الأشد نكاءة من مآسينا هو الإمعان في ترسيخها من قبل الذين يعتقدون بأن ليس هناك حلول لمشكلات سوداننا إلا بالحوار ولكن أقولها لهم وبكل صراحة: إن الذين تدعوننا للحوار معهم هم نفس الذين تركونا لمدى سنوات لنكون نحن المستعين الوحيدين لما نقوله نحن .. كتبنا وقلنا وكتبنا وقلنا، وعلى مدى عقد ونصف من الزمان لإسداء النصح ولكن لا حياة لمن تنادي
فلكي تـجهض أي حوار عليك أن تتأكد أن هناك طرف واحد يدخل للحوار وهو: ١- لا يحترم الدستور الذي يحكم به والمحزن المؤسف هو الذي خطه بيده ٢- يمعن في تجييش العواطف إلى ما لا نهاية ويُجيد تجريد الواقعية ٣- مستعد لعدم التعامل مع الحقيقة والحقائق مهما كان نوعها وخاصة لو كانت تشير لممارساته ٤- يريدك أن تناقشه دون رهبة في داخل القاعات وهو يُرهبك من مناقشته خارجها ٥- يوعدك بأن يشتري بضاعتك ويشترط أن يكون هو المُسعر لها ٦- يصر على عدم المساس بذاته ويصر على إقناعك بأن ذاتك هي محل الحوار والمساومات
لا يعقل يا حكماء وحكومة الإنقاذ التمادي في خداع البسطاء من الموالين لكم بأن ضمان حقوقهم لا يتم إلا بمصادرة حقوق الآخرين وبأن الدين لا يتم تمكينه إلى بسحق وإقصاء من يعارضون سياسات حكمكم ويفضحون فساد بعضكم
الذي يحير في سلطة الانقاذ أنها تعتبر أن التمادي في نكران الأخطاء وإقصاء معارضهيا هو النصر بعينه وهي لا تعي أن النصر الحقيقي الذي نحتاجه، في حالتنا الساسية الراهنة، هو الإعتراف بالخطاً والشروع في تصحيح الاخطاء وأولها ترك السلطة فوراً
حين يتم تغييب العدالة ويكون الإصرار أن العدل هو تسويات خارج ساحات القضاء .. وحين يتم تمكين الفساد والفقر والجهل .. وحين يشعر مواطن واحد أن حقوقه تهضم ويُظلم لاشيء إلا لأنه من عرقية معينة أو معتقد مختلف .. وحين تروج الدولة لأن العمل السياسي الذي لا يدور في فلكها ما هو إلا مجرد مؤآمرات ومؤآمرات ومؤآمرات، فأعملوا تماماً أيها الناس أن ذلك هو بسط الحريق الشامل للوطن الذي لن ينجو منه أحد، ويومها لن ينفعنا حوار، فالحل وحده هو رحيل حكومة الإنقاذ
كل هذا المحاولات لتبرير الفشل بدرعه في شماعة الحصار الدولي والمؤآمرات وطابور خامس وسادس غيره .. وكل هذا الإدعاءات بأن المعارضين لسياساتها ما هم إلا خونة ومخربين وعملاء لإسرائيل، وكل هذا وذاك لن يسعف الإنقاذ ولن يساعدها في التقدم خطوة واحدة لنيل مرادها والذي هو تغييب وتجهيل الشعب السودان ومحاولة السيطرة عليه إلى الأبد .. فالحل وحده هو رحيل حكومة الإنقاذ، والله المستعان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة