الي المهدي وعقار وحامد الحلو وياسرعرمان وجبريل وعبدالواحد ومني اركوي وكل قادة الأحزاب هل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة جهوية المطالب أم قومية التغيير إن أي سوداني سواءاً كان منضوياً تحت حزب سياسى أو حركة مسلحة أو معارضاً خارجياً يعتقد أو حتي يساوره أدني شك بأن هنالك جهة أو قبيلة أو عرق أو لون أو منطقة من مناطق السودان لم يطالها الظلم والتهميش والتنكيل بإنسانها أثناء فترة حكم الكيزان فهو إما غير مطلع أو غير آبه بالغير أو ناكراً للحقيقة ، صحيح قد تختلف درجة المعاناة وطريقة المعاناة وسبب المعاناة ومقاومة الجهة لهذه المعاناة ولكن لم يسلم إنساناً أو مكاناً من الظلم فإنسان الشرق يفتقد لأدني مقومات الحياة حتي درجة مياه الشرب ولكنه صابر وصامت ينقل الاثقال بالميناء بمبلغ لا يسد الرمق ولا يكفي لعيش أسرة ناهيك عن الصحة والتعليم التي أضحت ترفيهاً لا تطاله إلا أسر الكيزان ولم يفلح ممثليه في قيادة اي حراك لإنصافهم ، رضوا ممثليهم بالكراسي والتعويضات فكانوا أظلم علي أهلهم من الكيزان ذاتهم ، وإنسان الشمال أخذت أراضيهم عنوة وظلموا وشردوا وقتلوا بالرصاص وأخمدت مطالباتهم بالقوة وتجرعوا مرارات الظلم صمتاً وهاجروا الي خارج الوطن زرافات ووحدانا وإنسان الجزيرة الخضراء التي كانت الخير الذي يوفر العيش الكريم لك اصقاع السودان وكانت الجزيرة مصدر الدخل الذي تعتمد عليه خزينة الدولة في توفير العملات الصعبة والتي كانت توفر فرص العمل لكل اهل السودان في الزراعة ويتقاسم ساكنيها لقمة العيش الكريم مع أشقائهم ، قتلتهم الملاريا والتايفويد والبلهارسيا وفوق ذلك أستعبدهم الكيزان ، فكان المزارعين يصرفون علي الزراعة من مدخراتهم ومن بيع السوام التي إدخروها لمقبل الأيام وما يأتي وقت الحصاد حتي تنشط الدولة وتستنفر قوتها العسكرية لتستولي علي محصولهم بقوة السلاح فسكت ساكني الجزيرة وهجروا المكان وإغتربوا ليعملوا رعاة وعمال مقهورين في دول الخليج ولم يكتفي الكيزان بذلك بل باعوا أصولها وخربوا سكك حديدها وهدموا السرايات التي بناها المستعمر حتي أصبحت خرابات ، وردم الطمي كل القنوات وأصبح ساكن الجزيرة مشرداً يبيع الماء البارد بالمدن ويهاجر الي حيث يسهل الله ، أما ساكني النيل الأزرق فقد أهلكهم التهميش والفقر والنسيان ، ولم يسلم غرب السودان بكردفان ودارفور وجبال النوبة من الحرب اللإنسانية والتشريد الي معسكرات خارج حدود الوطن ، والإبادة الجماعية في أسوأ جرائم ضد الإنسانية وبهذا نكون نحن جميعاً مهمشين مظلومين مقهورين ومعذبين. وقد إختلفت أساليب التعامل مع هذا الظلم في هذه المناطق ففي الوقت الذي ترك البعض (الجمل بما حمل) للكيزان فهاجر إما عبر البحار في مغامرات مات منهم من مات وعبر من عبر أو هاجروا لبلدان مثل ليبيا فعملوا بها ولكنهم لم يسلموا من الظلم ولم يأتوا بشيء يذكر أو في دول الخليج وعاشوا ذلاً وإحتقاراً، صحيح أن هنالك من الناس من وقف ليدافع عن مقدراته وحقوقه بفوهة البندقية غير أن الحرب لم تجلب إلا مذيداً من الدمار وحصد الأنفس وصار شبابنا في مناطق النزاع بين زعماء يجلسون في عواصم العالم وأبنائنا في الخنادق يحاربون الكيزان في وقت يعيش أهلنا في معسكرات النزوح بلا أفق ولا رؤيا للسلام والعيش الكريم، وحتي الإنتصارات الوقتية التي يتم فيها تحرير بعض المناطق ويأتي النازحين للعيش شهراً ، أو شهرين أو حتي عام ، تكون أسوأ عليهم من النزوح فيأتيهم الجنجويد والكيزات بالقصف براً وجوا فتكون عودتهم أكثر وبالاً فيرجعوا الي معسكراتهم ليبدأوا من جديد والعالم يتفرج علي أمتنا ، ونحن فرحين بقوائم لمطلوبين للعدالة الدولية لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأهلنا في ضياع ليس بعده ضياع ، وهنا أقول للزعماء السياسيين وقادة الحركات المسلحة إن كل السودانيين مظلومين بقدر كبير وكلكم عملتم وإجتهدتم جزاكم الله ألف خير ولكنكم عليكم أن تكونوا أمينين مع أمتكم ومع أنفسكم وتعترفوا بأنكم لم تحققوا شيئاً لشعبكم ليس من تقصير ولكن لشراسة وظلم العدو الكيزاني، وإن الاعمال بخواتيمها، وعليكم أن تعلموا أن الجميع يدرك بلا شك ولا ريب أن الفضل لشباب هذه الأمة الذين قادوا التغيير الذي بدأ من الدمازين وإشتعل في عطبرة وإستوي عند الخرطوم ، والخرطوم هي كلنا الخرطوم هي شباب كل السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه ، الخرطوم هي نحن فهي ليست الوسط وليست الاطراف الخرطوم هي باقة ورد متعدد الألوان ومتمازج العطر إسمه السودان ، فإنتبهوا لا تخربوا علينا السودان بتفكير أناني جهوي بغيض وتفعلوا بنا أسوأ مما فعل الكيزان، فإن ما نسمعه من مندوبيكم في القنوات الفضائية مرفوض بكل المعايير فإن الذين ينادون بأنهم يريدون أن يصيغوا السودان بتشكيلة جديدة يقودها عرق أو قبيلة أو محاولة الإستئثار بنصيب أكبر لجهة بعينها هم من يريدون أن يوهموا الشعوب بأنهم حماة الحمي وأنهم الزعماء وأنهم من صنع التغيير وهذا يصب في خانة الأنانية الشخصية والسرقة لهذه الأمة ، إن المطلوب الآن من كل سياسي أو قيادي أن يضع خارطة السودان الإجتماعية والجغرافية وقبل فعل أي شيء أن يطوف ليعرف الحال بكل مناطق السودان لا فرق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب هذه كلها أرضنا وهؤلاء كلهم أمتنا علينا أن ندرس بتجرد وأمانة أين مواقع الإنتاج وأين تصلح المشاريع وأين نبدأ بالإصلاح فحامد الحلو عليه أن يعتبر بيقين أنه من أبناء الجعلين ، وأنه آتيهم وبيده الخلاص ، وعقار عليه أن يعتبر أنه من أبناء النوبة فينظر كيف يخدم منطقتهم ليس بإنحياز ولا محاباة إلا بقدر ما يصلح لكل الوطن ، والصادق المهدي عليه أن يعتبر أنه من أبناء البجة تحركه مصالحهم ولكن ضمن منظومة وطنية يحصلون فيها علي الخير من مكان قد يكون في غرب السودان وعرمان عليه أن يعتبر أنه من أبناء غرب كردفان ، وأكرر هذا القول لجبريل وعبدالواحد ومني اركوي وكل قادة الأحزاب والحركات المسلحة ولا أريد الزيادة في التفصيل بقدرما أريد أن أوصل الفكرة . أما مناديبكم الذين يظهرون علينا في القنوات الفضائية يتمشدقون الآن ويبشروننا بجهوية صارخة فهولاء لا يصلحوا للسودان الذي أنقذه هذا الشباب إبتعدوا عنا بهذه العنصرية البغيضة والأنانية النتنة التي حطمت حياتنا ، إن الظالم للجميع هم الكيزان والمظلوم كل الشعب ، فلا تأتونا لتكويش و لا تحويش من شخص لآخر الآن علينا أن "نمسح السبورة" ونبني وطن النظرة فيه موحدة لكل إنسان وكل مكان وإن من يعتقد الآن أنه سوف يقنع الآخرين ببطولات غير بطولات هذا الشباب فهو واهم ومخرب ولا يقل سوءاً من الكيزان ، نحن نريد إبن السودان الذي عندما يعلم ان مصلحة السودان في إعطاء الاسبقية للتوسع في رقعة غابات الهشاب بالغرب لذيادة الدخل من الصمغ العربي ستكون هذه الأولوية بغض النظر عن قبيلته أو مكان سكنه لأن ذلك ما سيعود علينا جميعاً بالخير وإذا كانت المصلحة العامة في إعطاء الاسبقية للتنقيب في شرق السودان تكون هذه أسبقيتنا علي أي عمل آخر ، إن من يتحدث الآن عن المحاصصة في الحكم أو المكاسب للمناطق فهو عدو لهذا الشعب أتركوا هذا الشباب الذي نادي بالوطنية الجديدة وإفتدي الوطن بالروح فهم خير من يمثل هذه الأمة إمسكوا عنا مناديبكم الذين إستلوا خناجر الأنانية لتمزيق هذه الأمة ، ليس لأحد فضلاً علي أي جهة بهذه الأمة فإن السودان للجميع من رأي أن يعيش في الشمال فهو حر ومن إرتأي أن يعيش في جبال النوبة أو شرق السودان أو الدمازين فذلك وطنه لا تمنعه إلا النظلم العدلية والقوانين ورغباته وعلينا أن نؤمن للجميع العدل والأمن والحرية شعارنا حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة