الغباء المُطلق والفخ الذى أُستُدرج إليه الرئيس العراقى الراحل صدام حسين والخطأ البالغ الفداحه الذى إرتكبه بغزوه للكويت فى الثانى من أب أغسطس سنة 1990 م هو الخطأ القاتل الذى أخل بتوازن الكره الأرضيه وقلبها رأساً عقب وهذا الغزو الأحمق لدوله عربيه مسلمه شقيقه معطاءه وجاره باره بجيرانها هو الذى غير وجه العالم وليست أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 م . جريمة ( منهاتن ) صناعة أمريكيه من ساسها لراسها تبلورت فى أذهان إدارة حكومة جورج بوش الإبن المجرمه إستلهمتها من جراء تداعيات الغزو العراقى الغاشم للكويت ونسجت خيوطها على ضوء النتائج الوخيمه تلك التى أفرزها العدوان العراقى الأرعن . ولما كنا كلانا يعرف الشرك الذى أوقعت فيه الولايات المتحده الأمريكيه الرئيس العراقى صدام وأعتطه الضوء الأخضر للقيام بجريمته تلك لم يطرأ فى أذهاننا على الإطلاق وطوال كل تلك السنوات التى أعقبت الغزو إن الروس أيضاً قد إستدرجوا العراق للوحل الكويتى إلا عندما صرح فى الإسبوع الماضى مسؤول روسى رفيع بذلك فى معرض تفنيده لتدخل بلاده سوريا وإرتكاب مجازر رهيبه فى حق الشعب السورى . ما يدهش فى هذا الإعتراف الخطير للمسؤول الروسى هو إن صدام حسين كان أحد حلفاءهم الأقرب فى الشرق الاوسط وكان يُعد بمثابة حليف إستراتيجى للإتحاد السوفيتى فلماذا وقعت هذه الخيانه لحليف مطيع وحلوب والكرملين يدرك جيداً النوايا الأمريكيه الشريره الكامنه من وراء إستدرج العراق لغزو الكويت ؟ الروس ذهبوا لأبعد من ذلك ، فعندما إرتدت تبعات ذلك الغزو على العراق وبالاً وإلتقطت الولايات المتحده الأمريكيه القفاز وتسيدت الحلبه وقلبت للعراق ظهر المجن وفى أوج الحرب البائسه التى إنتقلت للعمق العراقى وفى محاوله يائسه للرئيس العراقى صدام حسين الذى هدد بإستخدام السلاح الكيماوى الذى كان بحوزته وقصف به فى السابق مدينة حلبجه رفض العسكريين الروس والخبراء العاملين فى العراق إعطاءه مفاتيح الشيفره التى كانت بحوزتهم حصرياً . حسناً ، ونحن فى معرض تحليلنا للنتائج الكارثيه الى حاقت بالوطن العربى وفرقته أيدى سبأ تلك الناجمه عن المغامره العراقيه الفاشله بغزوها للكويت دعونا نتساءل عن لماذا الكويت بالذات ؟ ولماذا كانت الإشاره خضراء لصدام حسين كى يغزو الكويت من القوتين العظمتين فى العالم ؟ ...... لماذا ؟ السبب أخى العزيز القارئ ليس لأن الأطماع العراقيه فى ضم الكويت للعراق بإعتباره ( كاظمه ) أو الولايه العراقيه رقم ( 19 ) الكويت دوله مستقله ذات سياده ولم تكن أبداً واحده من محافظات العراق كما يدعى الرئيس العراقى الأسبق عبدالكريم ولاحقاً صدام حسين ، السبب الرئيس فى تحرق الولايات المتحده الأمريكيه للدفع بصدام حسين الى تلك ( الحفره ) هو خلط أوراق المنطقه الأغنى بترولياً فى العالم وإحتلالها لاحقاً تحت زعم تحريرها وحمايتها وكسر هيبة دولة الكويت القويه ـ الكويت ظلت ومنذ تأسيسها البوابه الأعظم والدرع الحامى القوى والسد المنيع الذى يقف بصلابه مشهوده ضد الأطماع الإمبرياليه التى تستهدف المنطقه والأمتين العربيه والإسلاميه .... ظلت الولايات المتحده الأمريكيه وعلى مدى قرن وحاولت بشتى السبل أن تجد لنفسها موقعاً فى البحار الدافئه وفى الخليج العربى بالذات بيد أنها كانت دائماً ما تصطدم بالموقف الكويتى الرسمى والشعبى الرافض لتطلعاتها الإستعماريه تلك .... للكويت تاريخ مشرف فى خدمة كل قضايا العرب والمسلمين ، ما قدمته الكويت لكل العرب قاطبه بلا إستثناء لم تقدم ربعه العراق ولا أى دوله خليجيه متنطعه ! الكويت لم تبخل لا بمال ولا بمواقف الرجال على أشقاءها المسلمين والعرب ، مكاتب منظمات العون الإنسانى ومراكز الإغاثه الإسلاميه الكويتيه منتشره فى معظم بقاع الكره الأرضيه . الدوله العربيه الخليجيه الصغيره للغايه والتى تبلغ مساحتها 17 ’ 818 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالى الأربعه ملايين نسمه يتجاوز صيتها الدولى ومكانتها العالميه التى إحتلتها بمواقفها القويه والشجاعه ويفوق وزنها القارى والعالمى وزن 99 % من وزن الدول العربيه قاطبه من المحيط والى الخليج ... وزن الكويت مساحةً وبشراً يُحسب بالكيف وليس بالكم . ثمة دول عربيه تبلغ مساحاتها عشرات أضعاف مساحة الكويت وتنوء بثِقل سكانى يساوى 45 مره ضعف سكان الكويت و ( قاعده ساكت ) عاله على العالم وعلى البشريه ، ( دول الرز !! ) ...... الكويت غنيه بمواردها البشريه قبل أن تكون غنيه بمواردها النفطيه ـ الإنسان الكويتى يتفوق بجداره على كافة المستويات والبون بينه شاسع مع رصفاءه العرب . الفرد الكويتى الواحد يعادل ألف عربى من عرب دول الرجرجه والدهماء ... وظفت الكويت الشقيقه كافة مواردها البشريه والماديه لخدمة كافة قضاي الامه العربيه والإسلاميه ... قبل ظهور النفط فى بعض الدول الخليجيه التى تتفشخر الأن بعمل أكبر تورته فى العالم لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسيه ( شوف ليك ببله وقلة أدب !! ) كانت عوائد النفط الكويتى تؤسس لبنى تحتيه راسخه وقائمه حتى فى دول الخليج ، حيثما وليت وجهك فى واحده من الدول العربيه تقع عيناك على لافته كبيره لمبنى ضخم وجميل إسمه ( المستشفى الكويتى ) ... الكويت دوله عظمى فى محيطها العربى والإسلامى والأسيوى جرى تحجيمها بالتواطؤ القذر من دول الإستكبار والإمبرياليه وتمت تلك العمليه المؤسفه والكارثيه بمشرط صدئ وبمخالب عراقيه قذره وبراثن عربيه أثمه تواطأت أيضاً .... منذ العام 1990 م جرى تقليم أضافر الكويت التى أدمت عنق الإمبرياليه والصهيونيه وتم عزلها قسراً عن محيطها العربى والإسلامى ، وفى سعيها المحموم ورغبتها المجنونه فى السيطره على العالم من أغنى مناطق النفط ولتجد لها ذريعه للتدخل أشعلت الولايات المتحده الأمريكيه حرب العراق وإيران ( إيران قيت ) ولما تأكد لها إستعار الحرب فى المنطقه رمت بورقتها التى كانت تخالها رابحه وهى عرض الحمايه برفع العلم الأمريكى على حاملات النفط الخليجيه وأدت الكويت أحلام الشيطان الأكبر فى مهدها ورفضت فإنقادت من خلفها بقية دول الخليج التى كانت على وشك الإنبطاح . وعوده على بعد ، من إنبطح بطريقه مقززه حطت من شأن المسلمين والعرب ومرغت سمعة الأمه فى التراب هى عراق صدام حسين وعندما نعود لنستعرض معاً لاحقاً التفاصيل المؤلمه والخادشه للحياء العربى والإسلامى تلك التى روتها السيده ( سوزران لينداور ) والتى عملت كضابط إتصال سابق لدى وكالة الإستخبارات المركزيه الأمريكيه ( CIA ) فى العراق بعد حرب تحرير الكويت فى مؤلفها الصادم الموسوم بـ ( تحيز متطرف ـ القصه المرعبه لقانون الباتريوت والتكتيم عن أحداث الحادى عشر من سبتمبر والعراق ) ...... عندما نستعرض معاً جزء من فصول هذا المؤلف التوثيقى الصادم لحظتها ستدرك تماماً إن الرئيس العراقى الراحل ليس بطلاً !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة