إن من يعتقد ان مصر لديها رغبة في وصول الي إتفاق يحفظ أي حقوق أو مصالح للآخرين فهو واهم ومصر وجدت نفسها في غفلة من الزمن تتغول وتستاثر بكامل حقوق الآخر في مياه النيل فصدقت نفسها أن مصر هبة النيل بل والأدهي من ذلك أنها صدقت أن النيل في الحقيقة هبة الله لمصر وحدها فهو ليس بأكثر من مياه منبعها إثيوبيا ودول أفريقية أخري وممرها السودان ولكنها كاملة الملكية لأم الدنيا وقد ساعدها علي تعميق هذا الفهم فقر إثيوبيا الذي أقعدها في السابق عن الإستفادة من هذه المياه ، الهبة الإلاهية وأيضاً بسبب أن القرار كان شأناً للمستعمر تهمه مصلحة بلده ويعطي لمن يلعق جزمة المستعمر ويخدم أغراض الدولة المستعمرة بغض النظر عن أي مصالح لآخرين وبالطبع لايوجد من يجيد دور الخدم المتزللين أكثر من الفراعنة فكان لهم ما أرادوا من الحصول علي حقوق شعوب وادي النيل كلها ، هذا من ناحية ومن ناحية أخري حتي بعد ذهاب المستعمر تولي الجهلاء والخونة من أبناء الدول الشريكة بنهرالنيل دفة بلدانهم وبالذات بالسودان الذي من دون وجه حق أعطي مصر أكثر من 55مليار متر مكعب ورضي هو ب18مليار متر مكعب بل ووهب لهم أيضاً أرض حلفا بديلاً عن الأرض التي سوف تُغمر إذا وضع السد العالي داخل مصر وذلك كله بدون سبب وبرغم الحاجة وبرغم الأحقية بسبب عبور النهر كامل أراضيه الخصبة المحتاجة للماء وأيضاً بسبب أن السودان هو في الحقيقة أحد دول االتي تغزي النيل بكميات مهولة من الأمطار تجعله مؤهلاً أيضاً لإعتباره دولة منبع شبيهاً بغيره من دول المنبع وليس دولة مصب فقط كما يحلو لمصر أن تصفه حتي لا ينتبه السودانيين الي هذه الحقيقة الهامة. ولهذا من أراد أن "يفطم " مصر من هذا الثدي المدرار لن يجد ذلك بالأمر الهين، ومصر لن تستكين في أن تستخدم كل مهاراته المعروفة ليس للوصول لإتفاق مرضي للأطراف لإن الإتفاق المرضي لمصر والوحيد هو أن تبصم إثيوبيا ويبصم السودان بأن لا يقربوا مياه النيل ،وخلافاً لذلك فهو تعنت إثيوبي سوداني وغير مقبول لدي مصر، ومصر برأيهم لم تقصر من ناحية المرونة إذ أنها وافقت علي أن يجلس معها الآخرين ليبصموا لها علي مطالبها العادلة "برأيها" بعدم إستخدام المياه بحسبه شأن مصري لاغير، وعلي أن يفعلوا ذلك في صمت وفي أدب ، أما خلافاً لذلك فهذا غير مقبول يستدعي تدخل الأمم المتحدة لحماية أمن مصر المائي من الشركاء أو في الحقيقة من أصحاب الحق الاصليين وهم إثيوبيا والسودان وفي حقيقة الأمر المستهدف الاصلي بالظلم هو السودان الذي يمكنه سد النهضة من أن يستفيد ويسترد 10مليار متر مكعب سنوياً من حصته المهدرة بسبب نقص المواعين التخزينية التي يوفرها له سد النهضة ، ويحصل علي كهرباء كافية وبسعر معقول ، ولهذا فمصر الآن تعرف أن المقصود من كل هذه الهزلية هو ماء السودان ومصالح السودان ولكن لا يحبون الإفصاح ظناً منهم أن السودانيين مازالوا في غيهم يعمهون؟؟؟ ويستطيعون إستغفالهم وخداعهم بكلمة الأشقاء أبناء النيل ويستولوا علي أراضيهم ومياههم وخيراتهم من الخضروات ومصانع الأسمنت والحديد واللحوم التي صاروا يصدرونها بإعتبارها منتجات مصرية ويشترونها بشبه المجان من السودان ، وفوق ذلك يريدون توريد الكهرباء للسودان وإذا أستورد السودان من كهرباء مصر تحت أي إتفاقية فهو يلعب بأمنه القومي ومصر سوف تستخدم قطع الإمداد الكهربائي في الأوقات العصيبة سلاحاً ماضياً ضد السودان وهذا ما يجب أن ينتبه له المسئولين فلا أمان لمصر ولا لمعاهداتهم ولا لأخلاقهم وحزارا من الإعتماد علي الإمداد الكهربائي من مصر إلا بما لا يجعله إمداداً ضروري مهدداً لأمن وسلامة الوطن. تعودت أم الدنيا علي أن تكسب مطالبها عن طريق التخويف والتهديد لمن يستجيب لذلك أو عن طريق الكذب والفبركة وإدخال الوسطاء لنصرتها من موقع المظلوم الذي تدعيه وسط "العياط " لدي الكبار ولطم الخدود وشق الجيوب في أسلوب ثعلبي إذا نجح ذلك ، ولكنها في هذه الحالة الإثيوبية لحسن الحظ ركلها الكبار فطردتها أمريكا بأن حجتها واهية وطردها مجلس الأمن بأن الأمر إستعباط وليس تهديداً لسلامة دول ، وأدرج الاتحاد الافريقي الموضوع تحت بند مصالح التنمية الدولية وفوق ذلك وجدت أم الدنيا أن الإثيوبيين شعباً عبقريأً شديد المراس ذو تاريخ ناصع البياض فإن أقعده الفقر في السابق لم يقعده الفهم ولا البصيرة المتقده في الحاضر فهب الشعب الإثيوبي هبة رجل واحد تحت راية الوطنية فوهبوا لوطنهم الغالي والنفيس لبناء مشروعهم العملاق وسط كل المؤامرات المصرية والخبث اللعين (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) وبهذا أريد هنا أن أرفع لهم ألف قبعة وقبعة وأقول لهم وفقكم الله وسدد خطاك أما نحن فنعلم أن مصر الآن تلعب أقذر الادوار لإبقاء السودان ضعيفاً وتستخدم الحيل والخبث لتأليب أمريكا بعدم رفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وكذلك تستخدم حركات الكفاح المسلح للوقوف ضد أي فرصة لتقوية البلد وإنضمامه الي دول العالم الحر ونقول هنا الخزي والعار لجميع الحركات المسلحة التي أبقت الوطن رهينة عند الآخرين يتزرعون بأسباب واهية وهم حتي لو أعطوا ما يريدون لا يستطيعون الإفتكاك من رهن بصموا عليه فأكلوا وأثروا من هذا الرهن والمواطن المسكين بالمعسكرات مازال يجري خلف سراب السلام بأوهام إسترداد الحقوق المسلوبة والكل يعلم أن من سلب حقوق الجميع الآن خلف القضبان والشعب جميعه مظلوم ومرتهن لمصالح مناوي وعقار والتوم هجو والحلو وعبدالواحد الذين يطلبون المستحيل ممن ( مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) ويتشدقون بقرب توقيع إتفاق سلام جزئي مع من هم أصلاً لا دعاة حرب ولا شركاء حرب، حيلة من أدمن الإرتزاق ولا أدري متي سوف يخرج شباب الثورة بمليونية نكران الحركات المسلحة وفضحهم أمام العالم ومطالبة دول العالم بتجريمهم بأنهم عطلوا مسيرة هذا الشعب والدعوة الي محاكمتهم علي ذلك. ليكن الله مع السودان وشعب السودان ولينصر إثيوبيا أخت بلادي ويوفقهم للخير والله علي ذلك قدير يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف علي النور حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست