إثر تصريح خاطف لماكرون انقلبت الجزائر رأساً على عقب، (رغم أن الجزائر اليوم تعاني من صراع داخلي عميق). لكن الجزائريين انتفضوا كلهم ضد فرنسا. أغلقت الجزائر أجواءها في وجه الطيران الفرنسي، وتم استدعاء السفير الفرنسي وتوترت العلاقة توترت شديدا جعل ماكرون يتراجع. هذا في الوقت الذي يتنادى فيه القحاطة وأذيالهم طالبين من أمريكا احتلال السودان. فأنظر الفرق بين الشعوب. وإنه لفرق لو تعلمون عظيم. فبلد المليون شهيد، نالت استقلالها بعد مجازر دموية قادها الإستعمار، في حين كان بعضهم هنا يسلم سيف المهدي للملك البريطاني. وخرج البريطانيون من تلقاء أنفسهم بعد أن أدركوا أنه لا خير في هذه الأرض وهذا الشعب. لا يوجد لدى الإنسان السوداني حساسية تجاه سيادته، وهذا ما لم أجده في الشعوب العربية إلا عند اللبنانيين (لحم راس). فكل طائفة لبنانية لديها حماية أجنبية تماماً كما في القوى المتصارعة في السودان. فهناك من يتبعون لمصر وهناك من يتبعون للإمارات وإسرائيل وهناك من يتبعون لأمريكا وإيران...الخ. كل طائفة منهم تبحث عن حماية أجنبية، ولو كان ذلك مفضياً لاحتلال الدولة. إذا كان القحاطة يطلبون من أمريكا حمايتهم، فما الفرق بينهم وبين البشير الذي طلب الحماية من روسيا؟ وإذا كان القحاطة يستدعون بحثة احتلال بغطاء الأمم المتحدة لتمارس وصاية شاملة على السيادة الوطنية، فما الذي يبقيهم في السلطة إلا العمالة؟ لا، وتراهم فرحين مستبشرين بتدخل عسكري أمريكي ضد الجيش السوداني؟ وأنا أتمنى بالفعل أن تتحقق أمانيهم ويدخل المارينز إلى الخرطوم، ليذوق الشعب ما ذاقه العراقيون من قبلهم. هذا المرحاض الكبير، الذي يتغوطون فيه كل قاذوراتهم، سينقلب عليهم غما وهما، وحسرة وندامة. ما المشكلة لو حكمت حركات دارفور السودان؟ أليسوا سودانيين؟..أليسوا أفضل من أن يحكمنا المارينز وبريمر؟ لماذا يرفضون ذلك؟ الله أعلم. هذا الطريق الذي يسير فيه هذا الشعب ليس فيه خير أبداً. ولا زلنا نناديهم للمؤتمر القومي الجامع لكل القوى السياسية والشخصيات القومية المستقلة، بدون محاولة تكويش أقلية على مفاصل السلطة، هذا هو الحل ولا شيء سواه.. هذا... أو علينا وعلى أعدائنا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة