في اول كلمة للصادق المهدي وهو يجيب عن سؤال لمزيعة قناة العربية عن التخوف من إلتزام الحكومة بتطبيق مخرجات الحوار.. قال : لا يوجد تخوف..
الجملة الثانية قال: نحن نمثل مسارا آخر ..
ثم قال: ما هو إكتمل هو مسار الداخل والمقصود ختام المؤتمر في الخرطوم ..ونوه إلي انه خاطب الجمعية العمومية لمسار الداخل في إشارات وكلام محدد..
عندما خرج الصادق المهدي أعلن نهاية قناعته بالحوار واكد في مناسبات كثيرة وفي لقاء معه سمعت منه مباشرة ان النظام غير جاد وهذا الحوار إنتهى لأنه لا يمثل إلا النظام فهو دفن في القاعة حسب تعبيره..
كنت كلما يساورني الشك في مواقف الإمام اتذكر المقولة التي تقول:"الإسلام يجب ما قبله" ففي حالة المهدي قلت: السجن ثم الخروج يجب ما قبله..
لكن صدمتي أن المهدي اليوم اكد انه خرج ليكمل دور رسم له بعناية فائقة وفي إعتقادي ان كل مواقفه كانت كاذبة وغير حقيقية لأن السجن والخروج لم يجب ما قبله في إشارة لخطابه الجمعية العمومية لحوار الوثبة في قاعة الصداقة قبل السجن والخروج الميمون..
القارئ الكريم ما تم في صباح 10/10 ما هو إلا رأس جبل الجليد ..فأما قاعدة الجبل هو المسار الآخر الذي يمثله المهدي ونداء السودان كما ذكر..
ارجع بالذاكرة أسفا علي الشباب الذين قتلوا في احداث سبتمبر.. كان يملؤنا الحماس وننتظر ساعة الخلاص بسقوط الطاغية وكهنته ..فهو حسب نشوة الفرحة المؤجلة إلي حين كان سهلا ولكنه بدى ممتنعا.. خاطبت احد القادة السياسين ودار سجال بيني وبينه لماذا لا تدعموا حراك الشباب بشكل مباشر وهم يواجهون رصاص النظام لوحدهم في الشوارع وتنحازوا لهذه الهبة..؟ صمت قليلا ثم قال لي: بصراحة إذا سقط النظام بهذه الهبة ستكون كارثة علي الجميع فسيضعف الاحزاب والكيانات السياسية وهذا لا يصب في مصلحة الوطن.. !!!
كان هذا الحديث قبل الجمعة التي كنا ننتظر ان ينهار فيها النظام ويخرج الجميع إلي الشارع بمبادرة من قادة الاحزاب والتنظيمات السياسية بيومين إثنين.. فخرجت مكتئب لثقتي ان النظام لن يسقط وان الشباب الذين لا تزال دمائهم تسيل في الشوارع ظهرهم مكشوف ولا احد يقدر ويحترم دمائهم وتضحياتهم بقدر المصالح الضيقة..
ساعتها ايقنت ان الكل يريد إسقاط النظام و لكن بطريقته وهواه حسب ما تمليه مصالحه ومراكز قوته ..ولا يأبه لأي خسارة او مجهود يقوم به الآخرين حتي لو كانو شباب طاهر خرج بصدور عارية ليقابل الرصاص من اجل ان يحي بحرية وكرامة إنسانية ويتحرر من عبودية الكهنة تجار الدين ..
من المعيب أن يتلون الساسة في بلاد كالسودان حدثت فيه فظائع وحروب وجرائم يندى لها الجبين من إبادة وإغتصابات وتهجير وصالح عام تسبب في إنهيار المجتمع وكل مؤسسات الدولة.. وظل المجتمع منقسم علي نفسه بصورة شكلت خطرا علي وجود الدولة السودانية في الخارطة.. معيب جدا عدم الوضوح في مثل حالة بلادي..
علاج كل المعضلات في السودان لا تحتاج لتكتيكات او عمل إستخباراتي كالذي ينتهجه الجميع لأن الغبن الذي ساد النفوس لا تمحو آثاره إلا الصراحة والوضوح التام والشفافية في المواقف السياسية.. وليصطف الكل حسب قناعاته ورؤاه ثم ينطلق الجميع نحو التغيير بأي صورة كانت حوارا كان ام ثورة..
لا يفوتني ان اذكر الإمام وهو عراب نداء السودان عندما يتحدث عن خيار إسقاط النظام بالهبة الشعبية والإنتفاضة وكنا نتصور أن في حقيبته زرار هذه الهبة الشعبية المنتظرة..
اقول له: اليوم علمت انك تثق في النظام وليست لديك مخاوف كما ذكرت وانت اودعت ابناءك قصر مجرم الحرب وظللنا نحن الغافلون المغلوب علي امرهم..ونعلم يقينا بالبلدي إنك "ما بتدي جلدك الشوك"...!!!
أللهم ارحم شهداء سبتمبر وتولهم عندك وكل ضحايا النظام في ربوع السودان الحبيب ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة