|
ألسيد الرئيس: أنت مشكلة السودان الرئيسية "لا خير فينا إن لم نقولها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها"
|
ألسيد الرئيس: أنت مشكلة السودان الرئيسية "لا خير فينا إن لم نقولها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها" زين العابدين صالح عبد الرحمن امتثالا لما جاء في خطاب السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير, أمام المؤتمر السادس لإتحاد للشباب السوداني التابع للحزب الحاكم, حيث قال في متن الخطاب ( إن الحكومة وجدت تجاوبا من كل القادة السياسيين بمن فيهم قادة المعارضة حول القضايا الأساسية " السلام – الدستور – الحكم " " و تابع سيادته قائلا ( كل السودانيين لديهم الحق في بداء رأيهم فيها من خلال الأحزاب و المنظمات و الإعلام و المنتديات) و من هنا أجد نفسي مطالبا أن أرسل رؤيتي حول قضايا الحكم و الحوار, الذي يتطلع إليه السيد رئيس الجمهورية, و هذا الرأي ليس تطاولا علي الذات الرئاسية, أو تقليل من شأنها, و لكنها كلمة حق طالبنا القرآن الانحياز لها, كما أحسب أنها حقائق واقعة يجب أن تقال, و هي إن السيد رئيس الجمهورية هو مشكلة السودان, و أسمح إلي السيد الرئيس بأن تكون المفردات مباشرة, و تصف ما هو واقع دون أية دغمسة, و سوف أجمل الأسباب التي تؤكد إن سيادتكم يعد مشكلة في وجه أية تسوية أو حوار, يمكن أن يقود إلي السلام و الاستقرار, و أية حوار يجري و سيادتكم في السلطة لن ينجح, و لا اعتقد إن هناك انفراجا سوف يحدث في السياسة أو الاقتصاد أو السلام يمكن أن يتحقق, و سوف أرسل هذه المساهمة لكل الصحف في الخرطوم, لكي نري جدية الحوار, و تقبل الرأي الأخر دون خوف أو وجل, و مصداقية السيد رئيس الجمهورية في بداء الرأي, و عليه أجمل إن الرئيس مشكلة في الأسباب الآتية:- أجندة الحرب و النزاعات: في عام , 1995, و في مدينة " بورتسودان " قلت في خطاب أمام الجماهير ( من أراد السلطة عليه بحمل البندقية) و هذه دعوة صريحة للحرب, و تبادل السلطة عبر لغة السلاح, ثم تراجعت عن ذلك عندما انتشرت الحروب في مناطق مختلفة في السودان, أنت الذي أججت الحرب في دارفور, و قتلت أكثر من 350 ألف مواطن, و اعترفت بعظمة لسانك لوسائل الإعلام, بأنك قتلت فقط عشرة ألاف مواطن, هل تعتقد سيدي الرئيس, من يقتل مواطنيه بهذا الكم يؤتمن علي حوار يفضي للسلام, و مادام سيادتكم يميل استدلالا بالقرآن, تعالى نحكم القرآن في قتل النفس " أليس هو القصاص" ( و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) فلماذا لا تسلم نفسك للعدالة لكي يستتب الأمن في السودان, و أن تكون هناك بالفعل مصداقية, إن سيادتكم يتطلع للسلام في السودان, باعتبار إن الحلوق فيها قصة من فعلتكم في القتل, و هناك دم أريق و أهل هذا الدم يطالبون بالقصاص, ماذا أنت قائل لمصلحة السلام. في عام 2012 بعد توقيع الاتفاقية بين المؤتمر الوطني و قطاع الشمال, و التي وقعها نيابة عن المؤتمر الوطني نائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع, و رئيس قطاع الشمال مالك عقار, ألغي سيادتكم الاتفاق, و تعهدت إن لا يتم اتفاق خارج السودان, مما أدي لتوسيع دائرة الحرب في كل من النيل الأزرق و جنوب كردفان, بل بدأت سلطتكم التفاوض مع القطاع خارج السودان رضوخا بضعف لقرار لمجلس الأمن 2046, و ليس هناك أية طريق غير الجلوس مع قطاع الشمال, و الغريب أن سيادتكم الغي هذا الاتفاق بعد صلاة الجمعة و أنت عائد من رحلة للصين دون حتى الرجوع لمؤسساتكم, أليس هذا التصرف يؤكد كيف يتم الحكم الهوائي و الانفعالي, دون أن تكون الحكمة حاضرة فيه, و هذا يؤكد إن سيادتكم يمثل عائقا لوضع حد للحروب في السودان. تعللتم أنكم أوقفتم الحوار مع قطاع الشمال, وفقا لما جاء في قرار مجلس الأمن, لآن قطاع الشمال يريد مناقشة قضايا السودان بشكل عام, و انتم تريدون أن ينحصر الحوار فقط في قضايا الولايتين, و الآن, تطالبون أن يكون الحوار في " السلام – الدستور – الحكم " مع القوي السياسية, إليس هذا دليل لعدم المصداقية. المصداقية المفقودة:- السيد الرئيس, كم من قسم أقسمته أمام الجماهير, و نقل علي أجهزة إعلامكم و لم تبره, هل عندما تقسم تكون خارج عن السيطرة العقلية و تنقاد مع الانفعال فقط, دون معرفة لنتائج هذا القسم؟ إذا كانت الإجابة بنعم هذه مصيبة, فإن الرئاسة تحتاج لرجل حكيم و حليم و ليس يندفع مع انفعالاته و أهوائه, و إذا كانت الإجابة ب لا, أيضا المصيبة أكبر, لأنها تبين الضعف و عدم دراسة الموضوع و انعكاساته و نتائجه, و حتى لا نتجنى علي سيادتكم علينا بإحصاء بعض منها ( أقسمت إن الخوذات الزرقاء لن تدخل السودان و دخلت بعشرات الآلاف – أقسمت إن سيادتكم لن يتفاوض مع الحشرة الشعبية كما سميتها, بل ذهبت إلي مقرها و أنكرت مقولتكم – أقسمت إن بترول الجنوب لن يمر عبر الأراضي السودانية و قد مر – أقسمت إنك لن تتفاوض مع قطاع الشمال حتى تأتي بعبد العزيز الحلو و تحاكمه, و ذهبت إلي أديس قبل أن تقبض علي عبد العزيز الحلو و تحاكمه, و أقسمت إنك لن تتفاوض مع المعارضة إلا تتوب و تغتسل البحر الأحمر, و تفاوضت عبر شروطها, أقسمت أن تحافظ علي وحدة السودان و لن تفرط في هذه الوحدة و قد فرطت بل سعيت إلي الانفصال و في مقابلة تلفزيونية أكدت للمذيع, أنك لن تترشح مرة أخري, و قلت بلفظ " كفاية خلاص 24 سنة كفاية و لن أترشح مهما حصل" و لكن بدأت في التراجع, باعتبار أنك مع ما يقرره المؤتمر, و أنت تعرف سلفا قرار المؤتمر, للأغلبية الصامت) أين المصداقية و هل هناك من طلب منك أن تقول مثل هذا القول...! أم هي أصبحت عادة عن سيادتكم التصريح و القسم ثم التراجع عنه ...! إن الحاكم عندما يفقد المصداقية عليه أن يغادر المكان, إذا كان بينه و بين الله عامرة, و لكن السيد الرئيس, كيف نصدق إن دعواتكم للحوار و السلام لا تكون مثل مثيلاتها, و أنت لا تبر قسما واحدا. التواصل مع العالم الخارجي:- إن واحدة من أهم مشاكل السودان الآن, عدم قدرة السودان في التواصل مع العالم الخارجي, و معروف في مجال الدبلوماسية إن رئيس الجمهورية يمثل 75% من عمل الدبلوماسية, و عندما تتعطل الشؤون الرئاسية في أداء مهمتها خارجيا, تفقد الدبلوماسية 75% من دورها, و بعد اتهامات المحكمة الجنائية للسيد رئيس الجمهورية بعدد من الاتهامات حول جرائم الحرب و الإبادة و غيرها, و طلب المحكمة القبض علي السيد رئيس الجمهورية, و إذا كان الرئيس مذنب أو برئ أصبحت حركته مقيدة, حيث لا يستطيع زيارة أغلبية دول العالم, و إنه لا يستطيع السفر أبعد من بعض دول الجوار, و التي نفسها بدأت تضيق, هذا الحصار يفقد السودان الكثير في علاقاته و مصالحه, و بالتالي لا تستطيع الرئاسة أن تؤدي مهامها المطلوبة, و لا اعتقد إن العقوبات و الحظر المفروض علي السودان سوف يرفع, مادام السيد الرئيس في موقعه, و لا اعتقد إن الدبلوماسية سوف تؤدي دورا ذو أثر في تغيير الواقع, و الرئيس لا يستطيع الخروج إلا في حدود ضيقة جدا, و زيارته لنيجيريا ماثلة أمام الناس, حيث غادر بسرعة عندما علم إن القوم يسعون للتحفظ عليه ثم تسليمه للمحكمة الجنائية, و هناك العديد من المؤتمرات التي حولت من دول إلي أخرى لآن السيد الرئيس أراد حضورها, و هناك أيضا الدول التي رفضت حضور سيادتكم, و الغريب في الأمر أنكم تحاولون التعامل مع هذه القضية بعيدا عن الحكمة, إنما بعقلية التحدي " لغة الفتوة", و هذه هي التي أدخلتكم مدخل المهالك. فكيف تقنع هذا الشعب, بعد أن علم إن سيادتكم يمثل عائقا في تطور علاقات السودان الخارجية, و التي هي السبيل لحل مشاكل السودان السياسية و الاقتصادية, في أن تستمر في الحكم و تستمر معاناة هذا الشعب, و من حولكم لا يستطيعون منحكم النصح, لآن طالب الحاجة أرعن, و هؤلاء خشب مسندة, حالهم حال قوم نوح عليه السلام دائما أصابعهم في آذانهم و يستغشوا ثيابهم و يستكبروا استكبارا. السيد الرئيس, إن أعظم هدية يقدمها سيادتكم لشعب السودان, هو مغادرة هذا الموقع لكي يفتح النوافذ للحلول, نعلم إن مغادرة سيادتكم سوف يؤدي إلي انفراط عقد حزبكم المؤتمر الوطني, باعتبار ليس هناك من يصلح للحكم, فهؤلاء جميعا كما يقال العامة في السودان مثل " مساعد الياي" لا يصلح فيهم من يكون الأول, فهؤلاء جميعا يريدون زعامات يعرضون تحت راياتها, و لكن في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد من أزمة اقتصادية وصل فيها 90% من الشعب مستوي أقل من مستوي حد الفقر, " أقل من دولار في اليوم" يجب أن تقنع نفسك بالمغادرة, و ليس تتوعد الناس أنك لن تسمح استغلال قضية رفع الدعم من أجل إحداث انتفاضات و ثورات, فإذا رحلت أفضل قبل أن يأتي الرحيل قسري, لآن في تلك سوف يكون الغضب أكبر و لا يتنبأ ماذا يحدث فعجل بالرحيل. قضية الحوار بهدف وضع الثوابت الوطنية:- السيد الرئيس, أجعلنا نصدق إن سيادتكم قد تغير بالفعل, و أنه يرغب بجدية في حوار وطني, حول القضايا التي طرحتها " السلام – الدستور – السلطة " ما هي الأدوات التي تريد أن تقود بها هذا الحوار الوطني, و سيادتكم يعلم تماما إن مؤسسات الإعلام هي مؤسسات غير قومية, أنما هي مؤسسات دولة يسيطر عليها الحزب الحاكم, و بالتالي لا تستطيع أن تلعب أية دور في الحوار السياسي و السماح لإبداء الرأي الأخر, و الصحافة مقيدة تماما, كما أن قيادات المؤتمر الوطني مؤمنة بدولة الحزب و هي ليست لها علاقة بالحرية و الديمقراطية, و هناك العديد الذين استباحوا المال العام, و هؤلاء لا يريدون دولة القانون, فالإصلاح يأتي بالبدء بالنفس و ليس بالآخرين. ألا يعلم السيد الرئيس, إن جهاز الأمن و المخابرات يشن أكبر حرب علي الصحافة و الصحافيين في البلاد, يصادر الصحف بعد طباعتها, هادفا لإحداث خسائر علي الصحف, و يمنع كتاب الرأي فقط لآن رؤيتهم تخالف رؤية السلطة القائمة, و يكشفون الفساد في البلاد و المفسدين, حيث إن الفساد الذي ينتشر الآن لم يشهده السودان في تاريخه, حتى الفساد في العهد التركي المصري, الذي أدي للثورة المهدية, لم يكن بمثل هذا الفساد الذي يتم من خلال استخدام الرايات الإسلامية, فكيف في ظل حرب تتسع يوميا علي حرية الصحافة يتم الحوار الوطني. كما إن السلطات الأمنية تمنع القوي السياسية في أن تقيم ندواتها في الميادين العامة, كما هو منصوص في الدستور الانتقالي, و رفضها للمظاهرات السلمية, و منعها للتجمعات و غيرها, فإذا انتم لم تحترموا دستورا كتبتموه بأيديكم, فكيف تقنعون الناس أنتم سوف تحترمون دستورا تكونون أحد المشاركين فيه؟ السيد الرئيس, الرجاء الرجوع لكل خطابات سيادتكم فقط بعد الانفصال, و لا نريد الرجوع لما بعد الانفصال, تجدها كلها تحتوي علي قضية الحوار, و لكن حديث لا يعقبه فعل, و لا اعتقد تمتلكون الإرادة للحوار الوطني, أنتم فقط تناورون بهدف الإلهاء و الاستمرار في الحكم, باعتبار إن الحكم هو خط الدفاع عن محاسبة ما اغترفته أياديكم, من قتل و ظلم و فساد و غيره, و قد حاورتم بعض القوي السياسية و توصلتم معها لاتفاقيات " نيفاشا - جيبوتي – التراضي – القاهرة – جدة – أديس أبابا – أبوجا – الدوحة " لم تتركوا عاصمة لم تزوروها و توقعون فيها اتفاقية, و كلها أقوال دون أفعال, و إذا أردت الرجوع للقرآن ألم تقرأ الآيات الأولي من سورة " الصف" فإذا أنت عاجز علي تنفيذ شيء و لا تستطيع تنفيذه لماذا تقوله " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". السيد الرئيس, اعتبرني صديق و ليس عدوا " إن الصديق من أهدي إليك عيوبك" فإن الحوار لا يقوم علي النفاق و المدارة و عدم المصداقية و الدعوة للعنف و حرب الأمن علي الصحافة, الحوار يحتاج إلي بيئة صحية يستطيع أن يتنفس فيها الجميع, و أن يصدع الناس بكلمة الحق مهما كان وجعها, و ليس هناك قدسية لمقولة بشر " غير المعصوم" عليه أفضل الصلاة و السلام, و ليس هناك كبير علي الدستور و النقد, كما يحدد جهاز الأمن بأن لا تكون الهيئة الرئاسية خاضعة للنقد, رغم أن مصيبة السودان في هذه الهيئة, كما إن الحوار يحتاج إلي جهة ترعاه, و هي جهة يجب أن تكون مقبولة من قبل كل القوي السياسية و غيرها من الحركات المسلحة, أما حوار ترعاه السلطة القائمة فهذ لا يزيد البلاد إلا خبالا. السيد الرئيس, أردت أن أكون بهذا المقال أول المساهمين في الحوار الوطني الذي ينادي به سيادتكم, و استجابة لما جاء في خطابكم أمام المؤتمر السادس لاتحاد الشباب السوداني " التابع لحزب المؤتمر الوطني" و أيمانا بالحوار أنه الطريق الأفضل لوضع حد للحروب و النزاعات القبلية و غيرها, و لكن الحوار لابد أن يتم بالحق و بالصدق, لذلك اعتقد إن سيادتكم يمثل أكبر عقبة رئيسية لكي يتم هذا الحوار بالصورة المقبولة و المرجوة, كما أن الانفعالية التي اتصفت بها شخصيتكم سوف لا تساعد علي تحقيق ذلك, و ربما في أول خطاب لكم أمام تجمع من الناس أن تطلق بعض الكلمات التي تعطل أو تلغي هذا الحوار, كما فعلت في العديد من القضايا, عليه أشكر سيادتكم إن منحتمونا هذه الفرصة لكي نقول الرأي بصراحة " و لا خير فينا إن لم نقولها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها" و بالله التوفيق.
|
|
|
|
|
|