تعليقاً علي لقاء عثمان ميرغني في برنامج العاشرة مع محمد الامين دياب بتاريخ 10أكتوبر 2019 حول آخر تطورات المشهد السياسي في السودان شاهدت اللقاء الذي أجراه الأستاذ محمد الأمين دياب بتاريخ 10أكتوبر 2019 مع الصحفي القديرعثمان ميرغني في برنامج العاشرة صباحاً حول آخر تطورات المشهد السياسي في السودان وقد كان لقاءاً مفيداً طرح قضايا في غاية الأهمية في الوقت الراهن ويعجبني وضوح رؤية وصراحة المهندس عثمان ميرغني كما تعجبني أيضاً تعليقات دياب اللبقة والتي أجدها كثيراً ما تعبر عما يجيش بخاطرنا كمستمعين في الوقت الذي اتفق فيه مع المهندس عثمان ميرغني في الإنزعاج من تأخير تقديم خطة تسيرعلي نهجها الحكومة الإنتقالية ولكنني أجدني أتعاطف مع القائمين علي الأمر لثلاثة أسباب الأول هو أن التغيير بكامله كان عملاً مفاجئاً للجميع خاصة بأن الحرية والتغيير تجمعاً لكيانات مختلفة ، رؤاها عبارة عن مفاهيم ومدارس لأحزاب كانت مختلفة وجدت نفسها تعمل سوياً لهدف واحد بهذه الرؤيا المختلفة مما يحتاج للقطع والتلحيم في كثيرمن البرامج ثانياً لقصر المدة التي تولوا فيها الأمر والثالث بسبب المجاذبات الكيزانية ومعاركهم الإنصرافية التي قصدوا منها زعزعة الحكومة بتشتيت الإنتباه وتأخير إنتاجيتها ولربما كان ذلك بسبب تأخير تعيين رئيس القضاء والنائب العام والقبض علي هذه الشرزمة الضارة من الكيزان ومحاكماتهم ليوقفوا هذا العبث بإيداعهم السجون ، لهذه الأسباب مجتمعة أجد العزر في الماضي للتأخير ولابد من تنظيم الصفوف لمجابهة عدو شرس ذكي يستخدم ذكائه في الخبث والتخريب أما بخصوص الطريقة التي إتخذتها الحكومة في إعداد وتقديم الخطة عن طريق جمع متطلبات الوزارات كل علي حده ثم تجميعها لعمل خطة شاملة فأنا أتفق مع النهج الذي إتبعته الحكومة وأختلف مع رأي المهندس عثمان ميرغني الذي يري أنها تبدأ من فوق وضرب مثلاً بكروكي المنزل وهنا أُذكر المهندس عثمان أن مثال المنزل لا ينطبق إذ أن المنزل وحدةً واحدة معروف مسبقاً بإحتياجاته الداخلية الثابته من غرف ومنافع وفسحات وغيرها ويبقي فقط تنزيله علي الموقع ، أما بالنسبة لمتطلبات الدولة الخدمية فهي مبهمة لا بد من تعريفها أولاً من المفردات وتجميعها وتصنيفها في أسبقيات حسب الأهمية ثم تنفيذها حسب مقدرات الدولة المادية والعملية وهذا لا يمكن إستبيانه قبل الإعداد من الأسفل الي أعلي ، ولهذا إذا قامت كل وزارة بإعداد متطلبات المجتمع الخدمية التي تخصها ثم تم تجميع إحتياجات كافة الوزارات في خارطة واحدة يستطيع مجلس الوزراء من الرؤيا الفوقية الكاملة التي تمكنه من التعرف علي متطلبات الحياة الضرورية والآنية في حدود الممكن من أكل ودواء ثم متطلبات الإنتاج الضرورية التي تؤمن إستمرارية الإمداد الضروري لعجلة الحياة ويلي ذلك التعليم والكهرباء والخدمات المهمة ولكنها غير مستعجلة ، فالأهم ثم المهم لحياة الناس بأسلوب مد الأرجل بقدر اللحاف وبذلك تتوافق الخطة مع مقدرات الدولة ولا يمكن تخيل هذه المتطلبات قبل هذا الإعداد الضروري من الأسفل. تحدث أيضاً المهندس عثمان ميرغني عن مايدور بين حمدوك ورؤساء الدول الخمسة والخمسين الذين قابلهم بالامم المتحدة ، ولا أري أن حمدوك قد ذهب للامم المتحدة ليناقش تفاصيل إحتياجات الدولة ولا حتي لدي رؤساء الدول الزمن ولا الإستعداد لنقاشات بهذه التفاصيل التي عادة ما تتم دراستها بواسطة الإختصاصيين في دولهم وبالطبع لن يكونوا بصحبة الرؤساء في مثل هذه الإجتماعات ويكفي أن يتم نقاش رؤوس مواضيع ويطلب زيارات يرافق فيها حمدوك إختصاصيه ليقابلوا إختصاصي الدول المعنية لاحقاً حسب برامج معدة لهذه الزيارات ولا أعتقد في ذلك ضير أتفق مع المهندس عثمان ميرغني في أنه لا مبرر للحركات المسلحة وبالذات الجبهة الثورية في هذه المراوغات ونقل الإجتماعات من بلد لآخر في هذا العهد فهم يريدون أن يجعلوا من "الحبة قبة " لعلمهم بأن بضاعتهم قد بارت وأتفق معه في أن مخاطبة سكان المناطق الآن هي متطلبات المرحلة ولا داعي لمتاجرة الحركات بحياة الناس ولابد من كشفهم لمناطق النزاع وتعرية متطلباتهم التي لا تعدو أن تكون محاصصات لا علاقة لها بحياة الناس ، والكل يلاحظ جدية عبدالعزيز الحلو وسعية لمصلحة أهله وزهده في المناصب مما يضفي جدية في مواقفه ويجعله رجل دولة من الطراز الأول وينبغي بدأ العمل معه وإنفاذ مشاريع الدولة بل وأخذ رؤاه وبرامجه لتطوير ليس مناطقه فحسب بل سحب ذلك علي المناطق خارج المناطق التي تعتبر مهمشة فللرجل روح وطنية مقدرة. مالم يعجبني في هذا اللقاء هو نقاش موضوع سد النهضة وتهميش إحتياجات السودان من قبل كل من محمد الامين دياب ومن المهندس عثمان ميرغني ولا ادري كيف غابت عنهما رؤية المصلحة البائنة للسودان في هذا الصراع فأولاً إعتبار أن السودان يتماهي مع إثيوبيا شيء مضحك ومحزن أيضاً والحديث عن أن الصراع إثيوبي مصري هو أعجب !! فالصراع هو أولاً مصري سوداني علي حصة السودان من الماء التي تغولت عليها مصر في السابق وتتغول عليها الآن وتريد التغول عليها مستقبلاً ليس بمنظور ثلاثة أو خمسة سنوات لملأ السد كما في حال إثيوبيا ولكن الي مدي الدهر بإعتبار أن إستحقاقات السودان هي حقوق مكتسبة حسب رأي الفراعنة وهذا ما يجعل الأمر شأن سوداني بحت وليس إثيوبي فقط . ثانياً مقترح الحل الذي قدمه المهندس عثمان هو لا يقل عن الهبة المجانية التي قدمتها حكومة عبود لمصر من أرض وماء بالمجان ومالبث أن أنكرتها مصر وتنكرت لنا ، فبادئ الأمرلا يوجد سبب يجعل السودان يتنازل لمصر عن الماء أو الأرض فهو أحوج لموارده من مصر ، وإذا كان المهندس عثمان يري أن من حق إثيوبيا الحصول علي تعويض مادي ليس عن الماء ولكن فقط لإستخدام الماء فمن باب أولي أن يحصل السودان علي تعويض أكبر عن الماء زاته وإستخدامه للزراعة ثانياً وهذا أدعي للتعويض ، أما قولة أن تؤمن لنا مصر أمننا القومي فأنا أربأ بالأستاذ عثمان من أن يفكر هكذا ، ومصر هي التي تفعل عكس الشيء تماماً بتعكير صفو الأمن القومي السوداني في كل من دارفور ومن جهة ليبيا ومن جهة جنوب السودان وكانت إحدي أسباب فصل الجنوب وتحشد الجيوش علي جهة أريتريا وهي الآن تحتل أرضنا في حلايب وشلاتين بلا سبب وترفض حتي التحكيم الدولي !!! وكل ذلك ونحن نقاومهم وهم الدولة الوحيدة في العالم التي تُكن لنا العداء السافر والوحيدين الذين يعتدون علينا فقط بغرض لي الأزرع والإضعاف وأخذ الحقوق وليس الأمر خيالاً ولا ماضي ولكنه معاش ، وحتي هذه الساعة تحتضن مصر الحركات المسلحة بغرض الترهيب والإستعداء علاوة علي إستخدام كافة المنابر الدولية للكيد للسودان وتعطيل مصالحه والعمل علي تعطيل رفع العقوبات ولا ننسي أن الثورة الحالية إنتقصها المصريين بإستخدام منظمة الامم الأفريقية قبل شهور قليلة وأعجب ممن يريد الذئب راعياً لغنمه !!! فشأن الأمن القومي بغض النظر عن الثقة في الجهة الخارجية خطاً أحمراً لابد أن يكون في يد الدولة ذاتها ولا يمكن أن يترك لسواها وبالطبع من الاسوأ أن يترك لمن لا أمان له بكامل عقل الدولة وكامل وعيها وهذه لا تتم إلا تحت الواصية الدولية كما في جهات أخري من العالم فهذا خيار يجب الإبتعاد عنه و"ما حك جلدك مثل ظفرك " . من منظور آخر إن مقولة إن ماء النيل يحدد بقاء أو فناء مصر قول مردود وإفك مصري يريدون به إستدرار عطف الدول واللعب علي الزقون ، الماء هو مورد مادي للزراعة بمصر كما بالسودان ، وهنالك دولاً كثيرة ليس بها أنهار مثالاً لذلك المملكة العربية السعودية كما بكثير من الدول العربية الأخري لا يوجد نهر ولا أمطار يحلون ماء الشرب من البحار ويشترون الخضار واللحوم من العالم ومصر لها نفس الخيارات فماء النيل ليس حقاً لمصر ولا يحدد حياة المصريين فلا تعاطف في حقوقنا ولا تفريط أو تنازل عن مصالحنا ومواردنا الطبيعية ولا لهذه الحيل المصرية بالتظاهر بالموت لعدم مياه النيل !!! ولا بد أن يعمل الإعلام بتوصيل هذه الفكرة لكل سوداني وكفانا من الإستغفال بالشعارات القديمة التي أضاعت حقوقنا في زمن لا ينفع فيه التفريط فالعالم غابة لا مكان فيه للضعفاء ولك الله ياسودان الطيبين الذين يؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة لأشرس وألد الأعداء يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف علي النور حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست