شارك ممثلو الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال في أوربا وضيف من كاودا بجبال النُّوبة هو منتصر ورن في ورشة العمل التي نظَّمتها منظمة نداء جنيف في الفترة ما بين 27 – 28 أيلول (سبتمبر) 2016م في سويسرا. إذ أنَّ نداء جنيف هي منظَّمة غير حكوميَّة محايدة وغير متحيِّزة تختص بتعزيز احترام الجهات الفاعلة المسلَّحة غير الحكوميَّة بالمعايير الإنسانيَّة الدوليَّة. هذ الكيانات المسلَّحة تخوض صراعات تنبع أساساً من أهداف سياسيَّة وتعمل خارج سيطرة الدولة. على وجه الخصوص، تركِّز المنظَّمة على حماية المدنيين في هذه النِّزعات المسلحة وحالات العنف الأخرى. ونداء جنيف هي إحدى المنظمات الرائدة في العالم في مجال العمل الإنساني المستدام مع الجهات الفاعلة المسلَّحة غير الحكوميَّة. وقد حظي نهجها الفريد من نوعه، والذي يركِّز على صكوك الالتزام بقضايا محدَّدة، باعتراف الأمين العام للأمم المتَّحدة به باعتباره نموذجاً ناجحاً، وذلك في تقاريره عن حماية المدنيين في الصِّراعات المسلَّحة. ففي الجلسة الافتتاحيَّة في اليوم الأول من الورشة قدَّم فريد ميلان مدير برنامج القرن الإفريقي تعريفاً عن صلاحيات وعمل وآليات صكوك منظمة نداء جنيف، وتقرير القمة الإنسانيَّة الدوليَّة، والوقوف عند توقيع الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال لصك حماية الأطفال في النِّزاعات المسلَّحة. كذلك تناولت الورشة بالنقاش المستفيض في الجلسة الأولى من اليوم الأول مفاهيم القانون الإنساني الدولي، وهو فرع من القانون الدولي الذي ينظِّم إدارة الحروب. ويسعى هذا القانون للحد من آثار النِّزاعات المسلَّحة من خلال حماية الأشخاص الذين لا يشاركون، أو لم يعودوا يشاركون، في الأعمال العدائيَّة، وتقييد وسائل وأساليب الحرب. ويتمثَّل القانون الإنساني الدولي في اتفاقيات جنيف وغيرها من المعاهدات الدوليَّة ذات الصلة. وفي الجلسة الأولى من اليوم الأول من الورشة قدَّم فريد ميلان ورقة عن صكوك الالتزام، وهي الآليات التي ابتكرتها منظمة نداء جنيف، والتي تسمح للجهات الفاعلة المسلَّحة غير الحكوميَّة بالتعهُّد علناً باحترام المعايير الدوليَّة. كذلك شرح فريد للمشاركين نشاطات المنظَّمة. أما في الجلسة الثانية فقد قدَّمت ماري ليكوين، وهي مديرة برنامج البحيرات العظمى بالمنظَّمة، ورقة عن العنف الجنسي والتمييز على أساس الجنس، حيث خاطبت المشاركين عن المفاهيم الأساسيَّة التي تتناول قضيَّة العنف الجنسي والتمييز على أساس الجنس، وأشكال العنف والتمييز في النِّزاعات المسلَّحة، والمطلوب من الكيانات الفاعلة المسلَّحة غير الحكوميَّة في سبيل منع وحظر العنف الجنسي، وتشجيع معاقبة مرتكبيه، وتقديم المساعدة للضحايا. أما الجلسة الأخيرة من اليوم الأول، والتي تحدَّثت فيها كارولين نيميه المستشارة السياسيَّة في الوحدة القانونيَّة بالمنظمة، فقد خُصِّصت للحديث عن حماية الأطفال في النِّزاعات المسلحة، وذلك للحد من آثار النِّزاعات المسلَّحة على الأطفال من خلال تعزيز احترام حقوق الطفل، ولا سيما حظر تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائيَّة. إذ أنَّ الأطفال معرَّضون للأذى بشكل خاص بسبب آثار النِّزاعات المسلَّحة، حيث يمكن أن يُفصلوا عن القائمين على رعايتهم، وقد يتعرَّضون لانقطاع تعليمهم أو تعذُّر بدئه، كما يُعد الأطفال، من العديد من النواحي، أقل قدرة على الصمود أمام الصدمات البدنيَّة والنفسيَّة.
أما في الجلسة الأولى من اليوم الثاني فقد تناول فريد ميلان قضيَّة الألغام المضادة للأفراد والقوانين الدوليَّة الرئيسة التي تحكمها، والأسس الخمسة الخاصة بالعمل الإنساني تجاه الألغام. ثم ربط ميلان هذا الموضوع بصك الالتزام وفقاً لمنظمة نداء جنيف الخاص بالحظر التام للألغام المضادة للأفراد والتعاون في عمليات مكافحة الألغام. أما في الجلسة الثانية فقد قدَّم باسكال بونقارد، وهو المدير السياسي في الوحدة القانونيَّة، ورقة عن قضيَّة النُّزوح بسبب النِّزاعات المسلَّحة ومسؤوليَّة الكيانات الفاعلة المسلَّحة تجاه حماية النازحينن وكيفيَّة تعامل الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال مع مسألة النُّزوح. كذلك قدَّم باسكال بونقارد ورقة عن الإرث الثقافي ودور المجموعات المسلَّحة غير الحكوميَّة في حماية الإرث الثقافي والآثار التاريخيَّة والمعالم الدينيَّة والأثريَّة، وكيف تتعاطى الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال مع هذه القضيَّة. أما الجلسات الثلاث الأخيرة فقد تركَّزت على خطط التطبيق والالتزام بالتقارير المتعلِّقة بصكوك الالتزام الموقعة بين المنظمة والجهات الفاعلة المسلَّحة غير الحكوميَّة، وتوضيح الآلات والآليات وأهدافها، وإكمال المسودَّات الموجودة عند هذه الكيانات المسلَّحة والمسؤليات. والجدير بالذكر أنَّ الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال كانت قد وقَّعت على صك الالتزام وفقاً لمنظمة نداء. ففي 28 آب (أغسطس) 2013م وقَّع وفد الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي لتحرير السُّودان (شمال) بقيادة نائب رئيس الحركة الشعبيَّة عبد العزيز آدم الحلو والأمين العام ياسر سعيد عرمان على وثائق إنشاء الصليب الأحمر الدولي ومواثيق جنيف لحقوق الإنسان العام 1864م والعام 1949م؛ كما وقَّع الوفد مع منظَّمة نداء جنيف على وثيقة للحظر التام للألغام المضادة للإنسان. وكذلك وقَّعت الحركة الشعبيَّة على صك الالتزام حول حماية الأطفال والحد من آثار النِّزاعات المسلَّحة عليهم في حزيران (يونيو) 2015م. إذ تود الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال أن تشيد وتشكر كل الذين قاموا بتنظيم وتنسيق هذه الورشة، وبخاصة أعضاء منظمة نداء جنيف، وكذلك السخاء الذي أبدوه في تسهيل سفريات المشاركين وإقامتهم طيلة فترة الورشة.
وفي أثناء وجودهم في جنيف انتهز ممثلو الحركة الشعبيَّة في أوربا هذه السانحة شاركوا كل النشاط السودانيين الذين تظاهروا في ميدان الأمم المتَّحدة بجنيف في يوم 27 أيلول (سبتمبر) 2016م. إذ قدَّم الجسم المنسِّق للمنظَّمات الدارفوريَّة والنشطاء السُّودانيُّون في أوربا مذكرة إلى رئيس مجموعة السفراء الأفارقة المجتمعين في الجلسة الدوريَّة الرقم 33 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتَّحدة، وكذلك إلى الممثل الدائم لبعة الاتحاد الإفريقي بجنيف. إذ استنكر المتظاهرون حسبما جاء في المذكرة مساندة الاتحاد الإفريقي للنظام السُّوداني سياسيَّاً وديبلوماسيَّاً وقانونيَّاً أمام الوكالات الدوليَّة ومجلس الأمن التابع للأمم المتَّحدة، وبخاصة فيما يتعلَّق بأمر التوقيف الصادر من محكمة الجزاء الدوليَّة ضد الرئيس عمر البشير في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيَّة والإبادة في حق شعب دارفور. وكذلك أعرب المتظاهرون عن خيبة أملهم في موقف الاتحاد الإفريقي ودوره في السماح لارتكاب المجازر والتجاوزات الخطيرة في حقوق الإنسان في السُّودان، وبخاصة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان (جبال النُّوبة). وكذلك أعلن الجسم المنسِّق للتنظيمات الدارفوريَّة والنشطاء السُّودانيُّون في أوربا عن استيائهم من دعم مجموعة السفراء الأفارقة في مكتب الأمم المتحدة في جنيف لحكومة السُّودان في عدة مناسبات، وذلك في محاولة منهم لإجهاض جهود مجلس حقوق الإنسان والإجراءات الخاصة بها حتى لا يتَّخذ المجلس إجراءً مناسباً وقويَّاً لوضع حد للتجاوزات المنظَّمة والمروعة التي ترتكبها حكومة السُّودان ضد المواطنين السُّودانيين، الذين يعارضونها بأسلوب سلمي. وبما أنَّ مواقف الاتحاد الإفريقي قد أدَّت إلى تقليص دور المجتمع الدولي وعدم الاستقرار في السُّودان، طالب كاتبو المذكرة بأن يتَّخذ الاتحاد الإفريقي الخطوات الهامة المتمثلة في الآتي: (1) وقف كل أنواع المساندة السياسيَّة والديبلوماسيَّة والقانونيَّة للنظام السُّوداني أمام الوكالات الدوليَّة والإقليميَّة، وبخاصة مؤسسات حقوق الإنسان. (2) مطالبة نظام البشير بالكف عن استخدام العنف ضد المواطنين. (3) مساعدة محكمة الجزاء الدوليَّة في إحضار كل الأشخاص المتَّهمين للمثلول أمام العدالة. (4) دعم الانتقال السلمي للقيادة في السُّودان، بدءً بالمغادرة المبكِّرة لعمر البشير.
المشاركون في الورشة من ممثلي الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال في أوربا وممثل من جبال النُّوبة هم: (1) محمد صالح يس (إيطاليا)؛ (2) الشفيع بابكر (فرنسا): (3) مراد موديا (فرنسا)؛ (4) عثمان كورينا (هولندا)؛ (5) محجوب بودا (بلجيكا)؛ (6) علي جبريل (سويسرا)؛ (7) عمر مصطفى شركيان (المملكة المتحدة وجمهوريَّة أيرلندا).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة