قديماً تغنينا "لو ما كنت سوداني كان وا مأساتي وا أسفاي وا ذلي". زرعها فينا إسماعين ود حد الزين رحمه الله , احسسناها كما أحسها. ونحن أطفالا صدقنا بأن السودان هو الارض الفاضلة ونحن حراس الفضيلة وإذا صرخت إمراة في نمولي "يا ابو مروة" هبت الأرض من حلفا الي نمولي لنجدتها! أوهمنا العالم حولنا بأننا شعب الله المختار وإذا ارادوا معرفة أخلاق الانبياء فلينظروا الى أخلاقنا. لكن كلما كبرنا أكتشفنا أننا كذبة كبرى اٌستهلكت حتى صدقناها. اكتشفنا اننا الأمة الوحيدة التى تٌغتصب نسائها ولا يرف لحكامها جفن! نحن أمة كذبت على التاريخ حين إدعينا بأننا خير أمة أخرجت للناس! إننا الأمة الوحيدة التى وقفت متفرجة والمعلمات ومربيات الأجيال فيها تغتصب! اننا الامة الوحيدة التي اذا اختلفنا في الرأي اغتصبنا, واذا تعاطينا السياسة اغتصبنا وإذا غضبنا اغتصبنا! المرأة هي الأم والأخت , ونحن الأمة الوحيدة التى تغتصب أمهاتها واخواتها! إننا الأمة الوحيدة التى جاء فيها حاكم يخبر شعبه ان اغتصاب رجل من قبيلته لإمراة من بعض قبائل شعبه يجب ان يكون مفخرة لتلك المغتصبة! فبربكم قولوا لي من أين أتينا؟
خمسة عشر عام ونساء دارفور تغتصب وحكامنا يتفرجون ويتندرون ويستهئزون بجراحات الضحايا ، والآن تساق معلمات فضليات من مكان إقامتهن ليغتصبن تحت تهديد السلاح وتتم إعادتهن الى مقر إقامتهن بواسطة المغتصب نفسه ليوجهها رسالة قوية للعالم بانه لا يوجد قانون ولا دولة فى ذلك المكان المسمى السودان! لوحدث هذا فى أى دولة تحترم سيادتها لتنحى الوزير والرئيس بل والحكومة بأكملها ، لكن فى بلدنا المنكوب بحكامه , لم يأبه أحد حتى بمجرد ذكر الحادثة. حكامنا لا يأبهون ، لكن سؤال للمعلمات والمعلمين الشرفاء , لما لا تغلق المدارس ابوابها وتنكس أعلامها حتى تتوفر الحماية الأمنية للمعلمات فى المناطق النائية؟ اليس ذلك أضعف الإيمان؟
رغم اننا الشعب الوحيد الذي يشتمه حكامه, نحن شعب عف اللسان لم نتربى على الشتم لذلك تجدونا عاجزين ياحكامنا عن وصفكم بما فيكم ولعل المعاجم لاتحوى اوصافكم فاصنعوا لكم لغة لتشتموا بها أنفسكم فانتم قادرون على ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة