الحركات المسلحة والمؤتمر الوطني وجهان لعملة واحدة أحدهما يستغل إسم المهمشين للعيش في الفنادق والثاني إسم الدين ليعيش في القصور خرج شباب هذه الامة من كل أطراف السودان في ثورة ديسمبر المجيدة في هبة رجل واحد أربكت حسبات كل المنتفعين في الحكومة والمعارضة ففي الوقت الذي هرب فيه نافع يلحس كوع كلتا يديه عند حدود الحبشة وإختفي فيه علي عثمان ، وعوض الجاز ، وأصبح البشير يهزي بالخيانة والفاتح عزالدين يسأل عن الخبر وما يجري حوله وخيل لهم أنه يوم القيامة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ) في ذلك الوقت لم يفوت الأمر علي خبث الحركات المسلحة التي أرادت ان تسجل المواقف بإعتبار ان الأمر حالة غشاوة لا تفتأ أن تزول كسابقاتها فخرجوا ببيانات التأييد المضلل والمباركة الكاذبة ، وأشتعلت الثورة وقدم لها الشباب الدم الغالي والأرواح النفيسة فداءاً للوطن وتلاحمت الصفوف وإرتفعت أهازيج النشيد الوطني وأغاني الحماسة واشتعل الحب والعناق بين أبناء كل الوطن فذابت كل فوارق الجهوية والعرقية والدينية وفاضت الخرطوم بالملايين من عطبرة والفاشر والدمازين ومدني والأبيض وكوستي ، وكل حدب وصوب وللأسف الشديد حتي قوي الحرية والتغيير نفسها لم تسلم من هول المفاجئة برغم من أنها كانت سارة بالنسبة لهم ولكنهم لم يستطيعوا مجاراة إيقاعها فلم يحسنوا التصرف والضرب علي الحديد وهو حار ، فتدخل السيسي والأمارات والسعودية وقليلاً قليلا ذهبت رهبة الموقف وتحسس المجرمين مواقعهم فخرج عبدالحي ومحمد علي الجزولي والطيب مصطفي والهندي عزالدين والرزيقي من الجحور وانتظم صف كتائب علي عثمان وتحالفوا مع الجنجويد فقاموا بالهجوم الغادر علي الشباب في ساحة الإعتصام ، واستأسد حميدتي وكباشي وياسر وأرادوا أن يلتهموا الثورة في وضح النهار وبين يوم وليلة عادت جميع كيانات المؤتمر الوطني تلعب بالمشهد وظنوا أنه قد ( َغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) وفي الوقت الذي بدأ الشباب ينسجون الأحلام آملين في قيام الوطن الذي يحلمون به ، وعندما بدأ التفاوض ظهرت النوايا الخبيثة للمؤتمر الوطني ممثلاً في المجلس العسكري ، ووقتها علم قادة الحركات المسلحة أن الأمر ليس بالهزل فتملصوا قليلاً قليلاً من التأييد للثورة التي ستسلب عنهم الشرعية وتعود بهم للوطن تاركين ورائهم هناء الفنادق والعيش في الدول الأوربية مرتزقين بإسم المناطق المهمشة يبيعون قضية سكانها الذين يعيشون لاجئين مشردين في الخيام تحت الحر والمطر ، وصاروا ينسجون الحيل ويفترون الأسباب لفركشة اي توافق ممكن مرة يقولون أنه لم تتم دعوتهم كأننا نقيم حفل زواج ومرة بأن الإتفاق ناقص ومرات أخري انه يجب تعويض النازحين أولاً وتسكينهم ومرة أخري أنه يجب وضع السلام أولوية قبل تشكيل الحكومة كلام سازج وغبي ، من وكيف تحل مشاكل النازحين قبل قيام الحكومة ؟ هل تقصدون أن يتولي العسكري إدارة الدولة وحلحلة المشكلات؟ وإذا كان ذلك مافائدتكم أنتم ؟ هل تريدون تشريف القري وقص الشريط التقليدي؟ ثم من أين يتم تعويض المتضررين ؟ وكيف نهتدي لمن الذي أخذ حقوقهم وكيف سيعوضهم ؟ ألسنا بحاجة لمحاكمة الذين أخذوا حقوق الجميع؟ أن جميع الشعب السوداني قد سلبت حقوقه ونحن بحاجة لإرجاع الحقوق المسلوبة من أدروب بالشرق ومن سد كاجبار بالشمال ومن مزارعي الجزيرة بالوسط ومن مواطني دارفور وكردفان بالغرب ومواطني النيل الأزرق ، أرونا اين هذه الحقوق لنعيدها أولاً قبل التعويض عن الخسائر ؟ ثم أرونا كيف نعيد خسائرنا من منسوبى المؤتمر الوطني لنعوض الجميع بالشمال والجنوب والشرق والغرب ألستم من تدعون قيادة هذه الأمة ؟ من يتولي هذه المهام ؟ ولماذا تنتظروا أن يفرش لكم البساط الأحمر عند مطار الخرطوم لتشرفوا هؤلاء الشباب الذين ضحوا بالروح من أجل الوطن ومن أنتم لننتظر عودتكم ما دمتم غير راغبين في المساهمة في إقتلاع الحقوق من المؤتمر الوطني ؟ هل تمنون علينا بالحكم علي البشير بالمحكمة الدولية التي لم تفيدنا شيئاً لعشرات السنين؟ أنتم يا قادة الحركات فاشلين لقد إنكشفت مراميكم إبقوا في فنادقكم وهذا الشباب الذي أذهل العالم بإنجازه لا يحتاج نفعيين خونة أمثالكم لم نجد منكم غير الضرر وكلما أوشك الناس علي الإتفاق لقيام دولة مدنية تأتون إلينا بالشروط التعجيزية ولم نري منكم غير تناغم عجيب مع الداعشي محمد علي الجزولي والمنافق عبدالحي يوسف الذين يسندون توجهاتكم بالحيل والنفاق والكذب بإسم الدين والخوف علي ضياع الشريعة التي سكتوا عنها ثلاثين عاماً متلهين عنها بالعمارات والشركات وحسابات البنوك فتذكروها يوم قيام هذه الثورة أنتم والمؤتمر الوطني لا تريدون أن يتغير شيئاً ما دمتم منتفعين من هذا العذاب الذي نعيشه فنحن لسنا أغبياء!!! لقد ظن قادة الحركات المسلحة أنهم يمكن أن يعيشوا بقية أعمارهم يخدعون العالم بوهم الدفاع عن المهمشين ولم يخطر ببالهم الوعي الجماهيري الذي إنتظم كل البلد كبيرها وصغيرها عالمها وجاهلها غنيها وفقيرها ، وقادة الحركات في غيهم يعمهون لم يسمعوا ما يقوله هؤلاء المكتوين بنار التشرد والضياع من المناطق المهمشة الذين تدعي الحركات المسلحة الدفاع عنهم كذباً وإفتراء ولم يشاهدوهم في وسائل التواصل الإجتماعي كيف يصفون قادة الحركات بأنهم خونة لم يخدموا لهم قضية ، وليتهم سمعوا بأن الكل يعرف جيداً ويثق في أن الشباب اليوم وحده هو ما يمثل تطلعات هذه الامة بعد أن إنكشفت ألاعيب الحركات المسلحة ، هذه الحركات التي إستخدمت شباب المناطق المهمشة وأطفالها في الحروب غير آبهين بمستقبلهم ولا سلامتهم في إستغلال بشع للإنسانية فصارت نوعاً آخر من المتاجرة بالبشر والإستخفاف بالأنفس والأرواح بدعاوي حرب التحرير التي إستمرت ثلاثين عاماً ولم تحرر بها قطية واحدة في قرية واحدة ولم ترجع مواطناً واحداً ليعيش مطمئناً في داره ، وهم يتنزهون في البوفيهات المفتوحة والغرف المكيفة والحسابات المكدسة في البنوك وضمائرهم الخائنة تبيع وتشتري في هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، أيها الشباب الثائر ليس أمامكم غير أن تكنسوا كل هذه الزبالة من حركات مسلحة ومؤتمر وطني وأحزاب منتفعة وأن تسترجعوا دولتكم الفتية لهذا الشعب الذي بصم لكم بأصابعه العشرة ووثق فيكم حتي درجة اليقين ، نعم المهمة صعبة والتضحيات جسام ولكننا قد أبتلينا بخونة المؤتمر الوطني وسفهاء الحركات المسلحة والأحزاب النفعية ، عليكم أن تجدوا السبيل للقفز فوق هذه الجثث المتعفنة وتقيموا دولة الحرية والسلام والعدالة ونحن لسنا بحاجة لرضاء الحركات المسلحة علينا أن نخاطب أهلينا في معسكرات النزوح وفي خيام اللجوء بعدم إرسال أبنائهم للحركات المسلحة والعودة لمناطقهم التي خرجوا منها مكرمين معززين فإن السودان جميعه مظلوم ، لا تستمعوا الي أكاذيب الحركات المسلحة عن التعويضات هذه الدعوة الباطلة التي قصد بها شحن النفوس بالغبن وتكريس الفرقة والشتات، إن علينا الآن أن نلتف حول شبابنا الذين عقدوا العزم علي بناء الوطن ، علينا أن نعود مكرمين معززين الي مناطقنا تحت حماية الحكم المدني ، الذي سوف سوف نرفع به كل دعاوي الظلم ونسترد به الحقوق ، أطلبوا من أبنائكم الموجودين بالحركات المسلحة العودة الي قراهم لبناء وطن متاعفي لا يستغلنا فيه سفهاء الفنادق وإذا أراد قادة الحركات أن يتهجموا علينا في قرانا فنحن الآن قوة لا يرهبها عدو ، متكاتفين متحدين ضد كل متغطرس ، تسندنا شعوب العالم الحرة قادرين علي حماية أنفسنا وعاش السودان حراً مستقلاً يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف علي النور حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست