خلال أربعة وستون عاماً منذ أن نالت أمتنا الإستقلال يرتكب حكامنا الخطأ وراء الخطأ ويحطمون كل جميل بناه المستعمر تحطيماً ممنهجاً حتي لم يبقوا قوة لهذه الأمة تمكنها من الوقوف علي رجلين والأسوأ أن من هذه الاخطاء ما هو كارثي ولا يمكن جبر كسره ، وأذكر إثنين من هذه الأخطاء وهي :- إتفاقية مياه النيل التي أعطت حقوقنا المائية وأرضنا وآثارنا المتفرده الي مصر بشروط لم تنفذ مصر منها شرطاً واحداً وبدلاً من أن يكون المردود الشكر والتعاون أصبحت مصر تستزيد من إحتلال أراضينا في خبث ونهم وتؤلب علينا الأمم الأخري لإبقاء الضرر وتسبيب الأذي الخطأ الثاني هو فصل جنوب السودان وفقدنا بذلك عضداً أممياً وتكاملاً جغرافياً وتمازجاً قبلياً علاوة علي خيرات طبيعية لفائدة الشعبين واليوم تستعد الحكومة الإنتقالية لإرتكاب خطأً جديداً آخر وهو توقيع إتفاقية السلام مع الحركات المسلحة وبذلك نكون قد دمرنا ما تبقي من الوطن وأورد أدناه دواعي الخوف من توقيع هذه الإتفاقية . أولاً لم نسمع في هذه الدنيا توقيع إتفاقية سلام بدون حرب ؟؟؟ فإذا كانت الحركات المسلحة إحدي طرفي الحرب فمن هو الطرف الآخر الذي يحارب هذه الحركات لتوقع معه السلام؟؟ قطعاً الشعب السوداني لم يخوض حرباً مع الحركات المسلحة ولهذا لا يحتاج لأن توقع معه الحركات المسلحة إتفاقية سلام ؟؟؟ نعم قد كانت هنالك حرباً بين المؤتمر الوطني الذي كان أكثر منسوبيه من المناطق المهمشة ذاتها وبين الحركات المسلحة فالتوقع الحركات ما تشاء من سلام مع منسوبي المؤتمر المنحل ولكن الأمة السودانية قد تبرأت من المؤتمر الذي صار منسوبيه مثل الجمل الأجرب ولا علاقة لهم بهذه الأمة ثانياً إن الذين يمثلون هذه الحركات قد إمتهنوا صناعة الفرقة والتشتيت ويعيشون من كسبها ونقولها مسبقاً لا يمكن إرضائهم وها هم يقولون أنهم يريدوا أن تندمج جنودهم مع الجيش السوداني الموحد بعد ثلاثة سنوات من توقيع السلام الذي يسعون إليه ؟؟؟ لمصلحة من تبقي هذه الجنود مدعومة مكلوفة من دخل هذا الشعب الفقير وماذا تنتظر الحركات بهذه الجنود؟؟ الإجابة لا تحتاج الي ذكاء ولا عبقرية فقطعاً هذه الجنود لزوم الإستخدام المدبر سلفاً ودواعي الإستقواء المخطط له للي الأزرع والحيلة لإيجاد أسباب أخري تهدد أمن وسلامة هذه المناطق الفقيرة بناءاً علي أمزجة الحركات المسلحة التي تريد أن تميز نفسها بقوة أكثر من بقية أفراد هذه الأمة وتستخدمه للتكسب من الإرتهان الخارجي!!! فهل هذا ما توافق عليه الحكومة؟؟؟ هل ترضي الحكومة بوضع قنابل موقوتة في كيان هذه الأمة إرضاءاً للحركات المسلحة ؟؟ ؟ وبما أننا موعودون مع سبق الإصرار بإثارة الفتن بعد ثلاثة أعوام دع هذه الفتنة أن تحدث الآن فخير البر عاجله. ولنضرب علي الحديد حامياً ثالثاً أنظر الي الحجج التي يتزع بها قادة هذه الحركات في لقائهم التلفزيوني علي القناة (أس 24 بتاريخ 11يوليو 2020 )عندما سألهم الأستاذ الصحفي عثمان ميرغني لماذا لا تندمجوا الآن وتدلوا بآرائكم في بناء الدولة فكان رد ياسر عرمان أنهم يريدون أن يعالجوا جزور المشكلة ومنها إزالة الرق ؟؟؟ لا أدري من أين أتي السيد ياسر عرمان ؟؟ وأين رأي الرقيق يساقون بالسلاسل ؟ هل هو في حلم أم يريد أن يزيد هذا البلد من العناء والضرر الذي تسبب فيه هو ودكتور منصور خالد بعد أن شقوا الأمة السودانية الي بلدين كلاهما يعاني منتهي التعاسة مما أصابه فهذا هو السودان يعيش عجزاً إقتصادياً والجنوب يعيش عجزاً إدارياً وحروباً قبلية جعلت شعب الجنوب يعيش الآن لاجئاً في ما كان وطنه بالأمس القريب ومازال عرمان يحاول قتل هذه الشعوب بالكيد والدسائس ، أيضاً أنظر الي رد رؤساء الحركات الأخري وهي تحدثنا عن وجود مشكلات معقدة أخري لم يستطيعوا الإفصاح بها (لأنها قيد الإفتراء وغير موجودة الآن) ويقولون أنها تمنعهم من أن يتركوا الأسر اللاجئة المشردة من الحضور لأرضها فتمارس زراعتها ومرعاها ؟؟؟ ويرهنون ذلك بالحصول علي تعويض مادي مجزي وحتماً عن طريقهم هم. بالطبع نتمني الخير الوفير والتعويض المجزي لكل أهلنا سواءاً كانوا بالمناطق المهمشة أو غيرها ولكننا نريد أن نعرف من عليه دفع هذه التعويضات غير المؤتمر الوطني الذي اضر بالجميع، وفي مثل حالتنا هذه من يدفع لمن ومن أين يدفع ؟؟؟؟ أم أن كل ذلك لإضرام الغل والشعور بالغبن في النفوس بين فئات الشعب التي عانت جميعها من المؤتمر الوطني. فهل تنتظرون من هؤلاء أن يصلحوا حالاً أو ينصفون مظلوماً أم أنهم كما وصفهم عبدالواحد محمد نور (وصدق في القول) أنهم همباتة مناصب ؟؟؟؟ بناءاً علي ما ورد أري أن اي إتفاق مع الحركات المسلحة هو أكبر خطأ يضاف للأخطاء التاريخية ويضر ضرراً بليغاً بهذه الامة إذ أننا بذلك نجلس المواطن المغلوب بل وحكومته المؤقته في قفص الإتهام وهما أصلاً بريئان براءة الذئب من دم إبن يعقوب. وقد يسأل سائلاً إذاً ما الحل ؟ وأقول أولاً ليس من حق الحكومة أن توقع إتفاقية سلام وهي ليست طرفاً في حرب وأن الشعب السوداني كله ثار علي المؤتمر الوطني والآن كله سواءاً بسواء كأسنان المشط يجب أن نعيد مواطنينا الي ديارهم وأراضيهم بالحق والعدل الآن الآن وليجري العدل مجراه علي كل ظالم، ولا نضيع الزمن في إنتظار تفاوض لسنا معنيين به، وإذا كانت الحركات تريد محاربة المواطنين فذلك شأنهم لجان المقاومة في جميع أرجاء الوطن عليها الإتصال بالمواطنين وحثهم ومساعدتهم للعودة الي ديارهم مستعينين بقوات الحكومة جميعها وإذا تعرض لهم جنود الحركات المسلحة أن تتدخل وزارة الخارجية لمعالجة الأمر مع الأمم المتحدة حتي لو إستدعي دخول قوات أممية أما إذا رغب أي من أفراد الحركات المسلحة الإنضمام الي اي عمل مدني أو عسكري علي الدولة مساعدتهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع وعلي الحركات المسلحة حل نفسها والإنضمام الي ركب الأمة إذا رغبوا أما إذا أرادوا سوءاً بهذه الأمة يجب أن يوقفوا بواسطة الأمم المتحدة وهذه من مهام الخارجية والحكومة المؤقتة هذه الثورة ثورة لجان المقاومة مهروها بدمهم من كل أنحاء الوطن وعلي كل مواطن دعمهم بالقول والعمل فهم أمل هذه الأمة ومستقبلها يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة