ديننا الإسلامى وصانا على الجار سوى كان الجار ذوى القربة أو الجار الجنب مسلما أم غير مسلم وذلك لسماحة هذا الدين ولعظم مكانة الجار وحقوقه . الكثيرون منا مقصرين بحقوق جيرانهم سوى كان جارا مسلم او مسلم ذوى قربة او كافر وتصل بينهم القطيعة شهور وسنين ومنهم من رحل من سكنه بسبب أذى جارة . الدول التى تحيط بنا هى جيران لوطننا وعلينا أن نتعامل معها بتعاليم ديننا ونحفظ لها حقوقها وبالمثل يجب عليها ذلك . لقد تضرر السودان كثيرا من جيرانه حيث أوت أثيوبيا فى يوم ما المعارضة ودعمتها وإنتطلقت من أراضيها وكذلك أرتيريا وتشاد وليبيا و يوغندا لكن أكثر ضررا تلقيناه من الجنوب بعد الإنفصال لانهم كانوا جزءا منا ومن مصر التى نعتبرها الشقيقة الشمالية . العلاقات السودانية المصرية لم تكن وليدة الإستقلال وإنما هى قبل الإستقلال عندما كانت مصر تفرض ولايتها على السودان بالدعم الإنجليزى والتركى وإستغلت خيرات السودان وخبرات وبسالة السودانين وعندما نال السودان إستقلاله وكان يجب على الشقيق أن يقف مع شقيقه ويكمل وصية الإسلام لكن تلك العلاقات مرت بمراحل فتور ثم مقاطعة غير معلنة ثم تشويه لسمعة ثم دعم معارضة ودعم للقرارات الأممية جائرة وتحريض بعض الدول من التعامل مع السودان وهم يدعونا للوحدة ويتزعمون قيادة الجامعة العربية التى من المفترض تمثل الوحدة العربية والدفاع العربى المشترك . وقع السودان إتفاقيات كثيرة مع الجانب المصرى وإلتزم بالكثير منها سوى كانت دفاع مشترك أو تأييد لمصر فى المحافل الدولية أو التكامل المصرى السودانى أو وحدة وادى النيل أو ميثاق الإخاء وأخيرا الحريات الأربعة . فتح الحدود مع مصر للتبادل التجارى ومنح مصر نصيبه من مياة النيل ومنحهم أراضى زراعية وثروات حيوانية وتنازل لهم عن حقوقه فى الترشيح للمنظمات الدولية لصالح الشقيقة مصر. لكن أصبحت مصر مثل الباعوض ( يؤذى فى لدغته ويمتص من دمك ويزعجك بصوته وحركته) الذى يعانى منه الشعب السودانى وخاصة فى فترة الخريق حيث لم يوجد شىء يقضى عليه ولا يقلل من أثره حتى الآن . أصبحت مصر تضغط على السودان بالمعارضة وحلايب والإرهاب ومحاولة قتل الرئيس السابق حتى وصل بها الحال أن تحرض كثيرا من الدول لعدم الإستثمار والتعاون مع السودان وعندما إكتشف أمرها وسرها فى الفترة الأخيرة ، أظهرت ذلك علننا حيث أحتضنت كل المعارضة حتى الذين تعتبرهم أعداء الأمس ثم ذهبت لتتعاون مع جنوب السودان ويوغندا لضغط على الشمال عندما فقدت فرصة أثيوبيا وعرفت خيبة المعارضة ( لأن علاقتها فى هذه الفترة لها مدلولها حتى لا نظلمها ). لكن العجب من الذين يمدحون مصر ويثنون عليها بكل ما يملكون هل هذا جهل أم فهم خاص يعرفونهم ونجهله نحن ؟ أم أن هناك شىء الله أعلم به . المتابع للعلاقات المصرية ومن خلال التجارب السابقة يجدها علاقات مصالح لطرف واحد وخاصه مع دول الخليج التى أغدقت عليها الأموال والإستثمار مما رفع من إقتصادها وأعلا شأنها وتنازل لها عن رئاسة بعض المنظمات وإقامة المؤتمرات فى أرضها لكن هى فى الظاهر شىء وخفيا شىء أخر تهمها مصلحتها على مصالح الأمة حتى على نطاقهم الداخلى . لا نرفض التعاون والتعامل معهم بروح الإسلام والإخوة والجيرة لكن نريد منهم على أقل إذا لم يردوا ذلك بالمثل أن يكونوا وسطا ولا يتعاونوا مع الأعداء ضد أخوانهم وأشقائهم . حتى لانظلم مصر الشقيقة لكن ما حدث من تطورات أخيرة لمصلحة السودان وشعبه من تقارب خليجى ودعم وإستثمار وكذلك رفع الحظرالمبدئى الذى أضر بالسودان كثيرا وتهافت بعض الدول للإعادة علاقاتها الإقتصادية والتجارية والسياسية هز الكيان المصرى وجعله يبحث عن شىء يوقف ذلك الزحف لكن علينا أن نتأكد من نواياهم ونفتح أعيننا وأذاننا لما يخططون له وأن يعلم شعبنا وحكومتنا لا تمد مصر يدها الإ إذا لديها مصلحة من ذلك . علينا أن نحمى أنفسنا بطارد الباعوض من نواميس أو دخان يقينا لذعات تلك الباعوض الذى لا يستطيع أن يستغنى عنا ولا نستغنى عنه بحكم الإسلام والجيرة والإخوة حتى لانصبح له فريسه سهله . هناك من الشعب المصرى الشقيق يعاملنا بالمثل . النصيحة النصيحة أن لا تكون كل ثقتنا فى ما يقال ويفعل وقد وعظنا الله بالذين تخلفوا عن رسول الله (صل الله عليه وسلم ) وعن الذين بنوا مسجدا ضرارا . أستغفرك ربى وأتوب إليك . أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 06 فبراير 2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة