مدخل: ربما تستغرب أخي القارئ لربطي هذا النُوع من العُلماء بالسندوتشات، وهي تلك الوجبة السريعة ذات القيمة الغذائية صحياً والمُريحة ذهنياً ومادياً!!!😋 هؤلاء النوع من حُدَثَاء الأسنان سُفهاء الأحلام الذين أعنيهم... هُم من تتلمذُوا على الكتب الصغيرة التي يُسميها أحد مشائخنا بـ"السندوتشات".. وهي الكُتيبات الصغييييييييرة التي تُهدى ولا تُباع... وانت جايي من السوق العربي قبل ما تصل جبرة تكُون قريت الكتاب كلُّو من الغلاف للغلاف وانت بتقرأ وسارح تَقَمَّصت دور صاحب الكتاب بأنك بقيت عالم وهيَّأتَ نفسك للمهمة دي بكل ما تحمل من دراما ومُشاغبات.. تصل البيت تلبس ليك "جِلِيلِيبِيَّة قِصَيْرِي" وتربُط ليك "عِمِيمِي وتعمل ليك عِزِيبِي لا وَرَا" ويا الجامِع الجَنْبَكُنْ جاك بلاء!!!🙈 إبتلى الله سبحانه وتعالى المُسلمين بعُدَّة نكبَات عِلمِيَّة بحتَة واجهتهم منذ عصور الخلافة الراشدة الأُولى.. فعندما ظهر الخوارج في عهد الإمام علي بن أبي طالب وادَّعُوا العلوم كلها فكفَّرُوا الإمام وأهل زمانه "وإيَّاكُم أن تظنُّوا أن تعريف معنى الخوارج هُم جماعة خرجُوا على الحاكم بالبساطة دي كما يفهمها كثير من الناس، لأ... هُم جماعة خرجُوا على فهم الدين الصحيح وحَمَلُوا آيات نزلت على الكُفار والمُشركين وأنزلُوها على المُسلمين كسِر رقَبَة عشان يكفِّرُوهُم كما قال سيدنا عبد الله بن عُمر وبالتالي كفرُوا معظم المُسلمين إلا من تابع هواهُم المريض"... في هذا الأثناء هيَّأ الله لدينه سيدنا عبد الله بن العباس فناظرهم وأجَاد في حوارهم وردَّ دعواهُم فألجَم الله به حُجَّتهم وشتَّت زعمهم المايِل... ثم جاء دور النواصب بخبثهم وعوارِهِم، فـ"جَاجُوا وأَجَاجُوا" في نشر دعوتهم الخائسة المُتمثِّلَة في بغضهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والتنقُّص لأهل بيته الكرام وصحابته الأعلام ووصل بهم الحال لوضع الأحاديث في هذا المضمار محاولين الحط من قدر هؤلاء الكرام وبالمقابل رفع قدر أعدائهم اللئام... فتعبَّدوا لله ببغض أهل بيت نبيه الكريم وانتقصوا قدرهم الشريف الرفيع إلى أن قيَّض الله لهم أُسوداً ضارية للزود عن حياضهم الطاهرة، فظهر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري والنسائي والحاكم وغيرهم من العُلماء الربانيين المهديين... وعندما ظهر داء المُجسِّمَة -وهُم الذين يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى جسماً لا كالأجسام- تعالى الله عما يفترون علواً كبيراً، وهُم محمد بن كرَّام السجستاني وغيره من المُشبِّهَة والذين عُرفُوا فيما بعد بالكَرَّامية المُجسِّمة... هيَّأ الله لعقيدته إمامين جليلين هُما أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي فزادا عن حياض التوحيد وأقاما دعائم العقيدة الأشعرية والماتريدية وهي التي عليها مُعظم أهل السنة والجماعة من أحناف ومالكية وشافعية وفُضلاء الحنابلة... وهكذا إستمرت الخروقات من بعض العُلماء إلى أن حطَّ القرن الثامن الهجري رحاله، وفيه فارق ابن تيمية الحرَّاني إجماع الأُمة ببعض أقواله الشاذَّة في مسألة التجسيم وانحرافه الشديد عن الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته ومنع شد الرحال لزيارة قبر الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فتصدَّى له مجموعة من عُلماء المُسلمين حينها فحاججُوهُو وناظرُوهُو فرجع عن بعض مما اعتقد وعاند في أُخَرْ فحُوكِم –سامحه الله وعَفَى عنه- بالزندقة والنفاق وأُودِع السجن حتى هلك فيه... مما سبق نرَى أن هذا العِلم محفوظٌ بعناية الله ورعايته التي أودَع سرها في هؤلاء العُلماء الربانيين الأخيار... وهي سنَّة الله في هذا الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلا... كتب أحد سُفهاء الفيسبُوك قبل يومين منشوراً على صفحته، واصفاً السيد محمد عثمان الميرغني بـ (الضال المُضِل)!!! نحن هُنا لسنا بصددِ الدفاع عن أحد مُدَرِّسي الحرم المكي وأحد دُعاة الإسلام الذين ملأُوا الدُنيا عِلماً وفقهاً ونوراً وهُدى في القرن الثالث عشر الهجري، حيث يُقدَّر عدد من أسلمُوا على يديه في مجموعِ زياراته الدعوية التي كانت بشرق افريقيا 10 ألف مُسلم... والحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يُبَشِّر الإمام علي بن أبي طالب (لئِنْ يهدي الله بك رجلاً واحداً إلى الإسلام خيرٌ لك من حمر النعم)... لكن كما أشِرْنا بعاليه... نتساءل... مَنْ مِن العُلماء الربانيين الذين هيَّأهم الله لصونِ هذا الدِين وحفظه كما رأينا في الأمثلة السابقة... تصدَّى لهذا الضلال المزعُوم الذي أصبح أسهل من شربِ الماء بيد هؤلاء -السُفهاء العصبجية الكَضَبَنْجِيَّة- كما وصفهم مؤخراً شيخهم محمد مصطفى عبد القادر؟؟؟!!! (لا مُؤاخَذَة يعني)!!!😡 عند الإجابة على هذا التساؤل... نستمر بإذن الله تعالى في تفنيد ما جاء -فرِحاً به- من شطَحَاتٍ وأحوالٍ لا يُدِين بها أهل العِرفان ولا أحبابهم ومُريديهم لله تعالى ولا يتدارسُونها في محاضراتهم العلنية ولا جلساتهم التذاكرية!!! نصيحة مُكرَّرة: نصيحتي لكل الشباب... أي واحد من هؤلاء السفهاء يأتيكم ويبدأ محاضرته –إستغفر الله العظيم قصدي جعْجَعَته وأكاذيبه ومشاغبته- بكلام شطح "أحوال" حدث لبعض العُلماء والعُرفاء تأكَّد بنسبة 100 بالمائة أنه جااااااهل وينطبق عليه حديث الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم... (يأتِي في آخر الزمان قومٌ حُدثاء الأسنان سُفهاء الأحلام.. يقُولون بكلام خيرِ البريَّة.. يمرقُون من الإسلامِ كما يمرُق السهم من الرَّميَّة لا يُجاوز إيمانُهم حناجرهم)... أسألُونِي ليه وصفتهم بالجهل والجهالة؟؟؟ لأن هذه الشطحات تُسَمَّى عند شيخهم الجهبَذ إبن تيمية الحرَّاني وغيره من عُلماءِ المُسلمين بالأحوال... وقد أوضحها لنا الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواهُ الإمام مُسلم وكأنِّي به الهادي المهدي عااااااااااارف في خوارج حا يظهرُولْنَا في القرن الحادي والعشرين ويكفِّرُوا أُمَّتُو المرحُومة بها... لاحظُوا للحديث دا كوييييييس... عن أنس بن مالك رضي الله عنه.. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ : (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَيِسَ مِنْهَا ، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ ((((أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ)))) أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)... إنتبِهُوا في نهاية الحديث... علَّم أصحابه أنه كفر وأشرك ولَّة أخطأ من شِدَّة الفرَحْ؟؟؟!!! وعلى ذلك فقِسْ... لذلك نصيحة لوجه الله تعالى لهؤلاء بالتصاغُر والتَحَاتُتْ والتذلُّلْ لمُراعاة وتدقيق وفهم المعاني التالية: (الإيمان، الإسلام، العبادة بالإضافة إلى الولاء والبراء) من أُمهات الكُتُب المُعتبرة... . . . يا علي.. أبغض الجُهَّال ومجالستهم.. والفجَّار وصحبتهم، فإنه لا ينجو من جاورهم إلا من عصَم الله، وإذا كنت مع الناس فعليك بكثرة التبسُّم والبشَاشَة، وإذا خلوت بنفسك فعليك بِكَثَرةِ البُكَاء والهَم والحُزن... # سفيان الثوري...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة