بقيت لكم الطلقة الأخيرة يا حكومة الفترة الإنتقالية ضد الكيزان (فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) تكون مصيبة إذا لم تعي الحرية والتغيير الدروس من فترة العامين السابقين فالتهاون مع الكيزان أعطاهم كامل المجال لتقوية شوكتهم وجمع صفوفهم وإنشاء قنوات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في شتي بقاع الدنيا مما مكنهم من التواصل مع النفعيين بالداخل والخارج مناهضين لمكاسب الثورة فخربوا الإقتصاد وأثاروا الرعب في البيوت الآمنة فجاع العباد وأزهقت الأرواح البريئة وهاجرت الأسر الي دول الجوار بعد أن باعوا بيوتهم وأملاكهم ورحلت رؤوس الأموال الوطنية تنشد العيش الآمن الكريم والحرية والتغيير مشغولة بالمكاسب الدنيئة والأحلام الوضيعة في تجازب صبياني مخجل لايرقي لمستوي أناس عليهم إنتشال البلد من تحت أنقاض الخراب الموروث في مدة الثلاثين عاماً المظلمة حتي بلغ الأمر بأن تستباح الحرمات في داخل البيوت وتقتلع الحقوق عنوة في وضح النهار وآخرها أن يستأسد زعماء القبائل والإدارة الأهلية بفرض الرأي علي مقامات سيادة الدولة ويطلبوا حل الحكومة وإعادة الدولة لحكم العسكر؟؟ إن ماحدث في الأسابيع الأخيرة من فوضي عارمة إنتهت بتمثيلية هزلية عن حدوث إنقلاب عسكري قد كسرت عظم الظهر للدولة وأبعدت كل من حدثته نفسه في الإستثمار في بلد يختلط فيها الحابل بالنابل بعد أن طمس كل مكاسب الثورة وقلبها الي أضحوكة بين الأمم وحتي الولايات المتحدة وكل أصدقاء السودان الذين سندوه وآزروه بلا حدود لم يخفوا نبرة اليأس من حالنا وهددوا بإرجاع السودان الي العقوبات الدولية . فهل تعتقد الحرية والتغيير أن العالم سوف يستجيب لقصة (أكلني النمر) مرة أخري ؟؟ فإذا كان ذلك في دنيا خيالهم فنقول لهم سلام علي بلد أنتم قواده. فحكومات الثورة لا تعرف النوم وإرجاء الإجتماعات بالأسابيع ثم يخرجون علي الناس (ببيضة الديك) ،لا ،لا ، حكومات الثورة عمل بلا نوم بلا كلل ولا ملل ، قرارات فورية حاسمة وووضع الامور في نصابها الصحيح بلا تردد ولا تهاون فإما هذا وإما أبعدوا يرحمكم الله !!!! إعلموا أنه ليس لديكم أكثر من الطلقة الأخيرة يا حكومة الفترة الإنتقالية فإما قرارات سريعة حاسمة أو إنتظروا في صفوف الدخول الي "بيوت الأشباح" وأستعدوا "للحس الكوع" بعد أن أضعتم البلاد والعباد ولن يرحمكم التاريخ، فإذا كنتم لا تستطيعون التوافق علي الحد الأدني من الإتفاق ، وإذا كنتم لا تعلمون أن الديمقراطية هي القبول برأي الأغلبية والدفاع عن هذا الرأي حتي لو إختلف مع رأي الفرد فأي ديمقرطية تريدون أن تدافعوا عنها وتحموها ، الديمقراطية لا تعرف أن تفرض الرأي أو تنسلخ كما يفعل أعضاء الأحزاب المعروفة؟؟؟ فالمطلوب ليس خفي ولا عويص ولا صعيب :- أولاً - تسليم جميع الكيزان فوراً للجنائية وبدون تلكؤء أوتأخير ثانياً - حسم رآسة القضاء والنائب العام حالاً وبلا تأخير ثالثاً - تكوين المجلس التشريعي بلا تأخير رابعاً- إبعاد الكيزان من كل المراكز المؤثرة في الدولة بلاد تردد وخوف ولا تباطؤ خامساً - إحضار قوش من مصر علي وجه السرعة هو أمن قومي وفي حالة رفضهم طرد السفير المصري وقطع العلاقات الدبلوماسية حالاً سادساً :- طلب كل الهاربين من الخارج ومتابعة إسترداد الأموال المسروقة سابعاً :- محاسبة مسئولي الأمن الداخلي عن جرائم النهب والتفلت داخل المدن والإقالة الفورية لكل مسئول متهاون قبل أن يصبح الصبح ثامناً :- حسم الترتيبات الأمنية في أسبوع واحد وإبعاد القوات من المدن حتي لو يستفاد منهم في مناطق الزراعة وترك الأعزار الواهية المرتكزة علي الميزانية فكيف تعيش هذه القوات الآن؟؟ ولماذا لا يعيشون بنفس الطريقة خارج المدن حتي إصلاح الحال ؟ وحتي تعالج الأمور المالية في وقت لاحق مادامت أصلاً غير متوفرة حالياً إن التملص والتجهم الغير مبرر لا ينفع الأمة. تاسعاً :- نعم لحرية التعبير بأن لا تشمل شلل مصالح الدولة ولا التعدي علي حقوق الآخرين عاشراً :- طلب عون الأصدقاء في دعم لجنة تقصي الحقائق في جريمة فض الإعتصام بصورة عاجلة إن هذه العشر أمور لا تحتاج لأكثر من شجاعة وإرادة وتنفيذ ولا مجال فيها للمماطلة والتلكؤ وقد كذب من قال أنها تحتاج لوقت أو مال ولكنها سوف ستجعل الفرق في مسيرة الحكومة كالفرق بين الليل والنهار وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ حفظ الله السودان من كل شر يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة