الخوف من التغيير والقادم المجهول هي سمة تكاد تكون مصاحبة للبشر قاطبا, بينما كراهية الاخر اللذي لا يشبهنا واللذي هو ليس من قبيلتنا ووجهتنا عمل وسمة عنصرية بغيضة يذمها المجتمع المتحضر اللذي يتطلع الى التماذج و الانصهار و التعددية اللتي اذا تم استقلالها ستؤدي الى تنمية و تطور اي مجتمع بشري, للأسف نحن في السودان اخفقنا في ان تستقل التعدد الاثني و الثغافي اللذي هبانا بة المولى عزوجل ونسخرة في تحقيق التقدم و الاذدهار و التطور في السودان. اليوم وفي الساحة السودانية برذ توجه شديد وتخوف من قدوم ابناء الحركات المسلحة الى الخرطوم والمشاركة في العملية السلمية اللتي تمت ومن ثم الانخراط في الحكومة الانتقالية الحالية. هذا الاتفاق السلمي المبرم في جوبا يشبه في شاكليتة سناريوا اتفاق السلام الكولمبي اللذي حدث في نوفمبر عام 2016 في العاصمة الكولمبية بوغوتا مابين الرئيس الكولمبي عندذاك الوقت السيد جوان سانتوس و قائد القوات الثورية الكولمبية المتمردة( فارغ) السيد رودريغوا لوندون. الاتفاق الكولمبي هذا انهى حقبة 50 عام من الصراع المسلح في كولمبيا و اللذي هو يعد الاطول تمرد في منطقة امريكيا اللتينية, حصدت هذة الحرب ارواح اللاف من ابناء كولمبيا و ادت الى افقار الدولة بالكامل و اخضاعها تحت سيطرة عصابات وتجار المخدرات بجانب تدخل كثير من الدول في الشان الكولمبي وذهاب هيبة الدولة ادراج الرياح. التململ وعدم قبول ابناء حركة (فارغ) المتمردة للانصهار داخل المجتمع الكولمبي والعمل على اجهاض العملية السلمية من قبل السياسيين في (بوغوتا) بدواعي ان المتمردين تحصلوا على الكثير في هذا الاتفاق ادى الى شبة انهيار كامل لهذا الاتفاق السلمي و اللذي حظى بمباركة و مبايعة المجتمع الدولي لة عندما وقع في العاصمة الكولمبية بوغوتا عام 2016. نفس السناريوا اللذي واجهتة اتفاقية السلام الكولمبية الان يتكرر في الخرطوم. كثير من السياسيين في الخرطوم اليوم يتخوفون من قدوم ابناء الحركات المسلحة للمشاركة في الحكومة الانتقالية بدعاوي مختلفة. البعض يراهم بانهم ليسوا جديرين لتقلد مناصب سياسية و أنهم ليسوا اهل ثغة بينما البعض الاخر وخاصة الاحزاب السياسية العتيقة ينظر لهؤلاء الغبش بمسابة بعبع مخيف سيعمل على سحب البساط من تحت اقدامهم وكثر شوكة هيمنتهم على بعض المناطق في السودان اللتي كانت تخضع لسلطتهم و دوائرهم الانتخابية اللتي طالما ساعدتهم في التربع على السلطة والمال في الخرطوم. البعض من هؤلاء اللذين اصابتهم (فوبية) و خوف ابناء الهامش اصبح يصيح و ينادي بانقلاب عسكري عسى و لعل يعيد عجلة الذمن الى الوراء و يبعد شبح ابناء الهامش هذا من حضورهم الى الخرطوم و العيش جنبا الى جنبا بجوارهم, هيهات لهم ان يكون لهم هذا , قطار التغيير قد تحرك و قريبا سيصل الى الخرطوم و اللتي تستعد لتغيير ديموغرافي كبير وشيك الحدوث و ما يذيد الطين بل قدوم ابناء الحركة الشعبية جناح الحلو الى داخل الخرطوم حينئذ سيكتمل المربع وسيكون المشهد اشد درامتيكية سياسيا. بعبع الهامش اصاب معظم سياسي المركز بهيستيريا شديدة و اصبحوا تارة ينادون و يترجون البرهان بان يتعجل بانقلاب وتارة يطالبون حميدتي بان يستولي على السلطة نهار جهارا وتناسى هؤلاء بان الانقلابات العسكرية اصبحت موضة سياسية قديمة, لا ابناء السودان يريدون عسكري احمق اخرق يحكمهم مرة اخرى و لا المجتمع الدولي شهيتة مفتوحة لترضى بجنرال اهبل يتراس اي دولة افريقية مرة اخرى. ليست الخرطوم بوغوتا وليس السودان كولمبيا, اليوم ابناء الهامش تخرجوا من اعرق الجامعات العالمية وتسلحوا بنور العلم و الادراك و يعلمون جيدا حقوق اهلهم و كيف ينالوها في دولة اصبحت القبلية و الجهوية هي معيار للتعامل مابن ابنائها. وأنها ثورة حتى النصر..! الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكيا - فيرجينيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الصادق جاد الله كوكو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست