:: السودان يشهد نقلة نوعية في نظامه الصحي، ويتوجه نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة..ومن يرسم هذه الصورة الزاهية -عن حال النظام الصحي بالسودان - ليس وزير الصحة ولا وزيرة الدولة بالصحة، بل منظمة الصحة العالمية ( شخصياً)، بلسان ممثلها القطري بالخرطوم، الدكتورة نعيمة القصير..ولو سألوا القصير قبل أسابيع، أي قبل التقارب السوداني الأمريكي، لرسمت صورة قاتمة عن النظام الصحي ..وليس في أمر المنظمات عجباً، فأن منظمة الشفافية الدولية أيضاً قدمت مركز السودان في مؤشر فساد - بدرجتين - عما كان عليه، لتقول بأن السودان يحرز تقدماً في مكافحة الفساد..!! :: (ماشة معاكم باسطة)، و كل ما توطدت العلاقات الأزلية - بين الدولتين الشقيقتين - سوف نترقب الأمم المتحدة و هيومان رايتس وغيرها من منظمات حقوق الإنسان والحريات بحيث تقول تقاريرها عن السودان ( كلو في محلو)، أي لا حرب ولا إعتقال ولا مصادرة ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون .. وليست الصحة العالمية فحسب، بل كل منظمات الدنيا- كما بعض الدول الأفروعربية - خدم أمريكا، إذ تميل تقايرها حيث مالت (ماما أمريكا)، وكذلك تغضب إذا غضبت وتسعد إذا سعدت و تذم إذا ذمت وتمدح معها بالحق والباطل.. ولذلك ليس هناك مايدهش أن يشهد السودان بين ليلة وضحاها - نقلة نوعية في نظامه الصحي كما تقول نعيمة القصير..!! :: بكل دول الدنيا والعالمين، حسب معايير منظمة الصحة وقصيرها، فالأصل في تقديم الخدمة العلاجية هما عنصري (الزمن والتدرج).. أي عند إصابة المواطن بأي طارئ أو عند شعوره بأعراض المرض، فأن أولى محطات رحلة العلاج هي أقرب (مركز صحي)، وليس المستشفى.. ولأن عنصر الزمن أهم عوامل العلاج، يتم توزيع المراكز الصحية في الأحياء بحيث يكون طبيب الأسرة قريباً للمواطن..وبالمركز الصحي، قد يتم علاج المريض أو المصاب، أو يُجرى له الإسعافات الأولية ثم يتم تحويله إلى ( مستشفى ثانوي)..وبالمستشفى الثانوي، عبر الإستشاري، قدم يتم علاج المريض أو يتم تقييم حالته المرضية ثم يُحول إلى ( المستشفى المرجعي) ..!! :: تلك هي مراحل العلاج التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وقصيرها.. فالرهان دوما على ( الزمن والتدًرج)، وفي هذا وذاك مصلحة المريض.. مركز صحي ثم مستشفى ثانوي، ثم المستشفى المرجعي.. ولكن في السودان – بعلم المنظمة وقصيرها - رحلة العلاج بالعكس..أي بمجرد الشعور بعرض مرض ما، نصيح في بعضنا ( جيب التاكسي نمشي المستشفى )..ولذلك ترى في المشافي كتائب المرضى وفيالق المرافقين.. ولو كانت خارطة البلد العلاجية كما الخارطة التي اعتمدها المنظمة وقصيرها، لما كان حال مشافي الخرطوم بكل هذا الزحام .. فالعجز عن وضع الخارطة العلاجية التي تبدأ بالمراكز وتنتهي بالمشافي المرجعية هو الذي يأتي بالمواطن من كل ولايات السودان إلى مشافي الخرطوم المرجعية..!! :: وناهيك عن ولايات السودان المنسية، بل حتى في عاصمة البلد، فالمراكز الصحية - إن وُجدت - فهي مجرد جُدران و كوادر إن لم تزدك مرضاً فهي لاتعالجك ولا تُسعفك .. بالمركز الصحي، يجب أن يكون مع كادر التمريض طبيب الأُسرة، وهذا تخصص (قائم بذاتو)، مع توفير كل عدة وأجهزة الرعاية والإسعافات الأولية.. وقبل كل هذا يجب أن يكون بالمركز الصحي الملفات الصحية لمرضى الحي أو القرية .. وكل هذا غير موجود في المراكز الصحية، هذا إن وُجدت المراكز الصحية ذاتها ..فالهرم العلاجي في بلادنا مقلوب، وتعديل هذا الهرم بحاجة إلي (نزاهتين).. نزاهة سياسية تضع صحة المواطن في قائمة الأولويات ثم نزاهة إدارية لا تصدق ( كلام القصير)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة