او خبر. كل ذلك الذي انتجه خبث البشير وعصبته ما هو الا ذر للرماد في العيون حسب قراءتنا وتقديرنا للعوامل المحيطة اجمالا فالاعدادات والتجهيزات العسكرية الحكومية التي دفعت بها الى مسارح العمليات لتخرج المعارضة المسلحة من مواقعها الامنة وتفضي عليها وتريح النظام من القلق والهواجس والخوف الدائم. لم تكن تلك القوة بالقدر التي تدحر الجبهة الثورية ولا تناسب الهالة الاعلامية التي احيط بها عددا وعتادا وانها اقل من متواضع لحجم الامال التي تشدق بها عمر البشير وحواريه ان ما رسم من مخطط سرا يقبع في ركن اخر قصي بعيدا عن ما اعلنه النظام جهرا وان كان القضاء على حركات دارفور جذءا من الهدف فأن تأميم الارض وتوطين من قام بتفريغ ذلك الارض من اهله طبقا لمبدأ الاحلال الذي يتبعه هذا النظام لماذا غادر موسى هلال الخرطوم في ظل المعطيات الماثلة وقتها وكيف يعقل ان غادر وهو مستشار للرئاسة حتى ولو كان ديكوريا وعضو في المجلس الوطني وعضو في الحزب وفوق ذلك شاهد ملك اقر فيما مضي بأنه لا يرضى ان يكون ضحية الامر الذي اجبر رأس النطام ان يأتي به الى الخرطوم ويمكث كل هذه الفترة كما يقول في دياره وسط اهله. مما شك فيه ان موسى هلال لم يغادر الخرطوم الا بعلم وتنسيق تام مع عمر البشير. ليقوم بعمل ويؤدي دورا مرسوما له وهو القائل بلسانه (( انا على اتصال دائم بالقيادة والقيادة تعلم اين اتواجد وماذا افعل)) وهو بحق يقوم بتنفيذ ما انيط به بدقة تحت رقابة ومتابعة وتوجيه مهني محترف يملي الخطوات والمراحل لتدارك محدودية قدرات الرجل. ما هي الاساس الذي بني عليه شائعة تمرد موسى هلال وما هي الجهة التي اطلقها و لماذا اكتنف بالغموض باللا نفي ولا اقرار من الطرفين وصمتا صمت الانعام هل يصدق ان يتجاهل البسير ما تم ترويجه ما لم يكن واثق من صاحبه وانه يؤدي ما كلف على الوجه الاكمل ومطمئن من الاداء من خلال المتابعة اللصيقة والتواصل اليومي الذي اشار اليه موسى نفسه واي عداء مع الوالي عثمان كبر الذي جعل الرجل يترك الخرطوم وهو يعلم اكثر من غيره بأن صمود النظام وبقائه لسنوات خلت كان مرهون بوجود كبر كوالي كما انه شخصيا ما كان استطاع ان ينفذ فظائعه التي ادخله التاريخ ما لم يكن عثمان كبر واليا وان اي تغير في اتجاه ان يسمح له بمضايقة عثمان كبر حتما يعنى مجطط معد له بطله الظاهر سيكون موسى هلال وعبدالحميد موسى كاشا. اما الابطال الحقيقين فهم علي عثمان محمد طه و نافع علي نافع امراء المليشيات ولا غرابة في هذا فهؤلاء الناس اصحاب تناقضات في كل شئ الا في اسباب البقاء فللضرورة يتفقون.وسوف يقتلون ويزبحون ويبيدون والوزر يقع على الاخرين ويكون ويكون الفظائع اكثر شمولا واتساعا نسأل الله ان يكون في عون الابرياء جعفر حامد
|
|
|
|
|
|