هذه الارض المسماة بالسودان هي في حقيقتها جوهرة ثمينة نادرة غالية وللاسف عجزت كل الحكومات السابقة والآنية في بناء وتعمير ونهضة هذا البلد ويبدو ان فكر الحكومات السابقة لا يتعدي مستوي فكر وطموح اي فحام يبيع الفحم وكونه فحام فإنه لايقدر قيمة الجواهر حتي ان وجدها وسط سواد الفحم حيث يظل افق الفحام منحصر في قطع وحرق الاخشاب واشعال النيران فيها بطريقة معينة حتي يحصل علي الفحم لايهمه تدمير الغابة وتدمير الغطاء النباتي الذي يكسو الارض جمالا بخضرته الزاهية للاسف هذا هو حال السودان مع حكوماته الفاشلة و ظل ينتقل من فحام الي فحام دون ان يقدروا قيمة هذه الجوهرة الثمينة الزاخرة و المكتنزة بالغالي والنفيس وماجاد به المولي عز وجل علي مختلف انواع الهبات الربانية نباتات وثروة حيوانية وارض شاسعة صالحة للزراعة وباطن الارض مزخور بمختلف المعادن اضافة للبترول والغاز ويوجد اغلي من كل ماذكرت هو الانسان، وللاسف ظل هذا الانسان يكابد شظف العيش والمشقة والعناء في كسب قوته ومأكله ومشربه وعلاجه وتعليمه وسكنه، بل ان الشروع في بناء مسكن فهو مشروع طويل يمتد مع عمر الانسان وقد ينقضي العمر دون ان ينجز هذا المشروع ليسكن فيه، بالرغم مايمتلكه السودان من مساحة هائلة من الارض، يظل حلم الانسان هو امتلاك قطعة ارض ويحلم بتشيدها كمسكن يرتقي الي ادمية الانسان في دولة تنعدم فيها البنية التحتية من صرف صحي ومياه صالحة للشرب وطرق وكهرباء وانترنت وغيرها من مقومات المدنية والحضارة، ظل ابناء الشعب السوداني في صراع مميت وقاتل من اجل السلطة، العسكر يقتلون بعضهم البعض في الانقلابات العسكرية التي نجحت في الاستيلاء علي السلطة او التي فشلت في ذلك وظلت انظمة الدولة متمرسة في قمع وضرب واهانة وقتل وسحل المدنيين باسلوب همجي ووحشي حيث لا يوجد وازع من ضمير او اخلاق تجعل اي عسكري يهين اي مواطن ويضربه بهذا الشكل الهمجي دون اي وجه حق ودون اي مسائلة رادعة بل بالعكس ان الحصانة التي منحتها الدولة المتمثلة في قرار رئيس المجلس السيادي يعتبر هو ازعان وتمادي في انتهاك حقوق الانسان بضربه واهانته وتعذيبه وقتله وهو بمثابة اذن وتصريح في اطلاق اليد الباطشة الظالمة الغاشمة ان الاجهزة الامنبة بمختلف قطاعاتها ومسمياتها المختلفة (جيش- دعم سريع - امن ومخابرات - شرطة ) هم في الاصل من ابناء هذا الوطن وتمتد اواصر القربي بين جميع فئات المجتمع فمن الطبيعي ان يكونوا رحماء بالناس يحترمون ويوقرون الكبير والذي ارتكب مخالفة او جناية اوجرم هنالك طرق معروفة في التعامل بها ولكن ليس بهذا الاسلوب الوحشي القبيح ان تعمد الاجهزة الامنية بمختلف مسمياتها لن يعفيها من المسائلة في الدنيا والاخرة واذا فلت الظالم القاتل من حساب الدنيا فان حساب الاخرة اشد واعظم حيث هالك الحساب فردي حيث لا ينفعك هناك رئيس دولة ولا رئيس حزب ولا شيخ قبيلة وايضا مايظهر من انفلات امني وقتل وسلب تقوم به جهات متفلتة من ترويع للامنيين فهويحتاج بالضرورة لشي من القلظة والشدة لردع هؤلاء المجرمين المتفلتين، وسيظل السودان جوهرة في يد فحام حتي يعثر عليها جواهرجي يقدر قيمتها اما ان يستولي عليها عنوة ويكتنزها لنفسي او يخرج من شعب السودان حاكم قوي وصاحب حكمة ويقدر قيمة الجوهرة وينهض بهذا الوطن البائس المنتاحر الغارق في وحل الفشل والضياع وسط حرائق اخشاب واكوام الفحم .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة