العلاقات السعودية الايرانية وبسبب مرت عبر مسيرتها بجفوة وقطيعة وغالبها كان بسبب الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية على مر التاريخ، فقد اتسمت العلاقات بين البلدين بالاحتقان الشديد وإنقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1943 بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين، وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران مرة اخري وذلك في العام1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم من الحجاج الإيرانيون وكان ذلك بسبب الأعمال التخريبية التي قام بها الحجاج الإيرانيين من قطع للطريق واشعال النيران بالمركبات والممتلكات العامة وقتل الحجاج الاخرين بالسلاح الابيض، أثناء أدائهم فريضة الحج في عام 1407هـ في مشعر مني مع صدامات عنيفك مع الشرطة السعودية عرفت باسم احداث مكة وذلك في العام 1987 ميلادي، ولقد تمت استعادة العلاقات مرة اخري في عام 1991وقطعتها السعودية مجدداً في بداية عام 2016 وذلك عقب الهجوم علي البعثات الدبلماسية السعودية في ايران وتمت إعادة الصلح بإتفاق مُعلن في 10 مارس الجاري 2023م في العاصمة الصينية بكين الدبلوماسية دون التطبيع الكامل للعلاقات وهو السيناريو الوسط، حيث يؤدي الاتفاق إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فقط من أجل التنسيق السياسي والأمني دون الوصول إلى عودة كاملة وطبيعية لكافة العلاقات بينهما وهنا سوف تكتفي بعض الدول العربية بفتح باب الحوار مع طهران، والتعاون المحدودة في بعض القضايا الأمنية والاقتصادية وفي ظل هذا السيناريو ستظل بعض النزاعات الإقليمية قائمة لفترة أطول في ظل وجود أنشطة مستمرة لأذرع إيران السياسية والعسكرية في دول الجوار، وفي هذا السيناريو سوف تغذي إسرائيل والولايات المتحدة السياسات العدائية الإيرانية تجاه دول الجوار حتى يظل الحال كما هو عليه بين السعودية ودول الخليج وإيران، السيناريو الثالث، التمثيل الدبلوماسي المحدود وهو سيناريو غير مرغوب فيه، حيث تكتفي المملكة وإيران بعودة التمثيل الدبلوماسي وإقامة حوار محدود النطاق دون الدخول في حل نهائي للقضايا العالقة بين الدولتين، أو حل القضايا الإقليمية الأخرى كما ستظل العلاقات العربية الإيرانية كما هي عليه الآن، ولن نشهد تطبيعًا عربيًا كاملًا مع طهران، وفي هذا السيناريو أيضًا سوف تنجح الولايات المتحدة وإسرائيل في تغذية إجراءات وسياسات عدائية بين السعودية والدول العربية وطهران واحتمال كبير ان تفشل الصين في اتخاذ الإجراءات المكملة والمطلوبة لعودة العلاقات السعودية الإيرانية، والمساعدة في حل الصراع في اليمن تحديدًا، والجدير بالذكر، إن السيناريو الثاني “الوسط” هو الأقرب للواقع في المدى القصير، وفي ظل تحققه ربما نشهد الدخول في تسوية للصراع في اليمن، والدخول في علاقات وتنسيق بين البلدين، وفي النهاية، يمكن القول إن عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وحل المشاكل في المنطقة، تصب في صالح كل منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تصاعد التحديات والازمات الاقتصادية اضافة الي المخاطر الطبيعية من أمراض مثل كورونا وغيرها من الامراض اضافة الي الزلازل والتغيرات المناخية، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها العديد من دول الشرق الأوسط، الأمر الذي يحث على الاستمرار في حلحلة المشاكل والتعاون المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الخارجية وربما نسمع اخيرا بعودة الكتائب السودانية المشاركة في حلف قوات التحالف الذي يحارب الحوثيين في اليمن المدعومين من ايران والذين شكلوا تهديد كبير للسعودية ووصلت نيرانهم الي الرياض وجدة وجيزان وابها ونجران، نتمني ان يعود الامن ويستتب وتحل كل الخلافات بالطرق الدبلماسية والحوار، دائما بعض الخلافات تبدأ بالعنف والحرب وتهدر فيها الارواح والاموال وفي النهاية يجلس المتاحربون للحوار هكذا كما علمنا التاريخ ان نهاية اكثر الحروب هي التفاوض والوصول للحل بالحوار ولا يوجد في الحرب كاسب بل الكل خسران،ولايوجد اغلى من الامن والسلام وحسن الجوار بين الدول والشعوب.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 15 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة