لا أعرف لماذا أنتم تضعون العراقيل أمامكم مسيرة الثورة؟ هل الدين الإسلامي يعادي الحرية التي تحرر إرادة الشعب وتجعله حراً وآمنا ومطمئننا في بيته ومكان عمله؟ هل الإسلام ضد تطلعات الناس في الديمقراطية التي تمكن الإنسان من الذهاب إلى مقر الإقتراع والتصويت للبرنامج السياسي الذي يكفل له حرياته العامة ويصون حقوقه؟ هل الإسلام ضد العدالة الإجتماعية التي تضمن التوزيع العادل للثروات والفرص بين جميع المواطنين وفق معايير قانونية نزيهة خالية من التحيز والرشوة وغيرها من أساليب الفساد التي أضرت بالدولة والمجتمع؟ أريد أن أفهم ما هي الحكمة وراء مواقفكم المخزية ضد الثورة والثوار؟ لا أعرف أن هناك طريقاً سيحقق للشعب الأمن والإستقرار والتنمية والتطور ويحفظ له كرامته غير طريق التحول المدني الديمقراطي، الذي يجعل لكل فرد دور وقيمة في مجتمعه ودولته. التحول الديمقراطي الذي يناضل من أجله الشباب الثائر هو مكسب لنا جميعاً بمختلف توجهاتنا السياسية يميناً ويساراً ووسطاً ومستقلين. الديمقراطية هي إطار أوسع يسع كل هؤلاء وغيرهم كونها قاعدة حياة للعيش بسلام وآمن دون حرب أو قتل أو ظلم. الديمقراطية ليست مكسباً مادياً فحسب بل هي مكسب معنوي أيضاً لإسكتمال فضائل الروح وتحقيق الحياة المثلى للإنسان لتطوير ذاته وبناء نفسه وتنمية معارفه وتفكيره وتوسيع مداركه وتعميق إحساسه وإرهاف ذوقه وتدريب عقله والإرتقاء بمواهبه وتفجير إبداعاته. مسيرة التطور الإنساني أظهرت لنا أن الشعوب التي تعيش في مناخات الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية هي أكثر عطاءاً وإبداعاً في كافة ميادين الحياة. بينما الشعوب الرزاحة تحت نير الإستبداد هي الأكثر تخلفاً وفساداً وجهلاً وضعفاً. الهدف الأساسي من وراء هذه الرسالة هو لفت إنتباهكم إلى أن الثورة ضد الطغيان، وفرت فرصة عظيمة للشعب السوداني للخروج من نفق الحروب ومضاعفاتها السالبة، وتوظيف موارد البلد للصالح العام، وهذا لن يتم إلا في ظل نظام ديمقراطي خالي من الفوضى والعبث والعنتريات وشعارات التضليل والتجهيل لإستغلال البسطاء بأسم الدين وغيرها من شعارات زائفة لا تسمن ولا تغني عن جوع. فأنتم حكمتم السودان ثلاث عقود بالحديد والنار، ماذا حققتم للشعب والوطن؟ في عهدكم البائس إنقسم السودان إلى دولتين! وما تبقى من السودان تحت سيطرتكم أصبح دولة فقيرة ومعزولة تستجدي غذائها من الآخرين! لذا، عليكم أن تصحوا وتحرروا أنفسكم من الجهل بالديمقراطية ودورها وأثرها في حياة الأفراد والمجتمعات والدول من خلال الديمقراطية إستطاع الغرب الخروج من دياجير ظلام القرون الوسطى وإمتلك ناصية العلم والإختراعات وبزغت شمس الإنسان الفرد والمجتمع والدولة. الديمقراطية هي السبيل الوحيد للنهوض السياسي والإقتصادي والعلمي والثقافي والإجتماعي.
الطيب الزين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة