لا أحد يلوم الفراعنة الذين تضيق عليهم دروب العيش كل يوم حتي إنطبق عليهم قول ابن خلدون (رُبّ قوم قد غدوا في نعمة زمناً ** والعيش ريّان غَدق) ( سكت الدّهر زمان عنهم ** ثمّ أبكاهم دماً حين نطَق ) لم تكن نعمة العيش عند الفراعنة من إنجاز ولا من قدرة ولا من عبقرية بل كانوا يرتزقون من الخيانة والوشاية والدسائس بالرشا والعمولات وفي عهد قريب كانت ساحة هذه الخيانة الدول العربية ففتنوا الكويت مع العراق والسعودية مع الكويت والأمارات مع السعودية وقطر مع السعودية والأمارات ، ونقلوا الوشاية الي دول الغرب التي إنهالت بمعاول النهب والسرقة لمقدرات دول الخليج ، في حرب ضروس قضت علي الأخضر واليابس والفراعنة يقدمون العون للغرب بما أبدعوا فيه من فنون الدعارة والخيابة فقدموا أجمل الفتيات لرفاهية جنود الدول الغربية فرحين موعودين ببقية فريسة الأسد فلم يجدوا "جيفة" من بقية فريسة ولا حفظوا كرامة شعبهم ولا عهد ذوي القربي ، وهذا بالطبع حال كل خائن خائب كسير النفس ذليل الهامة. أخذت دول الخليج الصدمة ، وتغير الحال فنهض أبناء الدول العربية وتمرس أبناؤها في العمل الدبلوماسي ونشطت مخابراتهم ليكتشفوا أدوار الغدر والخيانة التي كان يقوم بها الفراعنة واستغني الغرب عن المعلومات التي كانت تأتي من بني فرعون والتي كانت كلها ملفقة مكذبوة ، فأمسك الغرب يده عن الفراعنة وأمسكت الدول العربية يدها عنهم ، فضاقت الدنيا في أعينهم وكل يوم يسوء عليهم الحال ، فهذه إثيوبيا الفتية تأخذ نصيبها من الماء ، فولول الفراعنة ولطموا الخدود وشقوا الجيوب ولم يثيروا رحمة ولا شفقة من قريب ولا بعيد ، والسودان خرج كالمارد من القمقم بأبناء كالاسود يشقون طريق المجد فأوقفوا إستغلال الفراعنة لثروات السودان وأوقفوا بضائعهم الفاسدة البائرة من أدوية محشوة بالرماد والأسمنت ، وأثاثات محشوة بحفاظات الأطفال وأواني بلاستيكية وأواني الألمونية البدائية وخضروات وفواكه موبؤة مسقية بمياه الصرف الصحي وأوقفوا نهب الخضر والفواكه واللحوم السودانية العضوية ذات السمعة الطيبة فلا مناص ولاسبيل إلا محاولة تشتيت الأستقرار الأمني بإثيوبيا وتفتيت السودان الي دويلات وتأليب القبلية والجهوية ليتناحر الشعب السوداني والإثيوبي في بعضه ، لينهال عليهم الفراعنة ، فكانت البداية بالإهانة الغير مقبولة للزعيم السوداني مني أركو مناوي الذي بدأوا بتبخيس مناضلاته في زعامة إقليم دارفور وتصويره كأنه سازج يصغي لتهويشهم بعدم منحه المال الكافي فظنوا أنه سينتفض ويثور علي حكومة هو من قوادها وهم لا يعلمون أن الرجل من أصحاب القرارات في الدولة وأصحاب الرؤى المتقدمة التي تنير الدرب لكل أهل السودان فخاب ظنهم في هذا القائد الجسور ، والآن أرادوا أن يتابعوا مؤامراتهم السابقة بإدخال السلاح الي أبناء دارفور ليقتتلوا فيما بينهم ومع بقية أبناء السودان ، فيصفي لهم الجو وتضعف الدولة ليعود الفراعنة للنهب والسلب والعيش علي جماجم السودانيين. فأرادوا أن يستغلوا الإعلام المقروء ، فكل موضوع كتبوه يهدف للفرقة والشتات فبالأمس موضوع مطار ودمدني ، وقبله موضوع بورتسودان وغيرها الكثير في إجتهاد المتمرس علي الدسائس والفتن فكان موضوع اليوم بعنوان (هل ستنهار دارفور لو إستقلت؟ ) ، وتحت هذا العنوان الدعوة الصريحة والقوية لتفتيت السودان الي ولايات من دون إستحياء ولا مخافة من خالق ، فكتبوا ضمن هذا المقال الخبيث الآتي:-
(لذلك، أعتقد أن ما يحدث اليوم من ارتفاع صوت الهامش، هو حالة صحية جداً لبناء دولة يتساوى فيها الجميع، أو ينفصل عنها الجميع. كما أعتقد أن هذا الوضع هو الذي يؤهل دارفور لاستقبال استقلالها هي وباقي مناطق الهامش وهي على وعي بما يجب أن تبدأ به. وهو التأسيس لدولة قوية ومتماسكة وآمنة. وأن من مصلحة جميع القوى في دارفور أن تتشارك تقديم تنازلات قليلة لتتمتع بالاتتفاع بمصالحها غاية الاستمتاع. استقلال المناطق المهمشة يعني التخلص من أعباء تراكمت بسبب الحكم الخاطئ للشماليين منذ الاستقلال، كما يعني استيعاب أهل دارفور لنخبهم السياسية والعلمية لتكوين منظومة حكم واسعة وعادلة بالنسبة للجميع مثل النظام السويسري. دارفور مؤهلة اقتصادياً تأهيلاً عالياً فقط إذا وُضِعت لها منظومة قانونية وإدارية ومالية ومحاسبية متماسكة وشاملة، بحيث تحوذ أهم ما يجب أن تحوذه أي دولة حديثة وهي الثقة العالمية في نظامها المؤسسي. وليس أسهل من بناء هذا النظام بمشاركة الجميع مع المحافظة على مكتسبات كل القوى التاريخية)
لم يقصر الفراعنة في كل سبيل لهدم تماسك أبناء هذا الوطن العريق القوي ولم يكتفي الفراعنة بفصل الجنوب بالأمس وذهبوا في الخفاء لإستغلال خيرات الجنوب والإستحواذ علي الماء بمتابعة حفر قناة جونقلي فكانت صدمتهم بوعي أبناء جنوب السودان الذين لم يرفضوا حفر قناة جونقلي التي تخرب بيئة الجنوب فقط ولكنهم طالبوا بحصتهم من مياه النيل. معلوم لا أحد ينادي لتفرقة الجموع وهدم العروش إلا أبناء الحرام ، فلم يخيب أبناء الكبريهات الظن فيهم ولكن لن ينالوا مراداً ضاقت الدنيا أمام أبناء الفرعون الذين يمتهنون الغدر والخيانة منذ الأزل ولازالوا يمنون بالهزيمة والفشل ونقول لهم إن كل البلد دارفور نداء الثورة المجيدة سيظل هذا النداء هو علم يرفرفر في قلوبنا وأبناء دارفور بينهم العلماء الأجلاء ومنهم قواد هذه الثورة الفتية وعراب قراراتها فهم ليسوا بحاجة لسماع أصوات الوشاية الكاذبة والآراء المضلله ، وليتهم سلموا داخل القاهرة وهم زواراً بحر مالهم داخل دولتكم الخائنة الخائبة وبالأمس القريب رأينا الفيديوهات التي تصور آهات أبنائنا من دارفور وكيف ضربت إحدي الأسر الدارفورية أمام الشقة التي إستأجروها بحر مالهم فلم يلقوا إلا الغدر والخيانة من الفراعنة ومن صاحب الشقة ، فما كان لهم من نصير ولا إنصاف من شعب ولا حكومة. تباً لكم حيثما كنتم ولتعلموا أن الشعب السوداني أوعي وأفهم من أن ينساق وراء هذه الفتن كفانا الله شركم وشر مخابراتكم التي تكتب تحت مسمي (د.أمل الكردفاني هذا الإسم الخائب الخائس ) عاشت الأمة السودانية رائدة للأمم يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف علي النور حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست