كنت أدعم وأتمنى فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، لا لشيء إلا لاحساسي بأنه قد يكون جندي من جنود الله، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} سورة المدثر.. ففي هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي يمر بها العالم أجمع وخاصة الشعوب الإسلامية والعربية، والتي هي أصلاً أسباب مشكلات البشرية، كونها الأمم التي لا زالت ترزح في غياهب الظلم والظلمات والقهر الذاتي والتمزق والحروب، فقد سخر الله لها مدرسة وتجربة ومعرفة لا تقدر بثمن .. وحقيقة لا أحد منا سيعرف كم كنا سنحتاج من العقود وبل القرون لتتوفر لنا تلك المعرفة القيمة بدون ذلك الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب دونالد ترامب والذي فتح مدرسة وأنشأ مسرحاً لأعظم ملحمة في تاريخ البشرية الحديث .. ترامب ما جاء إلا لينصر أمة الإسلام المهزومة ذاتياً وخارجياً من الآخر، إن كانت ترغب في الإنتباه وإستيعاب الدرس
فتلك الصدمات القوية التى وجهها ترامب لأمة الإسلام ما هي إلا صدمات كهربائية علاجية حتى تفيق تلك الشعوب، بكل مكوناتها، لتعرف أسباب وقوة وعظمة الآخر ومسببات إنهزامها وفشلها وخنوعها .. والدرس هو:
"في عالم اليــــــوم ليس هناك مكان لتعيـش فيه كإنســــــان آمن، ومحفوظ الحقوق والكرامة، غير تلك الدولة المدنية الحديثة والتي ما هي إلا وليد شــــــــــرعي لزيجة شـــــــــرعية ما بين الحرية والقانون"
جاء ترامب فارس أحلام الملايين من الأمريكان وبقية الداعمين له من عنصريي الكرة الأرضية، يمتطي صهوة جواد النصر المؤزر لينفذ أجندته التي إنتخب من أجلها ولكن ينبرى له البعض الأمين من شعبه ودولته ومؤسساتها قبل الآخر .. الكثير من رموز ونجوم المجتمع الأمريكي وقفوا الوقفات المشرفة لنصرة الحق والمظلوم .. فنحسبهم من جنود الله وهم يتصدون للدفاع على أمة الإسلام المغلوبة على أمرها حين عجز زعمائهما وخارت حكوماتها .. فقالوا أنهم سيسجلون أنفسهم كمسلمين إن أصر ترامب على تسجيل المسلمين المقيمين في أمريكا بصفة أنهم فئة محل شكوك وإتهام ولا تستحق شرف التوطين الأمريكي، وكذلك حرمانهم من الزيارة والهجرة
وقف القضاء الأمريكي وقفة الحق في جه ترامب من منطلق العدل والقانون وليس التعاطف أو الكيد السياسي .. والرئيس لم يرفض ولم يعرقل تنفيذ قرار القاضية آن دونيللي التي أوقفت إعادة ترحيل الذين وصلوا لأمريكا من الفئة المغضوب عليها .. وبعدها القاضي روبرت جيمس الذي قضى بالسماح الفوري بدخول الذين إستهدفهم القرار بالمنع .. وتلك هي الكوارث الكبرى التى نفتقدها تماماً، كارثة تصدي القضاء للحاكم المتفلت .. وكارثة إذعان الحاكم لحكم القضاء إن حكم .. وكارثة هذا الشعب الأمريكي الذي لم ينفرط عقده ولم تنهار دولته بسبب ذهاب أوباما وفوز ترامب أو إسقاط ترامب أوغيره وهو واثقاً بأن لن يصيبه مكروه طالما كان مؤمناً بأن لا كبير على القانون، ولا ولاء لفرد أو جماعة فوق مصلحة الوطن، ولا مساس ولا تعديل ولا تغيير للدستور الذي هو الضامن الأحد لوجودهم فوق سطح الأرض، والله المستعان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة