وقع بدرالدين محمود وزير المالية السوداني على عقد تصدير الذرة لهذا الموسم (حوالى ستة مليون طن) بصورة نهائية وحصرية لصالح شركة بدر فور سيزونز المملوكة لعبدالله (شقيق الرئيس السوداني عمر البشير)، ورجل الأعمال المثير للجدل أيمن المأمون.
هذا القرار الاحتكاري سيشعل الغضب في الغرفة التجارية، حيث كان العقد يتوزع في السابق بين عدد من التجار، ولكن جشع أسرة البشير الأستثنائي هو ما دفع وزير المالية لهذا التوقيع، بل قام بنفسه بتسليم هذا العقد ليد أيمن المأمون، منذ ساعات قليلة كما أفاد مصدر الراكوبة شديد الاطلاع.
وعلاقة رجل الأعمال "أيمن المأمون" بشقيق البشير ليست جديدة، ففي 2 يوليو 2014 قام (المأمون) بترتيب صفقة تصدير كميات من الجازولين للجنوب بموجب شراكة تمت بين كل من شركة "قرقوري" التي تعود ملكيتها لأحد أقارب الرئيس سلفاكير من جهة وكل من عبدالله البشير وعبدالله الجراري وبابكر حامد (تاجر بترول مقيم في دبي ومن أقرباء الرئيس) في صفقة بلغت قيمتها مليار دولار أمريكي.
فمن هو رجل الأعمال أيمن المأمون الذي كان أحد شهود دفاع المتهمين في قضية زهرة الشمس 2012، حيث شهد حول تجربته مع البنك الزراعي وإلى أي مدى تتوافق مع التجربة التي أوصلت إلى تلك القضية.
أخبار ذات صلة: حكومة الخرطوم تفتح الحدود مع جنوب السودان لتمرير صفقة جازولين بمليار دولار لصالح عبدالله البشير وآخرين
أيمن مأمون وشهرته "ودالمامون، شاب صغير السن أصبح من أثرى أثرياء السودان اليوم، ومن المؤكّد أن "ودالمامون" وحتى تاريخ وفاة والده قبل بضعة سنوات، كان عاطلاً وعلى باب الله، وأقصى ما كان يحلم به هو أن يجلس على دركسون عربة أمجاد.
عند وفاة الفريق الركن مأمون حسن محجوب، خريج الدفعة 18 بالكلية الحربية، ووالد أيمن ... حضر الرئيس عمر البشير لتقديم واجب العزاء بحكم صلته بالمرحوم كزميل سابق في الجيش وإبن دفعته، وهناك علم الرئيس بضيق حال الأسرة، فربّت على كتف "أيمن" في حنان وتأثّرٍ بالغين وقال له: "من اليوم سوف أعتبرك إبني".
أيّاً كان ما قصده الرئيس، إلاّ أن "ودالمامون" أخذ كلامه بالمعنى الذي جعله يعتبر من نفسه "ود بيت"، فأخذ يتردد على منزل الرئيس حتى يُخال للزائر أنه فرداً من الأسرة، وقد يسّر له هذا الوضع معرفة أصدقاء جُدُد منهم وزراء ومستشارين وأصحاب قرار عِوضاً عن أصدقائه القدامى الذين كان يتسكّع معهم في حواري بحري، وإستطاع أن يتحصّل بهذا الطريق على ورقة بها "تصديق" بتوريد شحنات من القمح والدقيق بكميات كبيرة، وبالنظر إلى عدم توفّر السيولة اللازمة لديه لتنفيذ مثل تلك التعهّدات، كان يكتفي بالحصول على عمولة في مقابل تسليم التصديقات كورق لوسطاء، وسماسرة يتولّون تنفيذ - ولا يزالون - عمليات الإستيراد بمعرفتهم عبر شركة مُسجّلة خارج السودان، وجنى بهذه الطريقة مع شركائه مبالغ طائلة. وهو اليوم على رأس قائمة أثرياء السودان، ويستطيع اليوم توريد عشرة بواخر دقيق وقمح في وقت واحد بإشارة من طرف أصبعه، ولا يُذكر اليوم إسم "ودالمامون" إلاّ وإسم الفريق طه عثمان مرتبطاً معه إرتباطاً لا يقبل التجزئة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة