ما زال بعض أذناب النظام من غير ( الأصليين ) و المنتمين إلى فئة ( المصلحيين الجدد ) ، يعجبهم أن يرددوا كلما تحدث الناس عن ( عورات ) الإنقاذ و المصائب التي أهدتها للبلاد والعباد ، عبارات ممجوجة المعنى تنحصر في مقامين محفوظين و ثابتين لا يتغيران أولهما السؤال التعجيزي و ( التخويفي ) الذي مفاده : ما هو البديل القادر على إدارة تعقيدات البلاد إذا ذهب هؤلاء ؟ و الثاني الإشارة إلى نعمة الأمن و الأمان التي عمت أرجاء السودان ( على حد زعمهم ) .. و لأن الزمان و الواقع و الظرف الحالي يشهد ( تبلوراً ) جديداً لحركة إحساس الجماهير بكافة قطاعاتهم بأن ثمة أمر جلل في طريقه للإنبلاج ، و أن بعضاً من إضاءات ( ثورية ) أطلت عبر مشاعل التمرد على الواقع و الإفصاح الصريح بل الهتاف للمطالبة بالحقوق المهضومة ، أقول لأولئك المرجفين أن أوان التخفي خلف ظلامات الخوف من البطش و التعذيب و التغريب و الإذلال المعنوي و المادي قد ولى ، فما عاد الناس مهمومين بذواتهم بقدر ما هم مهموين بتحقيق غدٍ أفضل لأجيال قادمة ، فالذي حدث في السودان في سنين حكم الإنقاذ هو ( إتجاه مركزي و محوري ) للتقهقر و الإضمحلال السيادي و السياسي و الإقتصادي و الفكري و الثقافي و الأخلاقي ، فضلاً عن إشاراته السلبيه على مستوى ما تم إكتسابه في الماضي من منجزات واضحة للعيان بدءاً بفقدانه نصف مساحته تقريباً و نصف شعبه و نصفاً آخر من تنوعه الثقافي و الإثني ، و نهايةً بما آل إليه أمر الحصول على لقمة العيش الشريفة دون عناء و هوان ، و التمتع بحق التعليم المجاني ( المُجدي ) و العلاج المدعوم و الحصول على الدواء بأسعار مناسبة ، أقول مرةً أخرى للمرجفين من المنتمين إلى حزب ( المصلحة الذاتية ) .. أنكم لن تخدعوا الناس ( بتقزيم ) حالة الأمن القومي في حدود العاصمة الخرطوم و المدن الولائية الكبرى ، و الجميع على علم اليقين أن التحدي الحقيقي لإثبات حالة إستتاب الأمن في السودان لا يمكن قياسها و الإعتداد بها خارج حدود أقاليم دارفور الملتهبة و النيل الأزرق و تخوم الحدود السودانية الإثيوبية بالفشقة و الحدود مع دولة الجنوب في أبيي و حدودنا مع مصر و بالتحديد منطقة حلايب و ما جاورها من تخوم مستهدفه في المستقبل ، أيّْ أمن هذا يا هؤلاء الذي تصرف عليه الدولة 80% من قوت شعبها المطحون بغول الغلاء الفاحش و قلة الحيلة و العجز إزاء المرض و العلاج و التعليم ، إنه الأمن القسري و ليس الأمن المنهجي و لا المستتب ، أما في ما يخص البديل الذي يمكن أن يقود هذه البلاد إلى بر الأمان إن شاء الله و أزال الغُمة ، فلن أقول في ذلك غير المثل الشعبي السوداني الأصيل ( حواء والده ) .. فقط ترجلوا و دعوا البلاد و العباد للخالق سبحانه و تعالى إنه كفيل بهم و القادر على كل شيء جلت و تعالت قدرته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة