في حديث فيه تقريع وزم وذكر لسلبات وحائق واقعية حيث ينسب القول الي المندوب الأمريكي الأسبق "سكوت غريشن" حيث يزعمون انه قد قال وهو يتحدث عن السودان! أنتم جميعكم تعيشون في الماضي السحيق وتعتنقون السحر، وبناء مجتمعكم تقوم على القبيلة والعشيرة والطائفة الدينية أو الصوفية يكاد أن يكون كل شيئ عندكم إما بالٍ أو مغشوش وكلما زاد متعلموكم عدداً، كلما ارتفع مستوى الجهل عندكم لأن مهمة المتعلم عندكم هي إضفاء المزيد من الزيف على الواقع بما يخدم سلطة التخلف والقهر القائمة في بلدكم فالمتعلم منكم يكذب على شعبه وأكثر ما أدهشني في بلادكم هو مقدرتكم الفائقة على الكذب أنتم لا تستطيعون العيش بلا كذب بالكذب تحققون أحلامكم وبالكذب تفعلون كل شيئ لدرجة يكون عندها الصدق مذموماً، الصادقون منكم يموتون على قارعة الطريق من جراء الاهمال والافقار والنفي والعذاب الصدق عندكم جريمة! كلما كنت كاذباً أشِر، كلما استطعت أن تكون تاجراً ثرياً أو نجاراً بارعاً أو مزارعاً ماهراً أو مديرا أو إمام مسجد أو قس في كنيسة أو خطيباً مفوهاً ومحبوباً الكذب.. الكذب.. الكذب.. و المزيد من الكذب!.. الدولة عندكم لا تكتفي باستخدام الكذب فقط في تزييف وعي مواطنيها، بل انها تذهب لأبعد من ذلك فتطالبهم بالكذب عليها، إن الحقيقة الوحيدة الثابتة في سودانكم اليوم هي نهر النيل لدرجة تشعرني بالرأفة لحاله وأخشى أن يغير مجراه يوماً ! لاادري من صحة هذا القول المنسوب للامريكي قريشن ولكن وردت حقائق ملموسة ومعاشة ومحسوسة في هذا القول، لقد تدني مستوي الصدق والامانة واصبح الغش متفشي في مختلف مجالات الحياة وبدرجات متفواته ابتداء من سوق الخضروات والفاكهة مرورا بالعقارات والسيارات والطب والتعليم والصيدلة ربما تطلب من الصيدلي دواء يعطيك الاغلي دون ان يشير لك بوجود بدائل بسعر ارخص وبنفس الجودة انه انعدام الضمير وعدم الانسانية والطمع والجشع واصبح الغش والكذب هو معيار النجاج لكثير من التجار والصناع والمهنيين وهذا بالطبع لاينفي وجود كثير من الشرفاء والامناء والصادقين ولكن كثرة الفساد تطغي علي الخير وينسدل الظلام علي النور ولكن حتما سوف ينجلي الظلام ويسود الصدق والعدل والامانة والشفافية من خلال التربية وفرض هيمنة الدولة بانزال العقوبة الرادعة علي الكذابين والغشاشين. اليس هذا التقريع الشديد يستحق وقفة بمنتهي الشفافية دون اي تعالي او استكبار اليس من الواجب الوقوف علي الحقيقة الكاملة دون حياء او خجل او نكران حتي يتم اصلاح الفساد الاخلاقي وتصحيح المسار والاعتراف بهذه النقائص المعاشة حقا وواقعا في المجتمع، لن يحصل التغيير للافضل قبل تشخيص المعضلة والاعتراف بها ومن ثم العمل علي استأصلها بالتغيير الحقيقي وليس بالخطب والشعارات الرنانة يقول الله عز وجل (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) "11- الرعد"
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة