كل تطور يحدث في الشأن السياسي بين اليهود والدول العربية "والاسلامية" يطفوا علي السطح الحديث عن الماسونية ودورها في التطبيع مع هذه الدولة او تلك اذا ماهي ما هي الماسونية ؟الماسونية هي من المنظمات السرية الغامضة، ولا يعرف عنها الكثير لأنها محكمة التنظيم، ولا يتخلّى عنها أفرادها بسهولة، وقد يتم تصفيتهم إنْ فعلوا ذلك او حاولوا ان يتخلوا عنها، انها منظمة تتستر بشعارات برّاقة زاهية وتجذب إليها أفراداً "محددين" للعمل، ضمن مخططها الرامي إلى السيطرة على العالم من خلال مفاصل مهمة ومن اهمها (الاقتصاد والاعلام) وتنشر الإلحاد والإباحية والفساد، وغالبا يتم صياغة شعاراتها حتى تناسب المكان والجمهور المستهدف، ومن شعاراتهم البارزة هي (حرية، إخاء، مساواة، إنسانية) وايضا تعمل هذه المنظمة في السعي لكي يصل أفردها الي أرقى المناصب في مختلف دول العالم، ومن خلال البحث والقراءة عن الماسونية لقد وجد انه اختلف الباحثون عن تحديد تاريخ بداية الحركة الماسونية كغيرها من الفرق الخفية، ووجد من أشهر الأقوال أنها ظهرت بعد بناء هيكل سليمان إثر الحروب الصليبية في بداية القرن الأول الميلادي، وهو أرجحها عندي لماذا؟ لانه كان اليهود وقتها يبشرون بظهور نبي جديد يعيد لهم الملك والقوة والمنعة، وبالتالي كانوا يخططون للقضاء على "النصرانية" التي أخذت تنتشر بقوة في اوساط الناس حينها بدأ التفكير في إقامة الماسونية وذلك في عهد الملك اليهودي "هيرودس الثاني" (37- 44 م) ، فقد رأى "هيرودس" أنَّ المسيحية التي جاء بها المسيح عليه السلام هي المعول الهدّام ضد إقامة (مملكة اليهود العالمية) ، كان للملك" هيرودس" مستشارين هما أحيرام أبيود" و" مؤاب لافي"، فأشار عليه" أحيرام" بتأسيس جمعية خفية تسمى (القوة الخفية) ، مهمتها قتل المسيحيين والحد من انتشارهم بكل الوسائل، وتداولوا الأسماء التي يمكن أن تشاطرهم فتم الاتفاق على ستة أشخاص، وفي نهاية الجلسة وقّع المؤسسون محضر هذه الجلسة والجلسة التي قبلها واحتفظ كل عضو بصورة من الجلستين، وهنا السؤال يطرح نفسه ماهو معنى الماسونية؟؟ وفي محاولة للاجابة علي هذا السؤال نجد انه أثناء تجديد بناء الهيكل في القدس في زمن نبي الله سليمان عليه السلام، كانت المجموعات التي تقوم بعملية البناء منظمة ومقسّمة بنظام منضبط ومرتب يشبه التنظيم العسكري، اطلقوا عليهم اسم "الماسون" أي "البنائين" ومن هنا سميت (الماسونية أو البناؤون الأحرار) نسبة لهؤلاء، ومن بعدها تطورت هذه المنظمة السرية واتخذت لها رموز واصبحت فيما بعد تعرف لدي الناس برموز الماسونية، وبالطبع هناك رموز كثيرة للماسونية، وغالباً ما يكون لهذه الرموز معناً ظاهر وآخر باطن لا يعلمه إلا كبار الماسونيين انفسهم ، ومن هذه الرموز النجمة السداسية تتكوّن من تقابل الزاوية والبرجل (الفرجار) ، ووضع أحدهما على الآخر لترمز إلى عملية البناء، وهي في الحقيقة ترمز الي نجمة داود السيف المسلول وهو مسلول للدفاع عن منتسبها ما دام ماسونياً حقيقياً، وهي للعقاب إذا خالف الماسوني وافشي اسرار هذه المنظمة وهناك الملعقة والميزان والشاقوف والنجوم والشمس والقمر، والقصد من الرموز الفلكية هو الإيحاء بأن الماسونية قديمة بقدم هذه الأفلاك بزعمهم، وغيرها الكثير من الرموز والطلاسم. ربما يتبادر للبعض كيف يمكن الانضمام الى الماسونية، الماسونيون هم الذين يختارون من ينضم إليهم ويعرّضونه لعدّة اختبارات ويطلب منه أداء طقوس متعددة قبل الانتقال أو الترقي من درجة إلى أخرى حيث تتصف هذه الطقوس بالتعقيد وبالدموية أحياناً وتحاط بسرّية كبيرة جداً، حيث يُقاد العضو الجديد إلى الرئيس وهو معصوب العينين، وما أن يؤدي يمين حفظ السرّ ويفتح عينيه حتى يفاجئ بسيوف مسلولة حول عنقه في غرفة شبه مظلمة، فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب، وكل ذلك لبثّ الرعب والرهبة والخوف في نفسه ويسهل السيطرة عليه، وايضا للماسونية رتب او درجات وطبقات وهذه الطبقات تتضمن ثلاث وثلاثون درجة، والطبقات هي العمي الصغار يقصد بهم المبتدئون من الماسونيين الماسونية الملكية وهذه لا ينالها إلا (من تنكّر لدينه ووطنه وأمّته وقيمه وتجرّد لليهودية) ، ومنها يقع الترشح للدرجة الثالثة والثلاثين، الماسونية الكونيةوهي قمّة الطبقات وكل أفرادها يهود وهم آحاد، وهم فوق الأباطرة والملوك والرؤساء، وكل زعماء الصهيونية هم ضمن الماسونية الكونية، وهم الذين يخططون لتسخير كل العالم لصالح اليهود ومن خلال الزيارة العلنية للوفد اليهوي للخرطوم برئاسة وزير خارجية الكيان اليهودي خلال الايام القليلة الماضية حيث بدات الاخبار تتناقل هذا الخبر وايضا رأينا تباين في وجهات النظر المختلفة البعض يري ان التطبيع مع اليهود مخالف للاسلام والبعض يؤيد التطبيع من اجل مكاسب سياسية وارساء لقواعد السلام والامن وبالطبع يوجد، فرق كبير بين التطبيع والصلح والمعاملة بالحسنى اننا بين ثلاثة مصطلحات وسوف تجدون خلطا وتدليسًا من البعض في هذه الأيام حول هذه المصطلحات الثلاث اذا رجعنا الي موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مواقفه السياسية مع المحاربين نجد ان الصلح بين النبي وبين قريش "المحاربة" لم يكن بينه وبين محتل، ولو احتلت قريش المدينة ما كان صلح ولا هدنة واذا اخذنا جانب المعاملة بالحسنى فنجده جائزة مع كل مسالم بالنص القراني (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ومحرمة مع المحارب والمعاون له بالنص القرآني (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) اذا فالهدنة والصلح والمعاملة بالحسنى لا تجوز مع "حربي" محتل مغتصب للارض لأنها اعتراف واقرار لما احتله من ارض وإسقاط للحق وإذلال "للمسلمين"والمفترض في هذه الحالة ان يتخذ موقف حاسم مع المحتل والمحارب وهو ما فرضه الله في قوله تعالى (واخرجوهم من حيث أخرجوكم) التطبيع هو اعتراف بحق المحتل في الأرض وبحقه في قتل وتشريد أهلها وبحقه في ذبح و قتال "الفلسطينين" وقتلهم وتشريدهم ومصادرة املاكهم واهدار دمائهم وحقوقهم والتنكيل بهم في السجون وحصارهم وتجويعهم وارهابهم، التطبيع ايها الحكام هو دعمهم السياسي والإقتصادي وتقوية مواقفهم وشوكتهم والوقوف في صفهم ضد إخواننا لذلك فهو خيانة للاسلام الذي تنتسبون له وخيانة للأمة وحقها في ارضها ومقدساتها ويعتبر هذا تعاون على الاثم والعدوان مع أهل العدوان ومظاهرة لمن حرم الله مظاهرتهم والوقوف مع الظالم المعتدي المحارب ضد المظلوم المعتدى عليه ولو وضعوا اليهود في خيار محاربة يهود مثلهم لرفضوا ولم يفكروا مجرد تفكير في محاربة اخوانهم من اليهود، فكيف بكم انكم قوم لا تعقلون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة