|
طريق نيالا – عد الفرسان – رهيد البردي – أم دافوق بقلم عثمان الخير الجدي
|
07:20 PM Aug, 22 2015 سودانيز اون لاين عثمان الخير الجدي-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عدت للتو من إجازتي السنوية والتي قضيتها بالوطن الحبيب وخلالها سافرت لأهلي بمحلية رهيد البردي بجنوب دارفور وكم كانت سعادتي غامرة عندما حطت بي الطائرة في مطار نيالا حيث إستقبلتنا المدينة بجو خريفي رائع مع هطول الأمطار في الليلة السابقة لوصولنا ومع إستمتاعي بهذا الجو إلا أن شيئاً من الخوف قد إنتابني وذلك لمعرفتي بالطريق الذي سأسلكه من نيالا حتى الوصول الى منطقتي وصعوبة الحركة فيه خصوصاً في فصل الخريف حيث تكثر الرجول ( وديان صغيرة ) والأودية الكبيرة والتي عادة ما تكون ممتلئة ولعدة أيام مما يصعب من حركة العربات والإضطرار للإنتظار في الخلاء حتى تمر المياه ومن ثم مواصلة السير وكذلك وعورة المنطقة لكثرة الغابات وتشابكها، مع العلم أن أيام الإجازة محدودة ومعدودة باليوم والساعة ولا تحتمل مثل هكذا تأخير كما إنك لا تستطيع أن تبرر لصاحب العمل بأن سبب تأخرك هو أنك لم تستطع أن تصل لأهلك ولعدة أيام لأن الطريق غير سالكة ونحن في القرن الواحد والعشرين ( مبرر لا يمكن إستيعابه وقبوله لعدم منطقيته بالنسبة له ) علماً أن المسافة بين نيالا ورهيد البردي لا تتعدى ال 150 كيلومتر فقط. عموماً قضيت يومي ذلك مستمتعاً به في مدينة نيالا وفي صباح اليوم التالي ذهبت لموقف مواصلات رهيد البردي وقد حدث ما كنت متخوفاً منه وهو أنني لا أستطيع أن أسلك الطريق القريب وهو نيالا عد الفرسان رهيد البردي لأن الوديان قد إمتلأت والعربات التي ذهبت من أمس لازالت متوقفة عند رجل يقال لها الشايب وهي منطقة تقع بين عد الفرسان ورهيد البردي، مما إضطرني أن أسلك طريق اللفة وهو نيالا كبم مركندا رهيد البردي وهو طبعاً أبعد ولكنه أقل وعورة لعلو تلك المناطق وسرعة جريان مياة الوديان بها. على كل حال إستطعت أن أصل أهلي بعد صعوبات وتعب وإرهاق لا يمكن وصفه حيث أضطررت أن أستخدم الدراجات النارية في بعض المناطق لصعوبة سير السيارات بها وكذلك ركوب الطرور وهو وسيلة بدائية إبتكرها الناس بتجميع حطب الطرور وتشبيكه وحزمه بطريقة معينة بحيث يصبح مثل المركب يطفو على الماء يركب فية النساء والأطفال والشيوخ وأمثالي الذين لا يجيدون السباحة لعبور الوديان بمساعدة سباحين مهرة ، وزرت الوالدة أمد الله في عمرها واستمتعت معهم بعدة أيام. ولكن ما دعاني لكتابة هذا المقال ليس لأحدثكم عن معاناتي الشخصية وما واجهته للوصول لأهلي إنما السبب هو أننا ومنذ ما يقرب من ربع قرن ظللنا نسمع برغبة الحكومة في إنشاء طريق قاري يمتد من نيالا مروراً بعد الفرسان رهيد البردي أم دافوق وصولاً لأفريفيا الوسطى والذي سيضع حداً لمعاناة مجموعات سكانية كبيرة ممتدة في تلك المناطق البعيدة تعاني هذا الوضع الذي عشته وبشكل يومي وأسبوعي وشهري وسنوي منذ أن بسط الله الأرض وهي تحلم بأن يكون لها طريق ممهد يربطها ببقية أجزاء هذا الوطن وأن يكون لها طريق مسفلت يمكنها من الوصول لمناطق العلاج بأسرع وقت ممكن فكم من إمراة حامل فقدت روحها نتيجة لتعثر وصولها للمستشفى في الوقت المناسب وكم من طفل وشيخ كبير أيضاً فقدوا أرواحهم لإستحالة وصولهم لمناطق العلاج خصوصاً في فصل الخريف ، وقد شاهدت بعيني طفل مريض محمول على سيارة شبيهه بالركشة تقف على طرف أحد الأودية في إنتظار أن تنحسر المياة حتى يصل الى مستشفى رهيد البردي وكذلك شيخ كبير مصاب بفتاك أو بزل محمول على دراجة نارية تشق به الطرق الوعرة للوصول الى مناطق العلاج. وقد إستبشر أهلنا كثيراً بعد البداية الفعلية في إنشاء الطريق والتي تأخرت كثيراً إلا أننا حمدنا الله أن بدأت وإمتد الطريق حتى وصل منطقة أم جناح بطول 65 كيلومتر وعلى بعد أقل من 30 كيلومتر من عد الفرسان، إلا أننا سمعنا في الآونة الأخيرة أن الشركة المنفذة للطريق ستضطر للتوقف وذلك لعدم إيفاء وزارة المالية الإتحادية بدفع المبلغ المطلوب للفترة التالية من المشروع وذلك لعدم الجدوى الإقتصادية للطريق مع العلم أن المبلغ المرصود للطريق قد تم تصديقه بالكامل ومنذ فترة. وهنا نود أن نؤكد للسادة في وزارة المالية والحكومة الإتحادية أن عملية المماطلة والتسويف وعدم الإلتزام بإكمال هذا الطريق ستكون لها عواقب وخيمة وستدفع بالكثير للجوء لوسائل لا نرغب فيها، فقد عرفت هذه المناطق منذ بداية أحداث دارفور بأمنها وأمانها ومطالبتها لحقوقها بالوسائل السلمية الحضارية ويجب على الحكومة أن تدرك أن هذا الطريق يمثل لأهل هذه المناطق شريان الحياة وهو أهم مطلب خدمي في هذه المرحلة فنحن لم نتحدث عن التعليم والصحة والمياة وترديها ولم نتحدث عن التفلتات هنا وهناك لأننا نرى أن إكتمال هذا الطريق سيساعد في معالجة كثير من المشاكل سابقة الذكر. لذا نطالب الإخوة معتمدي المحليات المستفيدة من هذا الطريق وكذلك السادة نواب المحليات وحكومة ولاية جنوب دارفور بالضغط على الحكومة الإتحادية ورئاسة الجمهورية لإنفاذ الإلتزام المالي وإكمال الطريق. كما نوجه رسالة للسيد التجاني سيسي والسلطة الإقليمية لدارفور ونذكرهم ان هذه المناطق موجودة في دارفور ومن ضمن سلطاتهم ويجب أن يكون لها حق في التنمية كبقية المناطق.
عثمان الخير الجدي الرياض - المملكة العربية السعودية
أحدث المقالات
- الادارة الاميركية مع الحوار !! وليست مع الحركة الشعبية شمال بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن 08-22-15, 06:13 PM, سليم عبد الرحمن دكين
- المعلقة السودانية موديل حوار الطرشان! بقلم فيصل الدابي /المحامي 08-22-15, 06:10 PM, فيصل الدابي المحامي
- العم يوسف أحمد المصطفى.. الإنحياز للغلابة والثورة والإستنارة بقلم ياسر عرمان 08-22-15, 06:05 PM, ياسر عرمان
- هل (صفع) بكري حسن صالح د نافع علي نافع بقلم جمال السراج 08-22-15, 06:00 PM, جمال السراج
- موسى كسر لوحى شريعه الهية صحيحة فماذا سنفعل باللوح المحفوظ ؟؟؟؟ بقلم جاك عطالله 08-22-15, 05:57 PM, جاك عطالله
- يعلون يرفض تهدئة خالد مشعل بقلم د. فايز أبو شمالة 08-22-15, 05:55 PM, فايز أبو شمالة
- ازمة اللحوم في غزة وواقع البطالة والفقر والانقسام بقلم سميح خلف 08-22-15, 05:54 PM, سميح خلف
- هل صحيح يريدون تحطيم "دال"؟؟ بقلم عثمان ميرغني 08-22-15, 04:56 PM, عثمان ميرغني
- خالد حسن عباس.. بقلم عثمان ميرغني 08-22-15, 04:51 PM, عثمان ميرغني
- مولانا (ذات البنطلون)!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-22-15, 04:40 PM, صلاح الدين عووضة
- الحسن بين الإرهاب والفساد! بقلم الطيب مصطفى 08-22-15, 04:39 PM, الطيب مصطفى
- عالم الدقيق ..(1) بقلم الطاهر ساتي 08-22-15, 04:37 PM, الطاهر ساتي
- صافرة النهاية بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-22-15, 07:41 AM, سيد عبد القادر قنات
- رحم الله اللواء خالد حسن عباس .. بقلم حيدر احمد خيرالله 08-22-15, 07:23 AM, حيدر احمد خيرالله
- الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق 08-22-15, 07:19 AM, حسن وراق
- العراق.. صحوة الشيعة العرب بقلم نديم قطيش 08-22-15, 07:14 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أكذوبة الحوار الوطني!! بقلم د. عمر القراي - كندا 08-22-15, 06:24 AM, عمر القراي
- استقالات فلسطينية تكتيكية لكنها مستحقة بقلم نقولا ناصر* 08-22-15, 06:19 AM, نقولا ناصر
- أخرسوا و أسكتوا .. فالسكوت من ( ذهب)!.. بقلم لبنى احمد حسين 08-22-15, 06:16 AM, لبنى أحمد حسين
- وثائق نضالية من دفتر الآستاذ فاروق أبوعيسى14 1 بقلم بدوى تاجو 08-22-15, 02:27 AM, بدوي تاجو
- الفيسبوك مساحة للتواصل أم ساحة لقطع الأواصر ؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 08-22-15, 01:45 AM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- فقيد العلوم والمعارف والخلق الكريم.. الدكتور ابراهيم العاقب بقلم الطيب السلاوى 08-22-15, 01:43 AM, الطيب علي السلاوي
- مقاطعة الكيان تنهار عربياً وتنهض دولياً بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-22-15, 01:39 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (5 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-22-15, 01:04 AM, محمد وقيع الله
- الكنديون العرب يصرخون لا للعنف بقلم بدرالدين حسن علي 08-22-15, 01:01 AM, بدرالدين حسن علي
- هوامش شخصية بقلم عبدالله علقم 08-22-15, 01:00 AM, عبدالله علقم
- يحتاج لتحصينه بجرعات مستدامة من المودة والرحمة بقلم نورالدين مدني 08-22-15, 00:54 AM, نور الدين مدني
- نوستالجيا الكُتّاب والمثقفين في زمن الخدم وسودان السجم! بقلم البراق النذير الوراق 08-22-15, 00:52 AM, البراق النذير الوراق
|
|
|
|
|
|