. يا سبحان الله، فقبل تسجيل هدف الغربال في مرمى المنامة البحريني وبعد تمريرة الهدف لأبانغا كنت أتأمل فكرة الكتابة عن محمد عبد الرحمن القائد وصانع الألعاب البارع والمتعاون مع زملائه لأقصى درجة.
. لم أكن أعلم بالطبع لحظتها أنه سوف يسجل، وما كان ذلك يشكل هاجساً بالنسبة لي.
. بل على العكس فقد كانت النية أن أكتب مخاطباً جماهير الهلال وطالباً من بعضها ألا يضغطوا على قائد الفريق أو يتساءلوا عن صيامه عن التسجيل.
. فقد شهدناه كلاعب متعاون يغلب مصلحة الفريق في أكثر من مناسبة وهذا هو المهم.
. أعظم هدافي العالم يمرون بفترات تقل فيها أهدافهم، لكن المهم هل يتصرف الواحد فيهم بفردية ويتعجل التسجيل وإن أدى ذلك لإهدار الفرص والحاق الضرر بفرقهم، أم يتعاون الواحد منهم مع زملائه ولا يشغل باله بفكرة التسجيل كثيراً طالما أن الفريق يفوز!
. . محمد عبد الرحمن يعد نموذجاً يُحتذى في الفئة الثانية، أي أنه مهموم بفوز فريقه ولا يهمه كثيراً إن كان هو من يسجل أم غيره من اللاعبين.
. فأرجوا ألا تشكلوا ضغطاً على هذا النجم متى ما عاندته الكرة ولم تدخل للشباك.
. وطالما أنه يساعد الفريق بكل ما يملك، ويقدم لزملائه تمريرات ساحرة تنتج عنها الأهداف فماذا تريدون!
. بالأمس سعدتم بهدفه واحتفلت به معه مجموعة الاولتراس بطريقة أسالت دموعه، وهذا على فكرة ليس مؤشراً جيداً كما ظن البعض.
. فمعنى ذلك أنكم كجماهير شكلتم على اللاعب ضغطاً نفسياً هائلاً بالرغم من أنه لم يقصر في عمل المجموعة.
. والكرة لعبة جماعية، فيها من ينقذ هدفاً يجنب فريقه الخسارة، وفيها من يصنع فرصة ربما لو بحث من يختم الهجمة عن مثيل لها لما وجده.
. فكونوا علي قدر الصفات التي تطلقونها على أنفسكم يا جماهير الهلال.
. أنتم تقولون أنكم جمهور عظيم، والجمهور العظيم لابد أن يتعامل مع الكرة بفهم ويلتزم كل فرد فيه بما يليه.
. عظمة جمهور أي نادٍ تتمثل في دعم اللاعبين لا التمييز بينهم وتشكيل ضغط على بعضهم.
. أي لاعب في مكان محمد عبد الرحمن كان سيصبح أنانياً وسيشعر بالغيرة من أي زميل تحتفي الجماهير بأهدافه.
. ولو حدث ذلك لوقع اللوم عليكم انتم يا جماهير الهلال.
. ونحمد الله أن الغربال لم يكن من هذه الفئة، وقد مكنته ثقته في قدراته وأخلاقه العالية من تجاوز هذا المطب الذي وضعتموه فيه واستمر في مساعدة زملائه بكل ايثار حتى عاد هو نفسه للتسجيل.
. ولكي لا يتكرر مثل هذا الأمر لابد أن يراجع كل واحد منا نفسه ويفكر الف مرة في أي راي قبل التعبير عنه كتابة أو شفاهة حتى لا تتسبوا في أذى النادي الذي تعشقون.
. لا تسمعوا فقط كلام من يضحكونكم دائماً بالعبارات المعسولة من شاكلة " أعظم جمهور" و" أوفى شعب"، وليفكر كل واحد منا دائماً في مراجعة النفس وفي جوانبنا السلبية مثلما نسعد بمثل هذه العبارات.
. فهناك تقصر كبير في حق الهلال.
. فالأهم مثلاً من شراء تي شيرت النادي أو دفع قيمة تذكرة مباراة غير محضورة هو أن تكسب عضوية ناديك حتى تساهم في اتخاذ القرار فيه.
. لكن لأن قطاع كبير من المستفيدين لا تهمهم مسالة العضوية بقدر اهتمامهم بدعم فلان أو علان تجدونهم يشيدون ببعض ما تأتون به لكنهم لا يلومونكم على التقصير في جوانب أهم.
. الحركة الاحتفالية التي يأتي بها مكابي مثلاً تجد الترحيب من بعض جماهير الهلال ولهذا صار أكثر سعادة بها، وهذه سلبية أيضاً يجب أن ننتبه لها حتى نكون جمهوراً عظيماً اسماً على مسمى.
. بالأمس كان الهلال سيئاً خلال الشوط الأول كمتابع للمباراة من على البعد لم أسمع لكم صوتاً إلا بعد الهدف الأول في شوط اللعب الثاني.
. طيب كنتوا بتحتجوا على منعكم من حضور المباريات ليه!
الجمهور يحضر للإستادات لدعم لاعبيه لا للإحتفال بعد الانتصارات.
. هذه سلبية أخرى أيضاً يجب أن نقف عندها.
. فالمطلوب هو أن نكون جمهور مثالي في كل شيء بالمعنى الحرفي للمفردة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة