عبدالسخي يروي أنهم كانوا يعدون ندوة للحزب الحاكم..اقترح عبدالسخي عباس أسماء من يراهم نجوماً للتحدث في الندوة ..كانت هنالك أسماء نافع على نافع وحسبو محمد عبدالرحمن ونائب رئيس الحزب إبراهيم محمود..ولكن محمد حاتم سليمان نائب رئيس الحزب بالخرطوم قام بشطب اسم الرجل الثاني في الحزب الحاكم..لو أن الاعتراض شمل كل نجوم الصف الاتحادي لكان وجيهاً..وفي رواية الأمين السياسي بالخرطوم أن حاتم سليمان كان دائماً يقول في الاجتماعات أنه لا يعترف إلا بالرئيس والنائب الأول. في شهر أكتوبر الماضي وعقب انتهاء جولة الحوار الوطني تقرر أن يخاطب الرئيس الجماهير في الساحة الخضراء..كل خطوة في مثل هذه المناسبات يجب أن تكون محسوبة بعناية فائقة..الذين يعرفون السياسة رأوا أن يقدم الاحتفال أحد رموز الأحزاب الحليفة للحزب الحاكم ..منهم من رأى إسناد الأمر إلى أحد قادة حوار قاعة الصداقة ..لكن محمد حاتم سليمان اختص نفسه بتلك المهمة..في ذاك الوقت كان محمد حاتم سليمان يواجه العدالة في قضية إهدار موارد التلفزيون الذي كان مديراً له لسنوات طويلة. في اجتماع آخر خُصّص لمناقشة أوضاع ما بعد حملة العصيان يقترح عبدالسخي الأمين السياسي خطف الكاميرا من العاصين..الخطة ترتكز إلى جذب الأنظار إلى قضايا أخرى مثيرة للاهتمام..عبد السخي يكشف عدد النواب المقترح ضمهم للبرلمان وعن استحداث وزارتين ..تنجح فكرة عبدالسخي وترتفع أصوات الأحزاب ..ولكن كان جزاء عبدالسخي الطرد من المنصب العام..عبدالسخي هذا كان وحده من يتجرأ ويقول لا لحاتم سليمان. بعيد انحسار حملة العصيان المدني تنادى الإسلاميون إلى ندوة جامعة في إستاد الخرطوم..الدكتور بشير آدم رحمة دعا الإمام الصادق المهدي للعودة للخرطوم ..لكن محمد حاتم الذي لا يفقه إلا القليل في السياسة كان خطابه متحدياً ومستفزاً لجموع السودانيين ..ستظل عبارة (حا نطلع زيتكم) مقترنة بتاريخ الإنقاذ السياسي مثل أخواتها من حقنة كمال عبيد إلى تقطيع الأوصال التي أرَّخَت لمسيرة صلاح قوش في السياسة. في الفاصل الأخير يتحدث محمد حاتم سليمان حديثاً بعيداً عن الواقع..يصرح محمد حاتم أن من ينتظرون خلافاً في الوطني سينتظرون طويلاً..قبل تصريحات محمد حاتم كان الحزب الحاكم يتصدّع في ولاية الجزيرة..في الخرطوم كانت قرارات الفصل تطال الأمين السياسي وفي محلية جبل أولياء كان مجدي سرحان أمين الاتصال التنظيمي بالحزب الحاكم يقدم استقالته من كل مواقعه الحزبية..الأصوات التي تصرخ في صمت ولكن لا يسمعها محمد حاتم تخاف البطش وقطع الأرزاق. بصراحة..الحزب الحاكم يحتفظ الآن بقادة مهرة في استفزاز الشعب السوداني..فيما الذين يفكرون بدهاء وحنكة سياسية من أمثال عبدالسخي يتم الاستغناء عن خدماتهم بشكل مريب جداً!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة