كل عام يزداد الفقر ويدخل عدد مقدر من الناس الي طبقة الفقراء وذلك لاسباب كونية من سنن الله التي لا تحابي احد ويرجع هذا التردي والتدهور الاقتصادي بسبب الفشل وعدم القدرة علي ادارة الموارد بصورة صحيحة ويتحمل هذا الفشل الحكومة وعلي رأسها وزارة المالية التي تحاول علي استحياء معالجة فشلها بفرض مايسمي "التقشف" وهو في حقيقتة من الاسماء الناعمة علي شاكلة " فجوة غذائيه" هو ( اسم الدلع للمجاعة ) والتقشف هو ابن عم الفقر والعوذ والمسغبة والجوع، التقشف هو مصطلح يشير في علم الاقتصاد إلى السياسة الحكومية الرامية إلى خفض الإنفاق وغالبًا ما يكون ذلك من خلال تقليص الخدمات العامة، في كثير من الأحيان، تلجأ الحكومات إلى الإجراءات التقشفية بهدف خفض العجز في الموازنة، وغالبًا ما تترافق خطط التقشف مع زيادة الضرائب التي تفرضها الحكومة علي الناس ونجد ان "التقشف" بالمعنى العام يُقصد به صعوبة العيش وخشونته، بسبب عدم كفاية حاجيات وضروريات الإنسان، أما في، في الاصطلاح السياسي فهو برنامج حكومي ذو طابع اقتصادي، يستهدف الحد من الإسراف من زيادة الإنفاق على السلع الاستهلاكية، وتشجيع الادخار، والعمل على مضاعفة الإنتاج، علاجاً لأزمة اقتصادية، تمر بها البلاد، ونجد ان العديد من الدول مارست هذه السياسة ومن أبرز تلك الدول هي إسبانيا وفرنسا وبريطانيا والمغرب والجزائر والسودان واليونان، وفي نظر الحكومات واهل الاقتصاد تبقى "سياسة التقشف" هي الحل الوحيد أمام أي دولة تعاني من مشكلة اقتصادية مثل العجز في الموازنة وانخفاض الإيرادات مقارنة بالنفقات العامة للدولة إلى أن تقوم تلك الدول بزيادة الإنتاجية وبالتالي زيادة إيراداتها حتى تخرج من تلك الأزمة وهذا الامر ليس حكرا علي الدول وحدها بل يمكن لأي فرد استخدام سياسة التقشف في حياته اليومية للتخفيف من مصروفه، كما تستخدمه شركات القطاع الخاص حين تلجأ إلى خفض نفقاتها من خلال تسريح بعض الموظفين وتخفيض الرواتب ووقف المصاريف غير المنتجة، كما تفعله الحكومات حين تضطرها الظروف إلى تقليص نفقاتها أيضاً إذا التقشف هو إجراء قد يفرض نفسه على القطاعين العام والخاص حين تنخفض المداخيل وتصبح غير كافية لتغطية المصاريف، فيتم اللجوء إلى خيار تقليص النفقات، لأحداث التوازن بينها وبين الإيرادات واكثر الطبقات التي تتاثر بالتقشف هي الطبقات الدنيا من الفقراء حيث يصيبهم الغلاء وارتفاع الاسعار في مقتل وليس امامهم سوي مذيد من الشد علي الاحزمة التي يربطون بها بطونهم من شدة الجوع وغلاء الاسعار، تظل الحكومة تدعو المواطنين الي مذيد من "التقشف" حتي اصاب الناس القشف والجفاف والجوع وكل وزارة من وزارة الدولة ترفع مزيدا من شعارات التقشف لتثبت انها تنفذ خطة الدولة بحذافيرها حتي تنجح السنه المالية للحكومة لعام" الرمادة الجديد" حيث ترفع وزارة المالية شعار " وما من دابة في الارض الا على الله رزقها "وزارة المياه تعلق في واجهة مبانيها شعار التقشف لهذا العام " فتيمموا صعيدا طيبا "اما وزارة الصحة فشعارها " كل من عليها فان " ووزارة النقل والمواصلات فشعارها " والخيل والبغال والحمير لتركبوها "وزارة التجارة شعارها "وان تصموا خيرا لكم لو كنتم تعلمون "ووزارة الدفاع ترفع شعار " فاذهب انت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون "ووزارة الداخلية ترفع شعار "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه" ووزارة الثقافة والاعلام" ترفع شعار اذا كان كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب "ووزارة الطاقة والكهرباء ترفع شعار" وجعلنا الشمس ضياءا والقمر نورا" وهذا" التقشف" يذكرني بقصة صاحبنا جحا حيث يحكى عندما كان جحا قاضيآ جاء اليه رجلان فقال احدهما انا يا سيادة القاضي كنت أمشي في طريقي أحمل رغيفاً من الخبز فمررت بدكان هذا الرجل وكان يشوي لحماً فاستوقفتني رائحة الشواء فأخذت أقتطع من الرغيف وأمرره في الرائحة وآكله حتى اذا أردت الانصراف أمسكني صاحب الدكان وطالبني بثمن الرائحة أهذا عدل يا سيدي، قال جحا لصاحب الدكان الجزاء من جنس العمل كم تريد ثمناً للرائحة؟ قال خمسة دراهم يا سيدي التفت جحا الى صاحب الرغيف وقال أخرج خمسة دراهم وألقها على الارض،فعل الرجل ذلك فرمى بدراهمه واحدا بعد الاخر فأصدرت جميعها رنيناً فقال جحا أسمعت ذلك الرنين يا صاحب الشواء قال بلى ياسيدي قد سمعته فقال جحا ذلك الرنين ثمن تلك الرائحة، لقد أكل بأنفه وها أنت قد أخذت أجرك بأذنك.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة