حديث المدينة الاثنين 10 أكتوبر 2016 اليوم تَحتضن بلادنا ضُيوفاً أكابر من عدة دول شقيقة.. لبُّوا دعوة الاحتفال والحُضُور ليكونوا شهداء بالقسط على تدشين مرحلة.. فتغلق البلاد صفحة (الحوار الوطني الشامل) وترتكز على مخرجاته لترى هل تَحَقّق معنى كلمة (التغيير) أم يستمر الحَال على ما هو عليه.. وبغض النظر عن تفاصيل التوصيات التي خرج بها الحوار، فإنّ المحك في العمل.. ففي دستور السُّودان الراهن كَثيرٌ من الفضائل التي ظلّت مُعلّقة في الهواء بلا ساقين.. ولم تكن المُشكلة السُّودانية أبداً في مزيدٍ من الأوراق والوثائق والمواثيق.. فالعالم من حولنا يتغيّر وبسُرعة، بينما نكابد نحن حالة (تيه سياسي) يدفع ثمنها الشعب السوداني من عُمره الوطني (الضائع هدراً).. فلننظر –ابتداءً من صباح اليوم-كيف يتغيّر الحال.. لنحسب كل المُؤشِّرات التي تقرأ كف مُستقبلنا.. فالمُفترض أنّ نهاية الحوار تعني بداية (العمل) حتى ولو لم تكتمل دورة التوصيات بالوصول إلى مرحلة التخلق الدستوري فتتحوّل إلى تعديلات دستورية أو قانونية.. فالمَحك ليس فقط بنصوص القانون والتشريعات.. بل بروح ما يفترض أنّها مَرحلة جَديدة.. من اليوم سنتفرس في وجه الواقع الجديد لننظر.. هل هناك إجراءاتٌ أو حتى قرارات توفر الانفتاح وتتيح المُشاركة الواسعة للجميع في الشأن الوطني؟؟ هل يترفّع صوت العقل الذي يستلهم الحكمة أنى وجدها.. أم تظل الحكمة حكراً لأهل الولاء والطاعة العمياء.. هل سَيتغيّر منه الحكم والإدارة في بلادنا؟؟ فيحسكُل مُواطن أنّه المالك الحقيقي لحق تقرير مصير بلادنا؟؟ هل ستتحقّق المساواة بين جميع السُّودانيين بمُختلف مشاربهم وفي أدق تفاصيل حياتهم.. هل ستنتهي مرحلة تصنيف الوطن بالبطاقة.. فيُسمح لحاملي البطاقة بمُتعة التنفس ويُحرم فاقدو البطاقة من حق الجهر بالسر.. الشَّعب السُّوداني في حَاجة مَاسّة الآن لبرهان قوي يثبت أنّ (التغيير) أصبح واقعاً محسوساً لا مُجرّد ميثاق مكتوبٍ ينتهي مفعوله بانتهاء مراسم تدشينه.. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة