لقد خط لنا التاريخ في طيالته ومسيرته الطويلة الممتدة منز عهد سيدنا نوح عليه السلام حتى يومنا هذا ان نمط تفكير الطغاة يشبه بعضة البعض ويكاد يكون نسخة واحدة حيث يجمع تفكيرهم ذلك الصلف والتجبر وتعطشهم للدماء وجوعهم للسلطة والهيمنة والمجد الزائف حتي لو كان هذا المجد والسلطان علي جماجم الفقراء والضعفاء من شعوبهم المنهكة سار علي هذا النهج الطاغية فرعون في مصر الذي قال لشعبه - كما قص علينا الله عز وجل في القرآن الكريم: (لا أُرِيكُم إلّا ما أرَى) وايضا سار علي نفس الدرب لويس الرابع عشر الذي حكم فرنسا 54 عاماً وهو صاحب المقولة الشهيرة: "الدولة أنا وأنا الدولة)!وفي العصور الحديثة يبدو لنا بموضوح نموذج هتلر وستالين وموسوليني وشاوشيسكو وفرانكو وشاه إيران وعيدي أمين وآخرين كثر في طابور الطغاة والظالمين صورةً قاتمة مظلمة مكفهرة بائنة الوضوح للمستبد الذي يلغي عقول العلماء والساسة القريبين منه في السلطة لتكون كلمته هي الفيصل منذ ان خرج المحتل من السودان وتم اعلان ذلك الاستقلال المزيف الكاذب حيث ترك المحتل خلفه عملاء مخلصين من الاحزاب العقيمة البائسة الخربة وترك خلاياه في اوساط الجيش وغيره من الموسسات والدوايين الهامة لقد أمضى الشعب السوداني ستة وستون عاماً منذ تم رفع علم الإستقلال الكذوب حيث كان حظ عسكر السودان من هذه السنوات العجاف في الحكم حوالي اثنين وخمسون عاماً هذا اذا لم نحتسب الفترات الإنتقالية الثلاث والتي كان رأس السلطة فيها دائماً من نصيب الجيش إنّ عسكر السودان حالة استثنائية في أفريقيا ومحيطنا العربي كأن هذا الجيش الذي صنعه المحتل تركه خلفه ليكون احد مخلبي القط المخلب الاول هو الاحزاب والمخلب الثاني هو هذا الجيش كيف لجيشٍ يصرف مخصصاته وأسلحته وتدريب كوادره داخل وخارج البلاد على مدى ستة وستون عاماً (عمر الدولة المستقلة) من عرق دافعي الضرائب والفقراء والمعوذين دون أن يطلق رصاصة على عدو أجنبي، بينما تدور حروبه منذ العام 1955م حتى اليوم داخل وطنه، باذلاً جهوده الحربية كلها لتوجيه الرصاص إلى صدور أبناء شعبه العزل ؟ هل نتحدث كمثال عن ما يسمونه حرب الجنوب التي انتهت بفصله؟ أو حروب الإبادة في دار فور وجبال النوبة و النيل الأزرق؟ جيش يمضي بعض ضباطه جلّ تفكيرهم في التخطيط لإنقلابات لا تحصى بعضها نجح وبعضها فشل وبعضها تم التكتم عليه في مهده وفي عتمة الظلام قيل اذاعة البيان الاول كيف للجيش ان يظل تفكير بعض ضباطه من أجل استلام زمام السلطة؟ إنّ جيشاً هذا ديدنه لا يعقل أن يكون قد درس علوماً عسكرية يكون أساسها التربية الوطنية والتشبع بحب الوطن والذود عن أرضه وشعبه!، لا غرابة إذن أن تفقد العسكرية السودانية هيبتها اليوم وأن تكون مزيجاً من مليشيا مؤدلجةـ توازيها مليشيا تطمح أن تحل محل جيش البلاد والأدهى والأمر أنّ مجلس حفظ النظام السابق الذي حاول ويحاول جاهداً إختاطف الثورة باسم القوات المسلحة منذ انتصار الثورة الشعبية في إسقاط البشير وزمرته في 2019م هذا المجلس تستميت عصبته للبقاء على سدة الحكم ولو تطلب ذلك إستخدام جميع وسائل القنص والإعتقالات وتوجيه الرصاص الحي إلى صدور شعبه الاعزل عاري الصدور لقد فقد الجيش هيبته بان رضي يبعث بمرتزقة ليقاتلوا بجانب دولة اخري في مشكلة تخصها اهانوا كرامة السودانيين بارسالهم مرتزقة للحرب هناك الي متي نظل في هذه المتاهة وهذه الدوامة وهذه المحرقة التي مزقت الوطن وقسمته واضعفته وزادته وهنا وضعفا وفقرا علي ضعفه وفقره لق ظلت المؤسسة العسكرية توجها اسلحتها منز عقود لتقتل المواطنيين باسلحتها وبنادقها ودباباتها وطائراتها وتساندها في داخل المدن قوات الامن التي ينتهك بعض منسوبيها الحرمات وتهين وتقتل وتعتقل كل من يعارض وينتفض ضد الظلم والفساد والفقر والجوع والمسغبة انه نفس الطريق المظلم الحالك الذي سار فيه فرعون مصر الذي قال انا ربكم الاعلى واختم مقالي بابيات الشاعر الفيتوري في رائعته "وسِّدْ رأسك" - وقد نظمها لدى عودته لوطنه السودان، بعد انتفاضة أبريل في العام 1985 حيث يسخر الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري كعهده من الطغاة يقول قد مرَّ طاغيةً من هُنا ذاتَ ليلْ أتى فوق دبّابةٍ وتسلّقَ مجداً.. وحاصر شعباً ! غاصَ في جسْمِهِ .. ثُمّ هامَ بعيداً ، ونصّب من نفسه ، للفجيعةِ ربّاً !
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن محمد فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست