أستمعت في مسآء الجمعة 17 ديسمبر الي الدكتور الهاشمي في مقابلة مع السيد عبدالله رمرم السوداني المقيم في لندن وعضو الحزب الْتحادي الأصل وهو معارض لنظام البشير ومؤيد للعصيان المدني والأطاحة في النهاية بحكم المؤتمر الوطني وعودة الديمقراطية والحرية للسودان ، ونافح في الحوار بكل قوة واقتدار عن العصيان بالرغم من مقاطعة الهاشمي له باستمرار وحماسه للدفاع المستميت عن البشير ونظامه حتي أنني ظننت أن المتكلم هو ربيع عبد العاطي ، ووجه أسءآت لفظية واتهامات لجماعآت دارفور المسلحة وللحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال ولجون قرنق ووصف الجماعات المسلحة لدارفور بالمليشيات وقادتها المرحوم دكتور خليل ابراهيم وعبد الواحد محمد النور وأركو مني مناويبالجارين ورآء السلطة وأنهم ساعين الي تقسيم ما تبقي من السودان ، وفي نهاية حديثه المتشنج الملئ بالمغالطات وترديد مزاعم وأكاذيب عن أنشائهم الكباري والطرق والجامعآت ،وهذه كل أنجازاتهم في حكمهم المنفرد في ثمانية وعشرين سنة ، وقال أن عمر البشير احسن حاكم حكم السودان ، وطلب من السودانيين عدم المشاركة في الأعتصام يوم 19 ديسمبر والذي اختار له عنوانا" في المقابلة ـ العصيان المدني ـ الربح والخسارة ـ مما جعل عبد الله يثور ولكنه أنهي المقابلة بحجة انتهآء زمن المقابلة . وفي اليوم التالي وجدت عل نفس القناة نفس الرجل بشحمه ولحمه يتحدث بما أسماها رسالة الي الشعب السوداني ، يعرب فيها عن حبه واحترامه للشعب السوداني وأشفاقه عليه ويدعو الشعب ويحثه علي عدم المشاركة في في العصيان يوم 19ديسمبر 2016 ،ولكن شآء الله وحقق الشعب السوداني عصيانا" تاما" في العاصمة الخرطوم والخرطوم بحري وأمدرمان وفي مدن مدني ونيالا والفاشر وبورسودان وعطبرة ودنقلا وشارك السودانيون بمظاهرات ووقفات أمام السفارات السودانية في لندن ونيو يورك والمن الكبيرة في مدن اوربا وامريكا وحاملين اللافتات ومرددين الهتافات باسقاط نظام المؤتمر الوطني وتسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية وعودة الحريات والديمقراطية ، وخابت مناشدة الهاشمي الحامدي وترتيبات واستعدادات الأمن ، والمقال التالي للحديث عما يجهله أو يتجاهله الهاشمي عما يجري وجري في السودان من مظالم وكوارث وآلآم تتداولها الصحف العالمية ووكالآت الأنبآء الفضائية العربية والعالمية ، وأنت صحفي وتمتلك قناة فضائية . ونبدأ بالقول بأن حكومة الأنقاذ للأخوان المسلمين أنقلبت علي الحكومة الشرعية المنتخبة واستولت علي السلطة بخدعة وتضايل وكذبة كبري وأذاعت أن القوات المسلحة قد قامت بالأنقلاب بسبب تدهور حالة البلد في كل شئ والفساد ضرب أطنابه في كل مكان ، ونحن السودانيين حبانا الله بخيرات كثيرة فوق الأرض بأنهار جارية وأمطار وفيرة وارض زراعية شاسعة وماشية وماعز وضأن وأبل بالملايين وثروة في داخل الأرض من بترول وذهب ونحاس ومعادن أخري كاليورانيوم وخلافه ، ولكن حكامنا السابقين لم يستثمروا هذه الثروات ، ونحن لا تنقصنا العقول النيرة فها هم السودانيون العلماء يعمرون ويبدعون حتي في الدول الراقية المتقدمة كامريكا وبريطانيا واليوم الفساد طغا وحتي في عهد الأستعمار وفي عهود الحكومات الوطنية السابقة المدنية والعسكرية لم نشهد فسادا" ، وأنا شاهد علي ذلك فقد عشت وعاصرت كل هذه الحكومات منذ الأستقلال وحتي اليوم ، ففي حكومة الكيزان أستشري الفساد وعم في كل مرفق حكومي وسرقة المال العام صارت حلالا"وكل اللصوص هم من منتسبي الحزب الحاكم الكيزان الأخوان المسلمين لأنهم عندما أستولوا علي الحكم فصلوا جميع موظفي الخدمة المدنية والخدمة العسكرية من الشرفآء والأكفآء وأصحاب الخبرة وأحلوا مكانهم الجهلآء والساقطين أخلاقيا" واستباحوا أموال دافعي الضرائب من السودانيين الكادحين الفقرآء كبآئعات الشاي والكسرة ( الخبز السوداني من الذرة ) وصارت الأختلاسات بالملايين والمليارآت ، وتحايلوا علي عقوبة السرقة فأبتدعوا شرعا" جديدا" سموه ( التحلل ) وهو أن يدفع السارق المختلس جزءا" من المال المسروق وما تبقي منه حلال عليه ! وفي كل عام عند عرض الميزانية السنوية علي البرلمان يبين المراجع العام الأختلآسات التي تربو علي المليارات وهناك وزارات ترفض للمراجع العام مراجعة حساباتها كوزارة الدفاع ووزارة السدود والكهربآء ، ولا يحرك نواب البرلمان ساكنا" وهم من حزبهم ويجيزون الميزانية بعوارها وأن كانت تضيف أعبآء جديدة علي كاهل المواطنين المجهدون أصلا" من الضرائب والأتاوآت ، ولا محاسبة للصوص المال ولا يحزنون ! وقبل حكم الأنقاذ كان منتسبو الحزب الوطني الكيزاني من فئة الفقرآء يسكنون بيوت الطين ويركبون الحمير ، وبعد حكمهم بسنوات أبتنوا العمارآت الشاهقة وامتطوا السيارات الفاخرة وتزوجوا من النسأء ثلاث ورباع ، وأصبح عبد الله شقيق عمر البشير مليونيرا" ويمتلك عدة شركات ، وعمر نفسه كان يسكن هو وعائاته في بيت صغير بالأيجار في حي متواضع يسمي حلة كوكو فاصبح يمتك منزلين احدهما في أرقي حي وهو حي كافوري بقرب النيل الأزرق بالخرطوم وشقة فاخرة في قلب الخرطوم ومزرعة وراتبه ستون مليون جنيه في الشهر ، وقال في مقابلة معه علي قناة امدرمان أن راتبه الضئيل لا يكفيه ويغطي من بيع محصول مزرعته ، وتبلغ مرتبات الموظفين المنتمين للحزب الحاكم الملايين في ، الشهر الواحد بينما راتب الطبيب المتخرج يعين براتب اربعمائة جنيها"فى الشهر ومرتبات الموظفين الآخرين ضئيلة الي الحد أنها تنفد بعد أسبوع من الشهر ،ولذلك تفشت الرشوة والشرفاء يعملون عملا" أضافيا" ، وأعرف أستاذا" جامعيا" من أقربائنا يخرج من منزله في الصباح ولا يعود ألا في المسآء متنقلا" من جامعة لأخري يلقي محاضراته ليحصل علي دخل أضافي يمكنه من المعيشة فحسب ، واذكر ونحن صبية في عهد الأستعمار أول حادثة أختلاس فقد أختلس صراف يدعي ود البدوي عشرة ألاف جنيه من الخزينة وكان ذلك المبلغ في ذلك الوقت يعتبر ثروة ، وقبض عليه وحاكمته المحكمة بعشرسنوات سجنا" وكانت الحادثة مثارأستنكار واستهجان من المجتمع والناس لأن السوداني كان يشتهر بالأمانة وطهارة اليد ، واقفرت جامعة الخرطوممن أساتذتها ذوي الخبرة وتخاطفتهم جامعات الخليج بمرتبات وامتيازات عالية ، وحدث أن سافر في طائرة واحدة ثلاثين أستاذا" من جامعة الخرطوم تعاقدت معهم جامعة الريآض السعودية ، وجاء زمن أطلق فيه السودانيون العاملين في السعودية أسم جامعة الخرطوم فرع الرياض تندرا". ومن أشرس الفساد الأستحواذ علي أموال البترول والتي لا تظهر في الميزانية السنوية كدخل ويحصل نفس الشيئ بالنسبة للذهب المباع ، وأمر خطير آخر أقدمت عليه هذه الحكومة وهو بيع المشاريع العامة و مؤسسات و ال مصانع الرابحة وتدمير المشاريع الزراعية ،وباعت الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية وسفنها التي كانت تمخر بحار العالم رافعةالعلم السوداني وحاملة صادرات وواردات السودان من المنتوجات والبضائع ، وباعوا مصلحة المخازن والمهمات التي كانت تزود ا لوحدات الحكومية بالأثاثات التي تصنعها في ورشها وتمد المدارس بالأدراج والكراسي والسبورات والمواد الغذائية للمدارس ذات الداخليات ، وباعت مصلحة النقل الميكانيكي التي تمد الوحدات الحكومية في كل السودان بالسيارات وصيانتها ولها أفرع فى كل الولايات وللأسف والأسي باعوها بثمن بخس لتجارهم من الأخوان المسلمين ، وأجهزت بالضربة القاضية علي المشاريع الزراعية في النيل الأبيض والشمالية ، وبالضربة الصاعقة علي مشروع الجزيرة والمناقل أكبر مشروع زراعي في العالم لزراعة القطن طويل الفتلة وكان يرفد خزينة السودان بدخل نقدي كبيربالعملة الصعبة ، وكان المزارعون سعدآء ومكتفين ويمتلكون أراضيهم الخاصة في المشروع والدخل من محصولها ، فسآء حالهم في عهد الأنقاذ وركبتهم الديون فأدخلوا السجون . وباعوا الخطوط الجوية السودانية
والخطوط البحرية وسفنها التي كانت تمخر عباب بحار العالم رافعة العلم السوداني حاملة صادرات وواردات السودان من المنتوجات والبضائع والسكة الحديد التي كانت تربط جهات السودان الأربعة تنقل الركاب والبضائع ، وباعوا حتي قضبان السكة الحديد، وجميع ما ذكرته كان موجودا" في السودان منذ عهد الأستعمار، وفي العهود الوطنية أزدهرت الصناعة بأنشآء مصانع الغزل وانسيج والمنسوجات ، وتوسعت االزراعة بأضافة مليون فدان الي مشروع الجزيرة في المناقل ، وأنشئ خزان الروصيرص للري وتوليد الكهربآء ، وتوسعت الخطوط الجوية السودانية وزادت طائراتها وسفرياتها المحلية والدولية واكسبت سمعةحسنة عالميا" ، وشيد كوبري شمبات علي النيل الأبيض ، وفي التعليم أنشئت جامعة الجزيرة وجامعة النيلين وأكتسبا شهرة عالمية بمستواهما الأكاديمي الراقي وهناك أيضا"جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأسلامية وأنشئت معاهد تربية للمعلمين الي جانب معهد التربية العتيد بخت الرضا وكان التعليم بالمجان حتي الجامعات ، وكان العلاج والدوآء بالمجان في المستشفيات الحكومية ولم تكن هناك مستشفيات خاصة . وعندما أتت حكومة الأخوان المسلمين دمرت كل هذا وصار ذكري من الماضي السعيد ، وحكم الأنقاذ كان شؤما ووبالا"علي السودان والشعب السوداني . وبالنسبة لمباهاتهم ودعايتهم عن ثورة التعليم وفتح عشرات الجامعات ، فهذه الجامعات تفتقر الي الأساتذة والمكتبات والمراجع والمباني ، ويتخرج منها الطلاب وهم ضعاف المستوي العلمي وكثير منهم لا يحسنون القراءة والكتابة ولا يعرفون اللغة الأنجليزية لان الدراسة بالعربية وشهاداتهم التي يتخرجون بها لا يعترفون بها في الدول العربية ، ولا نصيب لهم في الداخل لأن التوظيف حكر لأبنآء الكيزان ومحاسيبهم ، فأصبحت هذه الجامعات تخرج العطالي وأنصاف المتعلمين ، وهذا باعتراف خريجيها واما الحريات فقد أنتفت وصارت الدولة بوليسية من الطراز الأول وصار الأمن هوالذي يحكم ويتحكم في حياة الناس ويحشرون كل من ينتقدالحكومة في سجونهم الرهيبة ويتعرض المعتقلون للتعذيب الفظيع الوحشي بما فيه اغتصاب النسآء والرجال ومات البعض تحت وطأة التعذيب وفقد البعض عقله ، ويحكم بالجلد بالسوط علي من يدعون أنها تلبس زيا" غير محتشم في رأيهم وقد جلدوا 45 ألف فتاة وامرأة في سنة واحدة في العام، ولعلك شاهدت الفديو الذي عرض ولا يزال معروضا" في اليو تيوب وفيه يتناوب شرطيان جلد فتاة بالسوط وهي تبكي وتصرخ والحضوريقهقهون بالضحك ، وهذه هي شريعة عمر البشير والأخوان المسلمين وليست شريعة الله سبحانه وتعالي ! وكونك صحفي فلا بد أنك قرأت وشاهدت فديو الصحفية السودانية لبني احمد حسين والتي حكم عليها القاضي بالجلد أو الغرامة لارتدائها بنطلون بحسبانه لبس غير محتشم ، وجاءت الي المحكمة بنفس اللبس الذي كانت ترتديه حين القبض عليها وكان حضور زميلاتها وغيرهن الي المحكمة بنفس اللبس ، ولم يعترض القاضي عليهن وحكم عليها بالجلد أربعين جلدة وغرامة مالية ، ورفضت دفع الغرامة لتري العالم كله همجية هؤلاء الناس ، ودفع نقيب الصحفيين الغرامة عنها واطلقوا سراحها ، واستطاعت أن تخرج من السودان الي فرنساوألفت كتابا" عن الكيزان واضطهادهم للمرأة وتعذيبهم للشعب السوداني وهي تكتب الان في الصحف الألكترونية السودانية ،، وقصة أخري عن صحفية سودانية معارضة أعتقلها الأمن ,وعذبها وأهانهابالفاظ سوقية قبيحة وازالوا شعر رأسها بالموسي ،واستطاعت أيضا" أن تخرج من السودان وتقيم في مصر وتكتب الصحفية سمية هندوسة الان في الصحف الألكترونية السودانية ولا تزال في حربها ضد الكيزان . وهناك الفنانة التشكيلية صفية اسحاق والنشطة سياسيا" والتي أخطتفها من الشارع ثلاثة من رجال الأمن وأغتصبوها ، وروت بكل شجاعة للصحافة والرأي العام ما حث لها من هؤلاء السفلة المناكيد . والكارثقة الأخلاقية الكبري ما حدث في بلدة تابت في شمال دارفور عندما أغتصب أفراد قوة الجيش المرابط هناك مائتي أمرأة وفتاة في ليلة واحدة، وما حدث ويحدث في دارفور فهو عار الدهر وسبة التاريخ لعهد عمر البشير والكيزان الأخوان المسلمين فقد قتلوا بدم بارد خمسمائة ألفا من المدنيين الأبريآء من قبائل الزغاوة والفور والمساليت وحرقت خمسة الآف قرية وسويت بالأرض ونهبوا ممتلكاتهم وماشيتهم وأغتصبت ألآف النسآء وحتي الأطفال منهن ، واستخدم هؤلاء الأوغاد أغتصاب النسآء سلاحا" من أسلحة الحرب ، وقال عمر البشير والذي قلت عنه أنه متدين ، قال أن المرأة الدارفورية أذا أغتصبها ( جعلي ) فأنه شرف لها وكأن الجعلي من شعب الله المختاركما قال هتلر أن الجنس الآري سيد البشر وأنقاهم دما" وشرع قتلا" وحرقا" في اليهود وهذا مافعله ويفعله عمر البشير في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق من أبادة سكانها الأصليين !! هل تعلم أن 95 في المائة من من الشعب السوداني يعيشون تحت خط الفقر حسب قياس هيئة الأمم المتحدة لمن يحصل علي أقل من دولارين في اليوم بينما يعيش خمسة في المائة من الأنقاذيين الكيزان في بحبوحة وترف وأضرب لك مثلا"بنفسي ، فبعد خدمة 28 سنة في الحكومة ووصلت الي الدرجات الوظيفية العالية الممتازة وتقاعدت أختيارا" وهاجرت من السودان الي الخارج ، فأن معاشي الشهري هو خمسة وأربعون دولارا" فأناأحتسب من الفقرآء بينما يتقاضي أي واحد من موظفي الكيزان الصغار ألآف الجنيهات راتبا" شهريا" ، والدستوريون يتقاضون رواتب بالملايين ، وعمر البشير راتبه ستون مليون جنيه في الشهر غير المخصصات المالية الأخري والأمتيازات وقال في مقابلة أجراها صحفي مقدم برامج معه أن راتبه لا يكفيه لولا دخله من مزرعته ، بينما السعيد من شعب السودان من يحصل علي وجبة طعام فقيرة واحدة في اليوم تحتوي علي شرائح من البصل والمآء ، فالغلآء وصل الي حد اللا معقول فثمن حبة الطماطم الواحدة بجنيه وكذلك االبصلة والليمونة ورغيفة الخبز تقزمت الي حجم يزدردها الواحد في لقمتين أوثلاثة وأما اللحم فقد أصبح حلما" بعيد المنال وأما في جبال النوبة فالناس يموتون من الجوع وبخاصة الأطفال ويقتاتون بورق الشجر فقد ضربت حكومة الأنقاذ حصارا" كاملا" فلا يدخل اليهم أي طعام أو دوآء وكان أعتمادهم علي المنظمات الخيرية الأجنبية التي تمدهم بالأغذية والأدوية ولكن حكومة الكيزان طردت تلك المنظمات من السودان واعلنتها حرب أبادة فالطائرات الحربية تغير عليهم كل يوم ملقية بالقنابل المحرقة والمدمرة من القنابل العنقودية المحرمة دوليا"في لحروب ووجدوا أن لا ملاذ لهم الا اللجوء الي داخل الكهوف في الجبال ، وشنوا حربا" علي المدنيين الأبريآء العزل لأن الرجال ملتحقين للقتال مع الحركة الشعبية في الشمال ضد الجنجويد والقوات المسلحة والدفاع الشعبي ، وأماعن دارفور فيكفي قول كوفي عنان السكرتير السابق للأمم المتحدة عند زيارته لها وجلوسه علي الأرض في معسكرات اللاجئين مع الأحياء من الفور الذين شردوا من أرضهم ،واستمع اليهم وشاهد أثار الدمار والخراب ، فقال أن هذه أكبر مأسآة في العالم ، وربما علمت يا دكتور وانت صحفي وصاحب قناة فضائية بأستقالة الدكتورة عائشة البصري من منصبها الرفيع كمبعوثة للأمم المتحدة والأتحاد الأفريقى في دارفور ، ، ولما ذهبت هناك وشاهدت الوضع علي الطبيعة واكتشفت أن التقارير التي كان يبعث بها المبعوثون السابقين نللأمم المتحدة عن الحالة في دارفور كاذبة ومضللة وخاطئة ، فكشفت التقطية والمداراة لجرائم حكومة الكيزان ،والسكوت علي الفظائع التي يرتكبها الجنجويد في دارفور وهي سياسة الأرض المحروقة ولما أيقنت أن جهدها لأصلاح الحال وصل الي طريق مسدود تقدمت باستقالتها ، وكشفت عن حقيقة ما يحدث في دارفور وتكلمت في مؤتمرات صحفية وللصحف والقنوات الفضائيةالعالمية ، وكانت فضيحة مدوية .. والتحية والتقدير لهذه المرأة الشجاعة الأنسا نة مثال الشهامة والأنسانية وسوف يذكر السودانيون وبخصة أهل دارفور وقفتها النبيلة هذه .. وأما الحريات فهي غائبة ومحرمة في السودان ، فحرية الكتابة في الصحف ممنوع الأقتراب منها وأي نقد للحكومة مهما كان حقيقة ماثلة كفيل بمصادرة الجريدة بعد طباعتها واستدعآء رئيس التحرير والصحفي كاتب الخبر أو المقال والتحقيق معهما ، وتصادر الصحف بعد أن تطبع من المطبعة حتي تصير الخسارة فادحة ، وصارالرقيب من الأمن يراجع المقالات والأخبار قبل أصدار الصحيفة ويشطب منها مايشآء والرقيب من الأمن يفعل حسب مزاجه وهناك خطوط حمرآءلا تتخطاها الصحف ، وهناك صحفيون يقدمون للمحاكمة أمام محكمة خاصة بالنشر وهناك صحفيون يمنعون من الكتابة ومنهم الصحفي البارز زهير السراج ، وأما الأحزاب التي لا تتمي الي الحكومة فمحظور عليها أن تقيم ندوات ولو داخل دورها ! وأما الناشطون سياسيا":فأنهم يعتقلون ويقضون في معتقلات الامن مدة غير معلومة تمتد لأشهر وتسآء معاملتهم ويتعرضون للتعذيب بدون توجيه تهم محددة اليهم ولا يعرضون للقضآء وتمنع عنهم الزيارة من أهلهم ... وأما الجنجويد فهم عالم قائم بذاته جندهم البشير من المجرمين والبدو الجهلآء والمرتزقة من الدول المجاورة كتشاد وأفرقيا الوسطي وغينيا وأغدق عليهم من أموال دافع الضرائب السوداني المغلوب علي أمره وسلحهم وأسبغ عليهم الحماية علي جرائمهم وأفعالهم الوحشية بالقانون وذلك لحمايته شخصيا" ونظامه وأطلق لهم العنان ليعيثوا في الأرض فسادا" فقتلوا خمسمائة ألفا من الرجال في دارفور ومنهم الآلاف من حفظة القرآن الذين اشتهرت بهم دارفور ، وحرقوا دورهم وحتي المساجد وخلاوي تحفيظ القرآن لم تسلم منهم والمدارس والمستشفيات ، وأغتصبوا الآف النساء وحتي تلميذات المدارس ، وما حدث في بلدة طابت في شمال دارفور لا يوصف لبشاعته فقد اغتصبت قوة الجيش المرابط هناك مائتي أمرأة في ليلة واحدة ،وأحدث ما تفتق عن عقل الكيزان الشيطاني لتسريع الأبادة في دارفور هو استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا" في جبل مرة بعد أن أعياهم التغلب علي الثوار الأشاوس وتكبدوا خسائر فادحة في الأرواح من الجنجويد ومعداتهم الحربية ،فلجأوا الي القذف من الجو بالطائرات الحربية ، وطلبت منظمة هيومان رايتس ووتش من الأمم المتحدة كشف الحقيقة كما طلبت مدعية محكمة الجنايات الدولية التحقيق في الأمر . وتقول يا دكتور في مقابلتك مع السيد رمرم أن عمر البشير متدين ، ولا أشك في أنك قرأت عن الخوارج في الأسلام وأن حلقات ذكرهم كانت تدوي بقرآءة القرآن ، ودعك من كل هذا ، فما قولك في قول رسول الله ( صلعم ) ما معناه أن قتل أمرئ مسلم أكبر عند الله من هدم الكعبة ، وعمر البشير قال في رمضان بعد الأفطار في منزل الداعي بحي كافوري وهو من زمرته وبعضمة لسانه ) أن يده ملطخة بدمآء أهل دارفور مما لا يستحق أن يذبح من أجله خروف واحد ، فالأخوان المسلمين أهل الأنقاذ هم الخوارج الجدد ، ولذلك أصبح عمر البشير مطلوب القبض عليه من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بتهم جرائم الأبادة والتطهير العرقي وجرائم حرب وضد الأنسانية وقولك أن المليشيات المسلحة من دارفور اذا دخلت الخرطوم فستحدث فيها مذابح ، وهذا لغو تدحضه الحقيقة الساطعة كالثمس في رابعة النهار فقد دخلت قوات ثوار حركة العدل والمساواة الي أمدرمان بقيادة الشهيد دكتور خليل ابراهيم ولم تمس شعرة من سكانها واشتروا بنقودهم ما يحتاجون اليه من الدكاكين ، وامدرمان هي موطني الصغير ، وناس دارفور ليس لهم عدآء مع الشعب السوداني ولا يودون الأنفصال عن السودان ولكن عدآءهم مع الكيزان الأنقاذيين الذين دمروا دارفور وقتلوا أهلهم وشردوا من تبقوا منهم في أفآق الدنيا وكما قال عبد الواحدمحد النور رئيس حركة تحرير السودان أنهم يريدون حكما" مدني" ديمقراطي فدرالي كل الناس فيه متساوين ، وأما سخريتك وقولك أن المليشيات سوف تحكم السودان كما كانت الحركة الشعبية تبغي ذلك بقيادة قرنق وأولا" أصحح لك تسميتهم بمليشيات مسلحة فهذا قول فيه شطط فهؤلاء الشباب الأشاوس ثوار أحراروضعوا أرواحهم في أكفهم من أجل شعبهم ليعيش في وطن بكرامة وسلام وعيش كريم ، وأن حركة العدل والمساواة عندما دخلت امدرمان لم تعتد علي سكانها ولم تنهب ولم تسرق ولم تنتهك حرمة رجل وامرأة وبيت .. وأما عن الزعيم الراحل جون قرنق دي مابيور فمبدأه الذي أعتنقه ومات عليه هو قوله : ( فلنتقبل أنفسنا كسودانيين أولا" وقبل كل شيئ ـ العروبة لا تسيطيع توحيدنا ـالأفريقانية المضادة للعروبة لاتستطيع توحيدنا ـ الأسلام لايستطيع توحيدنا ـالمسيحية لاتستطيع توحيدنا ) وكان سودانيا" حتي انخاع وكان يبشر بسودان جديد ولم يدعو لانفصال الجنوب عن الشمال وحكومة الأنقاذ الحالية أ حيت القبلية والعنصرية البغيضة والتعصب الأعمي مما ينذر بتفتت السودان وعودتنا القهقري لمئات السنين ، وقلت يا دكتور أن أحسن حاكم حكم السودان هو عمر البشير ومن أ أنجازاته شق الطرق المعبدة والكباري وفتح العديد من الجامعات ولتعلم أن الطرق القليلة التي أنشأوها تصدعت واصبحت ترابا"حتي شوارع حي المطار الراقي المسفلتة والذي كان يسكنه الأنجليز وبعدهم كبار الموظفين السودانيين صار حفر ومطبات وتراب والأشجار والنجيلة الخضراء والحدائق المنزلية صارت يبابا" ، وهناك طريق الغرب والذى يرط بين نيالا وكاس وزالنجى وفي خطة أنشائه أن يصل الي الخرطوم وبدأ العمل فيه منذ بداية حكم الأنقاذ ، وعملت ردمية من التراب في جزء من الطريق وصرفت أموال طائلة حتي أن نصيب دارفور من السكر بيع لمدة أربع سنوات للصرف علي هذا الطريق ولكن آلت ملايين أنشآء الطريق الي جيب مدير انشآء الطريق ، والمدير هو قيادى كبير في جماعة الأخوان المسلمين وحزب المؤتمر الوطني الحاكم ومن أهل دارفور ، وهرب الي الخارج وكان رده عن مال الطريق قوله ( خلوها مستورة ) أي لا تثيروا الموضوع وهو تهديد مبطن وكلهم فاسدين وهو يعلم الكثير عن فسادهم وسكتوا ، ولا يزال الطريق ردمية ! وعن الكباري التي أنشأوها فقد تخلخل وتصدع معظمها ولم تكمل السنة وصرف علي أصلاحها ملايين الدولارات ، وقيل فى تبرير تصدعها أن دعامات الكبار ي أكلتها الجقور ( والجقور مفردها ( جقر وهو نوع كبير من الجرزان ) ، وهذا تبرير يثير الضحك ويصدق عليه المثل ( عذر أقبح من الذنب ) لأن أعمدة الكباري مصنوعة من الأسمنت المسلح ، ولأول مرة نسمع أن الجرزان تقتات علي الأسمنت ! !!وفساد الكيزان ليس له مثيل وغير مسبوق في تاريخ السودان .. وأنا من جيل الأستقلال وعاصرت جميع الحكومات المنية والعسكرية فلم يوجد فساد بهذه الصورة المرعبة والشاملة وكان القانون والعدالة والأمن سائدا" ولا أحد فوق القانون والمعيشة متيسرة ، ثم عشنا وأبتلينا بأسوأ حكم شهده السودان وهو حكم الأنقاذ الأخوان المسلمين ، وأنني لا أرمي القول جزافا" علي عواهنه ولكن بشهادين من أهلها ومن مؤسسي وقادة الأخوان المسلمين التاريخيين وخرجا بحلدهما منها ومتبرئين من جرائمهاضد الأسلام والمسلمين والناس ، والرجلان زاملتهماعندما كنا في شبابنا نعمل بالتدريس في مدرسة الأحفاد بامدرمان في الخمسينات من القرن الماضي ، والأول هو المرحوم ياسين عمر الأمام غفر الله له ،وكان الترابي قد عينه رئيسا" لما سماها الهيئة الشعبية الأسلامية الي جانب رئاسته لصحيفة الجماعة ، وكان من أشد المتحمسين والمتشددين من الأخوان المسلمين ، وقال قبل وفاته بزمن ، وهذا الحديث موثق في بعض الصحف :: ( أنا لم أخاف في حياتي وحتي عندما أجريت عمليتين في قلبي ولكني الان في أشد الخوف من لقآء ربي بما فعلناه في الناس ، والرجل الثاني هو الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد مرشد الأخوان المسلمين في السودان وهو رجل فاضل عفيف اليد واللسان ومثال للمسلم االمؤمن ومتواضع وبسيط في ملبسه وطعامه ومسكنه في حي الثورة بامدرمان ، وقال الرجل عن حكم الأنقاذ أنه لم يصادف في حياته أسوأ وأفسد من هذا النظام ، والرجل تخطي الثمانين من عمره ولم يشغل أي منصب حكومي منذ مجئ الأنقاذ زهدا" في المناصب والجاه والثروة ، بارك الله له في باقي عمره وخصه بالصحة والعافية وحديثه هذا في مقابلة معه ويوجد في اليو تيوب وقلت يا دكتور أن عمر البشير أحسن حاكم حكم السودان وهذا القول يدحضه الواقع المر الأليم الذي عشناه ونعيشه نحن السودانيين خلال حكمه الذي أقتطع من اعمارنا سبعة وعشرين عاما" ، فهو غير مؤهل أخلاقيا" وانسانيا" للحكم وهو عنصري غارق في العنصرية وقال أن المرأة الدارفورية أذا أغتصبها ( جعلي ) فهذا شرف لها !! واذا كنت مكذبا" صدور هذا الحديث منه فاني أحيلك الي برنامج شاهد علي العصر الذي يقدمه احمد منصور من قناة الجزيرة وحلقاته مع الترابي وذكر الترابي هذا الحديث وقال انه استدعاه واسنكر هذا الكلام ولامه علي هذه المقولة والترابي كما تعلم هو زعيمهم ومهندس انقلابهم ومن جاء بالبشير ، وأقول لعمر البشير أنه بهذا القول يجعل من الجعلي فوق الببشر مثل بني اسرائيل المدعين أنهم أبنأء الله وأحبائه ، ومثل هتلر الذي فضل الجنس الآري علي بقية البشر وأخذ في أبادة اليهود بالقتل والحرق في الأفران ، تماما" كما تفعل أنت في دارفور فقد أبدت خمسمائة ألف من البشر المسلمين ومن حفظة كتاب الله ، وذكرت بنفسك كاذبا" أنهم عشرة ألآف فقط ، وجريمة الأبادة واحدة من الجرائم البشعة التي ستحاكم عليها أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، ومن الجرائم الكبري العظيمة التي حسابها عند الشعب السوداني الذي أعلنت الحرب عليه بدلا" من ىالذين أحتلوا أجزآء من وطنك واقترفت جريمة الخيانة العظمي باستعانك بالمرتزقة والمجرمين الأجانب في حربك القذرة واستخدامك الأسلحة المحرمة دوليا"في الحروب من قنابل عنقودية وغازات كيماوية سامة .. واعجب يا دكتور من وصفك لثوار الحركات المسلحة بدارفور بالمليشيات فهم ثاروا دفاعا" عن أرضهم وأعراضهم وأرواحهم وأما المليشيات المجرمة حقا" هم الجنجويد المرتزقة تحت أمرة عمر البشير وهمش بهم القوات المسلحة وأغدق عليهم من أموال الشعب ليبطشوا به ويسفكوا دمائه وليحموه وحكومته الفاسدة ، وقلت يا دكتور أنه رجل متدين وهذا زعم يفتقد الحقيقة ، فأن كان مسلما" حقا" لما سفك دمآء ألآف الناس من حفظة القرآن الذين أشتهرت بهم دارفور وحرق دورهم وحتي المساجد وخلاوي تحفيظ القرآن والمدارس والمستشفيات ، وأغتصاب النسآءوتلميزات المدارس الصغيرات ، ولا شك في قراءتك عن الخوارج الذين كانت حلقات ذكرهم تدوي بقراءتهم للقرآن ، ودعك من هذا فما قولك في قول نبينا ( صلعم ) ما معنآه أن قتل أمرئمسلم أكبر عند الله من هدم الكعبة ، وعمر البشير قال ( بعضمة لسانه ) في أفطار في رمضان في دعوة من أحد منتسبي حزبه من دارفور في حي كافوري وعلي الملأ أن يده ملطخة بدمآء أهل دارفور مما لا يستحق أن يذبح من أجله خروف واحد ، فالأخوان المسلمين هم الخوارج الجدد وزعيمهم عمر البشير ، ولذلك أصبح البشير مطلوب القبض عليه من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بتهم الأبادة وجرائم ضد الأنسانية وجرائم حرب والتطهير العرقي وجرائئم ضد سيادة الوطن كالخيان العظمي وهي الاستعانة بالأجانب المرتزقة لتقتيل ابنآء شعبك في الوقت الذي فيه اجزآء من وطنك في الشمال والشرق محتلة ، وستحاسب في لاهاي ،ويا ويلك من حساب الآخرة .. ولأول مرة منذ أجماع السودانيين علي الأستقلال وأزاحة نظامي عبود ونميري أتفق الجميع علي العصيان المدني وهو البداية لأزاحة نظام الأنقاذ الأخوان المسلمين الكيزان الي الأبد ، واشترك في العصيان كل من الأطبآء والمدرسين وأساتذة الجامعات والمهندسين والصيادلة والصحفيين والكتاب والمحامين والعمال والمزارعين والأتحاد النسائي وحزب المؤتمر السوداني وحزب الأمة والحزب الشيوعي والحزب الأتحادي ومجموعات الشباب غير المنتمية للأحزاب وطلاب الجامعات وتلاميذ المدارس ، وسير السودانيون مظاهرات ووقفات أمام السفارات السودانية في لندن ونيويورك وفي المدن الكبيرة في أوربا وأمريىكا تأييدا" للأعتصام وتنديدا"بنظام الحكم في السودان وسرعة القبض علي عمر البشير وترحيله الي محكمة الجنايات الدولية بلاهاي لمحاكمته ، وتسير المسيرة الظافرة بأذن الله للأطاحة بهذا الحكم الفاسد الفاجر ، والشكر لك علي حبك للسودان ولوكنت تريد الخير للشعب السوداني فأنصح صفيك عمر البشير ليسلم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية قبل أن تقتلعه العاصفة هو ونظامه ، والعاقل من أتعظ بمصائر غيره من الطغاة ،القذافي وصدام حسين أن كان له بقية من عقل ،والنصيحة المخلصة لك لتوفر جهدك ونصائحك لوطنك تونس وطن ابو القاسم الشابي القائل : أذا الشعب يوما"أرا د الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .. ، فنحن أدري منك بما نفعل هلال زاهر الساداتي 2016-12-26 .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة