هذة الايام تعج وسائل الاعلام العالمية بانباء عن الحرب الاهلية الاثيوبية و نزوح الالاف من ابناء الشعب الاثيوبي نحو السودان هربا من القتال العنيف الدائر مابين القوات الحكومية الاثيوبية و القوات اللتي تتبع لجبهة تحرير شعب التغراي في شمال اثيوبيا. مهما كان الدافع السياسي وراء قيام رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد لشن تلك العملية العسكرية الا انها خطوة رعناء متسرعة و تشابهها كثير من الاخطار اللتي قد تصل لدرجة انشطار الدولة الاثيوبية. المتابع السياسي لهذة الاحداث يلاحظ وجه الشبة الشديد مابين خطوة رئيس وزراء اثيوبيا اليوم ضد ابناء التغراي باستهداف مدينة ماكيلي و تلك الخطوة اللتي اقدم عليها المخلوع البشير وميليشيات الجنجاويد باستهداف مدينة كاودا عاصمة و فخر ابناء جبال النوبة. انتهت المهلة الذمنية اللتي منحها رئيس الوزراء الاثيوبي لابناء جبهة التغراي بان يسلموا انفسهم و اسلحتهم الا ان الرفض و التحدي كان على لسان السيد جبرئيل مايكل رئيس جبهية تحرير التغراي و اللذي قال بان ماكيلي ستكون مقبرة لكل معتدي وياء للذمن!, هاهو التاريخ السياسي يعيد نفسة عندما قام ابناء جبال النوبة بصد وتدمير كل المتحركات العسكرية من قبل نظام البشير, واحدة تلو الاخرى و فرار مليشيات الجنجاويد من محيط كاودا كالجرزان. كل العالم شهد زحف ابناء جبهة تحرير التغراي عام 1991 وهم حفاء شعس شعر الراس نحو اديس ابابا و اقتلاع الحكم الشويعي الماركسي اللذي يمثلة الجنرال منغستوا هايلي مريم ليبداء حكمهم اللذي استمرة اكثر من 25 سنة على هذة الامبراطورية الحبشية العتيقة. التغراي شعب متمرس في القتال و لهم شراسة قتالية عالية و يفتخرون بها في اغانيهم و تراثهم الاصيل و اجزم قطعا ان بمقدور القوات الحكومية الاثيوبية ان تنهي وتكسر شوكة جبهة تحرير ابناء التغراي بسهولة و ذمن وجيذ. القوة العددية تشير الى ان هنالك نحو250 الف مقاتل من ابناء جبهة شعب تحرير التغراي مدججين بالسلاح الثقيل و يدركون كل شبر من اراضيهم الجبلية الوعرة و يقابلة نحو 140 الف مقاتل من القوات الحكومية الاثيوبية و لفيف من مليشيات الامهرة خفيفة التسليح. كان من الخطاء الاكبر ان يرفض ابي احمد دعوات الدكتور حمدوك بالتوسط لانهاء هذا الصراع, حيث خبرة الاخير عواقب مواجهة التغراي عسكريا و فضل ان يتم الصلح عبر منضدة الحوار السلمي للمشكلة. الكثير من الكسب السياسي يمكن ان يتحقق للطرفين المتنازعين عبر الحوار السلمي للمشكلة و كثير من الخسارة سيجنيها كل طرف حيال اللجؤ للخيار العسكري المميت هذا. نفس النغيض هنا, نجد ان هنالك اطراف في دوائر السلطة في السودان ومن بعض شركائها الجدد تحاول بكل جهد ابعاد ابناء الحركة الشعبية جناح الحلو من التوصل الى سلام شامل في اقليم جبال النوبة و عن قصد يدقون طبول الحرب لتنسجم ايقاعها مع ما يشهدة اقليم شعب التغراي اليوم. وانها ثورة حتى النصر..! الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة - فيرجينيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة