هنالك مواقف واحداث غريبة تحصل في هذه الحياة تصيب الانسان بالحيرة والدهشة ويجتهد بعد الناس في تفسيرها خصوصا الاحداث الغيبية لان الغيب لايعلمه الا الله عز وجل ويشير البعض الي استراق الجن لبعض الاخبار وينقلها مع اضافة المذيد من الكذب اليها وهنالك مواقف واحداث غريبة تحدث في شكل حلم او رؤية كما حدث مع قصة بطلنا في هذه القصة الغريبة والعجيبة حيث، تعود بنا احداث هذه القصة الي العام 1883 حيث كان يعمل إدوارد سامسون صحفيًا ، بمجلة البوسطن جلوب في أمريكا ، وكان إدوارد من أشهر الأقلام في تلك الصحيفة ، وعدد قرائه كان يتجاوز الآلاف بفضل كتاباته ، وفي أحد الأيام جلس إدوارد يفكر كثيرًا في فكرة متميزة لإحدى مقالاته بالصحيفة ، وأثناء تفكيره وقع إدوارد في نوم عميق ودخل في حالة "حلم" لقد شعر سامسون وكأنه يطير بجسده في الهواء ، ويرى أشياء كثر تحدث أسفل منه ، وكأنه إحدى الكاميرات التي تنقل لنا وقائع حدث ما ، فقد رأى نفسه أعلى جزيرة في المحيط الهندي ، وهذه الجزيرة تذخر بالكثير من السكان، وفجأة لمح سامسون بركانًا ضخمًا ، ينفث حممه ولهيبه بشكل غير مستقر ، وفجأة انقلب الحال رأسًا على عقب وشاهد سامسون السكان ، ينظرون إلى الحمم الملتهبة التي تتساقط من فوهة البركان ، وتتجه بقسوة وسرعة نحوهم ، لتحيل الحياة على سطح الجزيرة تلك إلى جحيم ، وبالطبع امتدت آثار الانفجار إلى المرفأ لتشتعل السفن الراسية على شاطئ الجزيرة ، ومن استطاعت منها الهرب لحقت بها الأمواج المتلاطمة بشدة والنيران المشتعلة ، جراء الانفجار البركاني الذي حدث انتهي "الحلم" نهض سامسون من سباته العميق هذا ، متعرق بشدة ويلهث وكأنه كان يخوض أحد سباقات المارثون ، وهو يتذكر كل ما حدث تفصيلاً ومازال يسمع بأذنيه ، أصوات السكان وهم يركضون خوفًا وفزعًا ، ويشعر بلهيب الحمم البركانية تلفح وجهه، قام سامسون بكتابة تفاصيل حلمه على ورقة لديه بالمكتب ، وعلقها بعنوان هام جدًا علّه يعود إليها ، في أحد الأيام ويكتب من خلالها قصة خيالية ما ، وأطلق على الجزيرة اسم (برالاب) ، وعلق الورقة فوق مكتبه وانصرف مسرعًا، حضر مدير التحرير إلى الصحيفة ، عقب انصراف سامسون ووجد الورقة معلقة ، فقرأ ما فيها من أحداث ، وظن أنه سبق صحفي للجريدة ، جاء به سامسون فقام على الفور بالذهاب إلى المطبعة ، لينال السبق الصحفي ، وسرعان ما انتشر الخبر وتداوله الجميع ، في حين بدأت الصحف المنافسة لهم ، بالتساؤل عن تلك الجزيرة غريبة الاسم ، وكيف علم الصحفي الذي كتب الخبر بما حدث ، وغيرها من التساؤلات، عاد سامسون عقب عدة أيام انشغل فيها بأمور حياته ، ليجد ما حدث فذهب إلى رئيس التحرير وأوضح الأمر برفقة مدير التحرير ، وتم فصله من العمل وعقد مؤتمرًا للصحيفة ، اعتذر فيه مدير التحرير للقراء والصحف المنافسة ، وأوضح ما حدث من لبس في الأمر ، وانتهى الموضوع ولم ينتهي الامر عند هذا فحسب فلم لم يمر أسبوعان على ما حدث ، حتى وصلت إلى الشواطئ سفينة شبه مدمرة ، وطاقمها في حالة من الرعب ، وبدؤا يروون قصة جزيرتهم التي اشتعلت فيها النيران ، إثر انفجار بركان ، ألقى بحممه الملتهبة على الجزيرة ، لتشتعل فيها النيران وتختفي تمامًا!! نعم الحلم تحول إلى حقيقة ، واختفى جزء كبير من جزيرة "كراكاتوا" التي تقع بإندونيسيا ، وهي جزيرة بركانية ، تدمرت فجأة إثر انفجار بركاني حدث عام 1883م ، وتسبب عقب الانفجار في حدوث موجات متصاعدة من التسونامي بعد ذلك ، وتسبب هذا الانفجار في وفاة أكثر من 35 ألف شخص ، وجرح عشرات الآلاف من سكان الجزيرة ، حيث اختفى أكثر من ثلثي الجزيرة جرّاء هذا الانفجار، بمجرد أن علمت الصحف بأمر الجزيرة ، حتى بادر مدير تحرير صحيفة البوسطن جلوب ، "بالتبجح" وذكر أنهم كانوا أول من تنبأ بحدوث تلك الكارثة ، وتم إعادة سامسون إلى عمله ، وترقيته في الوظيفة! وبالبحث عن اسم الجزيرة الذي ذكره سامسون في مقالته ، عثر البعض على خرائط قديمة للغاية ، كانت تظهر فيها جزيرة "كراكاتوا" باسم "برالاب" ، الذي ذكره سامسون وكان هذا هو الاسم الذي أطلقه عليها السكان الأصليون للجزيرة ، لذلك لم يعرفه أحد في العصر الحديث، وانا اتذكر تفاصيل قصة الصحفي سامبسون العجيبة لا ادري لماذا حضرت في ذاكرتي المقولة التي تقول (عندما تشعر أنك تسجن نفسك في مكان سيء ، وتظلم ذاتك مع كل شيء لا يستحقها ، لا تفتش عن بابٍ للخروج ، فقط اهرب من أي طريقٍ تجده) ، وحقا حين يكتب الله لزهرة أن تُزهر في مكان ما حتى لو كان لا يُشبهها ، ستزهر وهكذا في كل أمور حياتنا فالله فعّالٌ لما يريد.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة