تابع الناسُ بإهتمام، الجولة الأولى للعصيانِ المدنى فى السودان (الخرطوم) فى الفترة 27- 29 ديسمبر 2016م وهى تجربة جيِّدة، تُمكِّن من إستخلاصِ العِبر لأجلِ سدِّ الثُغرات وإزالة أوجه القصور لبلوغِ الكمال، فى الجولاتِ القادمة. أولاً نقرِّرُ أنَّ العصيانَ المدنى المُكتمِل العناصر هو كالإعصار، يقضى على أقوى حكومة أو نظام حُكم خلال يوم وآحد أو يومين على الأكثر، لأنَّ العصيان المدنى يشِلُّ الحياةَ تماماً، فتضطرُ الحكومة للإستسلامِ والتسليم Submission. فما هى التحدِّيات التى تُواجه السودان فى إستخدامِ سلاح العصيان المدنى، بنجاح؟: أولاً: فى الدوافعِ والأسباب: لا بُدَّ أن يكونَ الدافعُ للعصيانِ دافِعاً عامَّاً يهِمّ عامَّة الشعب فى الدولةِ، وليس قطاعاً أو قطاعات معيَّنة منه. وبالنظرِ لدوافعِ "العصيان المدنى" الحالى نجد أنَّ دافع أهل المركز هو الغلاءَ وإرتفاع الأسعار بسببِ رفع الحكومة للدعم عن السلع الأساسية (الغِذاء والدواء)، وهى القشّة التى قصمَت ظهر بعير أهل الخرطوم. لأنَّ أهلَ الخرطوم تأثرت حياتهم أكثر برفعِ الأسعار فقرَّرُوا الدخول فى العصيان/ الإعتصام. لكن، هل هذا الغلاء وإرتفاع الأسعار هو (الدَاءْ) أم هو (عَرَضٌ) لدَاءْ؟ والإجابة المؤكّدة أن الضنكَ الراهن هو عَرَضٌ لداءِ سياسات حكومة (الإنقاذ) منذ 1989م، تراكمت وتأوَّجت لتصل بالبلادِ والعِباد إلى هذا الراهن المُرّ. وتتلخص تلك السياسات فى الحُروبِ التى شنَّتها الحكومة على هوامشِ السودان. فلو تجاوزنا جنوب السودان وإعتبرناه من الماضى، فإن هذه الحكومة شنّت حرب إبادة جماعية وتطهير عرقى ضد إنسان إقليم دارفور منذ العام 2002م بقصدِ إذلالهِ وتركيعِه وتطويعِه وهدْرِ كرامتِه الإنسانية.. فقاومَ المجتمع الدولى تلك الحرب الظالِمة وطالب حكومة السودان بوقفِه فوراً ولكنَّها لم ترْعَوِى. فأصدر مجلس الأمن الدولى قرارات عُدَّة، إقتصادية وجنائية ضد السوان، وكذلك الدول الأعضاء مثل أمريكا. وفُرِضَ حصاراً إقتصادياً على السودان تراكم وإستمرَّ وضيَّق الخِناق على الحكومةِ، نتج عنه التدهور الإقتصادى المُرِيع الحالى، وظلّت الحكومة تفرِّغ حمولة الحصار الإقتصادى على كاهلِ المواطن السودانى، وترفعُ يدَها عن شؤونِ معاشهِ إنتهى إلى رفعِ الدعم الأخير عن الطعامِ والدواء.. إلخ. وهى حلقة من حلقات ردّة فعل حكومة السودان على العقوباتِ الإقتصادية المفروضة عليها، ولن تكونَ الحلقةِ الأخيرة.. كما أنها عِقاب لحكومة السودان على الحروب التى تشِنُّها منذ 2011م على جبال النوبة والنيل الأزرق، ثم على مصادرتِها للحقوقِ والحُرِّياتِ العامَّة. وعليه، الجِدِّية والوضوح يقتضيان أن يؤسسَ الشعب السودانى نضاله وكفاحه ضد النظام الحاكم عبر مؤسساته الشعبية، السياسية والمدنية والأهلية والقطاعية على (الأسباب) الحقيقية للتدهور الشامل الواقع على السودان وليس على (أعراضِ Symptoms) التدهور والإنهيار من غلاءِ أسعار ورفع دعم وغيره، فهذه نتائج التدهورِ الإقتصادى وليست أسبابه. والفرقُ كبير بين الدخول فى عصيانٍ مدنى إستناداً إلى أسباب الإنهيار الوشيك للدولة أو تأسيساً على أعْرَاضِه ونتائجه. لأنَّ الإستناد على الأسباب الحقيقية وإعتماد شعارات تعبِّر عنها يوحِّد السوادنين على أرضيةٍ وآحِدة، ويُوحِّدُ شُعورهم ودوافِعهم نحو تحقيق اهدافهم فيغلُونَ، كعادتهم، كالمِرجل ويطيحُونَ بالنظامِ بين عشِيَّةٍ وضُحَاهَا. أو تأسيس العصيان المدنى وأى شكل من أشكالِ المقاومة على (أعراضِ) ونتائج "الأسباب الحقيقة" فذلك يضعِفُ اللُحمَةِ الشعبية الجماهيرية، لأنَّ الأسباب الحقيقية للأنهيار الوشيك للدولة والحكومة جاءت عِقَاباً لجُرْمٍ جَرَّهُ النظامُ فحَلَّ بغيرِ فَاعِله العذَاب، فليعلم الناس. بمعنى، أنَّ ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة فى هوامشِ السودان يؤيِّدونَ العقوبات التى أوْقِعَت على الحكومةِ السودانية بسببِ الإنتهاكات التى أوقعَتها بهم، فلا يمكن أن يقفُوا ضد نتائج تلك العقوبات! أليس كذلك؟. فلا بُدَّ من ضمانِ "وُحدَةِ الشعور" بين السودانيون إن أرادُوا العيش معاً كجسد وآحد يشعرُ (كُلَّهُ) بحُمَّى وآلامِ (بعضِهِ)، وإلَّا إختلفوا وذهبَ ريحَهُم. وخطورة إختلاف الشعور أنه يؤدِّى إلى إختلافِ الأهداف والوسائل. ومؤدَّى ذلك أنّه حتى إذا نجح العصيان المدنى (الجزئى) وأسقطَ النظام فإنَّ ذلك سيكون هدفاً لجُزءٍ من الشعبِ السودانى وليس كُلِّه!. وأنّ الأسباب الحقيقية للإنهيار ستظلُّ باقية، وهى عقاب حكومة السودان على سلوكِه وسياساتِه لثلاثةِ عقودٍ خلت، جنَت فيها على البلادِ والعباد، وأتت بالمِحنِ والإحن. إذاً وُحدَة الشعور وهو الضمان الوحيد لوُحدةِ الأهداف، وهو حتمى وضرورى لوُحدةِ الشعب ومستقبله ومصيره. ويتأتَّى بإلتفافِ الشعب حول مشروع وطنى متفق عليه، وتَبنِّى نظرة كُلِّية للقضايا الوطنية دون أنانية أو إغفال أو عزل أو انكفاء. لأنَّ الحالةَ التى يعيشها ويعانيها الآن أهلُ وسط السودان وخاصة الخرطوم قد عاشَ شعوب الهامش السودانى أسوأ منها عشرات المرّات منذ العام 2002م فى معسكرات الذُلِّ والهوان نزوحاً ولجوء، تحت رحمة حِمم غارات الطائرات الحربية لحكومة الخرطوم من ناحِية السماء، وهجمات جيشهِ ومليشيات الجنجويد والدعم السريع من البرِّ. يضافُ إلى ذلك منع حكومة الخرطوم وكالات الغوثِ الإنسانى من أغاثةِ ضحاياه فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وطردِهم خارج البلاد، وترك المدنيين العُزَّل لمصيرِهم المحتُوم. كل ذلك لم يُحرِّك إنسان الخرطوم ووسط السودان أو يدفعه إلى العصيانِ المدنى إحتجاجاً ورَفضاً، بل سكتوا كأنَّ على رؤوسِهم الطير. ولم ولن يحرِّكُوا ساكِنَاً، لم يتظاهروا ولم يعتصموا قطُّ لأجلِ دارفور ولا جبال النوبة ولا النيل الأزرق، بل ظلَّوا صامتين كأهلِ القبور. ولو كان هناك شعورٌ مُوّحد يجمعُ السودانيين لإعتصَمَ الخرطوم مطالباً بتسليم رأس النظام وأركانِه للعدالةِ الدولية لإبادته شعب دارفور، ولكن كان ردّ مُمثِلهم وكاهِنِهم الأكبر أنّ: (عمر البشير جِلدنا، وما نجُرّ فوقو الشوك).. ولكان إنتفضَ الخرطوم وأعلن العصيان المدنى يوم أن ذبَحَ أشرارُ النظام أطفال ونساء "هيبان" فى جبالِ النوبة بحِحمِ قنابل "الأنتنوف" الحارقة آلة القتل المقِيت. لكنَّ السودانيون قد إنقسموا، وبعُدتِ الشقة بينهم، ولا يجمعهم شىء ولا يشعرُونَ ببعضِهم، وإنتهى زمن فداءُ النفسَ بالنفسِ.. سكَتَ الخرطومُ، وغضَّ الطرفَ عن كلّ تلك الموبقات ليعتصم اليوم لغلاءِ المعيشة ورفع الدعم عن الدواء، وهو عَرَضٌ لمرضٍ قتلَ أهل الهامش السودانى. إنقسمَ الشعبُ السودانى أنقساماً كبيراً، فيجب أن نعمل جميعاً لإعادة توحيده قبل فوات الأوان. ولو كان الشعبُ السودانى شعبٌ وآحِد، ويشعرُ ببعضهِ البعض لدخلَ كُلَّ السودان فى عصيان عندما قتَلَت حكومة الخرطوم نصف مليون سودانى فى دارفور بلا سبب، وشرَّدت ثلاثة ملايين منهم يهيمُونَ فى كلِّ أرجاءِ المعَمُورة.. فلا يحِقُّ للخرطومِ أن تتوقعَ أن يعتصِمَ معها ضحايا الحرب هناك فى معسكرات الموت لأنَّ الدعمَ قد رُفعَ عن الدواءِ والغذاء والكساء تأثُّراً بالعقوبات والحصار الإقتصادى المضروب على هذه الحكومة الآثِمة، المطلوبُ رأسُها وأركانَهُ للعدالةِ الجنائية الدولية بسببِ انتهاكاتٍ جسيمة إرتكبتها فى أهل دارفور والنوبة والنيل الأزرق. ولن تُرفع تلك العقوبات عن حكومة الخرطوم حتّى يلجَ الجملُ فى سَمِ الخِياط. ومن ثم لن تستطيع الحكومة دعم السلع حتى ترْعَوِى وتنصاعُ للإرادة الكونية، وتوقفُ الحربَ ضد أهلِ الهامش، وتجبُرَ كسْرَهم. وضحايا حكومة الخرطوم فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق مرفوعٌ عنهم ليس الدعم على السلعِ فحسب، بل مرفوعٌ عنهم "وآجبُ الحماية" كحقٍّ أساس وأصيل لا يسقُط.. لذلك اُكرِّر أن وُحدةَ الشعور مُهِم لتوحيدِ أهداف الشعب. ثانياً: إعادة لُحمَة المجتمع السودانى وتقوية (الأسمنت) الذى يربطُ بين مكوناته: السودانيون لم يعودُوا على قلبِ رجُلٍ وآحِد منذ إنقلاب 30 يونيو 1989م، وتزايُدِ وتِيرةَ المقاومة المسلحة فى أطرافِ وهوامشِ السودان. وعليه يكونُ أى إجترار لذكرى الثورات الشعبية السابقة فى أكتوبر 1964م وأبريل 1985م أو محاولة استنساخها فيه خطَلٌ كبير وفارقٌ وآسِع، وحرثٌ فى بحر. ولا يصحَّ القول أنَّ أنقلاب 30 يونيو 1989م قد جلبَ العنصرية والظُلم إلى منظومةِ الحُكمِ فى السودان لأوَّلِ مرَّة، لأنَّ العنصريةَ والظلم والإقصاء فى حُكم السودان هو ثابت ومولود مع السودان وثابِتٌ فى (جِينَاتِهِ). لكن الصحيح أن هذا النظام قد وضع العنصرية والفرز العرقى والقبلى والجهوى فى مُقدِّمةِ أجندته السياسية، وتبعه فى ذلك الأحزاب السياسية التقليدية والعقائية بوعى أو بدونه. فلا يستساغُ القولَ أنَّ السودانيونَ اليوم يجتمعُون أو يتفقون على شىءٍ البَتّة، أىِّ شىء. لذلك، وقبل كلِّ شىء يجبُ أن يتَّفِقَ أهل السودان على تعريفات مشتركة للأهدافِ والرُؤى والبرامج التى يزمَعُونَها قبل الإقدام على أىِّ خطوة لإسقاطِ النظام. وأعتقدُ أنَّ هذا النظام ساقِط، هو كمنسَأة سيدنا سليمان، ولكن يجب الإتفاق على ما بعد ذهابه، وعلى كيفيَّةِ ذهابه، وعدم التنافس على تسديدِ الضربة القاضية له لأنَّ ذلك لن يؤمِّنَ مُستقبلاً مُشرِقاً لدولةٍ وشعب هدَّهُ النزاع، ويستحِقُّ الإستراحة بعد طولِ عنَاء. ثالثاً: الشمُول: سلاح العصيان المدنى سريع وفتّاك للغاية إذا كان شامِلاً، بمعنى أن يقومَ بتنفيذِه كُلَّ قطاعات الشعب فى كافَّةِ المرافق، أن تقفَ كل مناشط الحياة عن الدورانِ قولاً وآحِداً وفِعلَاً شامِلاً. العصيان المدنى يعنى بإختصار إحداث (شَلَل) تام فى كافَّةِ منَاحِى الحياة Paralysis.. والتحدِّى الذى يُواجه السودان هو أنَّ النظام الحاكم قد سيطرَ تمامَاً على جهازِ الدولة وخصْخَص العاملين فيه. ومن ثم لإستخدامِ سلاح العصيان المدنى يكون التحدِّى الحقيقى هو أن القطاع العام أو جهاز الدولة ودولاب العملى اليوم لن يَدْخُل العصيان المدنى!. وأنَّ الخدمات جارية، الكهرباء والماء والهاتف والمواصلات كلَّها تتحكّمُ فيها الحكومة وتشغِّلُها، وبالتالى تقلِّلُ من حتميةِ الشلل التام الذى يُسْقِطُ النظام خلال ساعات.. ولكن لا ينفى أو يعدِم حتْمِيَّة سقوط النظام، ولكن يأجِّلهُ إلى حين. فمن الضرورى التفكير فى إبتكارِ سُبل جديدة لإدخال العاملين فى مرافقِ الدولة فى دائرة العصيان المدنى لتعجيلِ الشلل الذى يؤدِّى إلى سقوطِ النظام عَاجِلاً. وذلك ممكن إذا رَصَّ الشعبُ صفُوفًه، وحسُنت نواياه، ووقفَ على صَعِيدٍ وآحِد، رغم صعوبة ذلك فى الوقتِ الرَاهِن. كما يعنى الشمُول أن يشملَ التفكير والتخطيط والتنفيد لأىِّ عملٍ عام وحاسم مثل العصيان المدنى (العام) كُلَّ فئِات الشعب السودانى، على مستوى الجهات والأقاليم والتنظيمات والتصنيفات والقطاعات، لا يستثْنِى منهم أحد. وينمَازُ العصيان المدنى بأنّه حِراكٌ علنِى وجهْرِى لا يمارسُ فى السرِّ، فالسِرِّية تقتُلُه، والحكومات الرشيدة تُهَدَّد جهرَاً بهذا السلاح السِحرِى فترْعَوِى وتعُود إلى رُشدِها، وتفعلُ ما يُريده الشعب. فالعصيان المدنى ليس كغيره من أعمالِ المعارضة، هو الكىُّ بالنَّارِ كآخر انماطِ العِلاج، وإلَّا فواقِعةُ الموت وآقِعةٌ لا محَالة. وتأسيساً على هذا، يكونُ أى عمل سِرِّى أو جبْهَوِى وتحالُفِى لتخطيطِ وتنفيذِ العصيان المدنى هو فشلٌ حتمِى للعصيانِ المدنى وموتِه قبل ميلادِه. فلا يصحّ دَسُّ العصيان المدنى، لأنَّ نجاحه فى حُسن تنفيذه شاملاً لا يستثنِى أحدَاً، لأنه وآجبٌ وفرضُ عين على الجميع لا يُستثنَى منه احد. وفشله يُحْسَبُ بحسابِ الذين لم يُشارِكُوا، فِعلياً، فى تنفيذِه تنفيذاً شخصياً وعملياً وحرْفِيَّاً. رابعاً: انحياز المؤسسة العسكرية للعصيانِ المدنى يضمنُ نجاحه. فى العادَةِ، لا تدخلُ المؤسسة العسكرية (الجيش، الشرطة، الأمن) فى العصيانِ المدنى ضمن قطاعات ومؤسسات الدولة الأخرى وذلك لأنَّ دورَها لا يحتمِلُ الغياب، أو التراخى والمُكُوث فى البيوتِ، ولكن الذِهاب للوقُوفِ والسهرِ على حمايةِ الدولة من أىِّ عدوان خارجى مُحتَمل، والشرطة لحِراسةِ وصيانة الممتلكات العامَّة والخاصّة. لذلك مطلوبٌ منها أن تنحازَ لخيارِ الشعب فى اللحظةِ الحَاسِمَة، منعاً لإنهيارِ وتضرُرِ مصالح الدولة بالشللِ الذى أحدثه العصيانُ المدنى. المؤسسة العسكرية (الحقيقية) تلعبُ دور الحَكَمْ فى مباراةِ مُبارزَة أو مُلاكَمة أو مُصَارَعة، ويجب على الحَكَم أن يعلنَ فوزِ الشعب وانهِزام وانهيار الحكومة، وأنْ يعلنَ نهاية العِرَاك، ويطمئِّنَ على سلامةِ أطرافَ الصراع. ويُؤَّمِنَ الإنتقال السَلِس للسلطةِ لمؤسسات الشعب، فهو المنتصِرُ دومَاً. ومن التحدِّياتِ الكبيرة فى الحالةِ السودانية أنَ حكومة (الإنقاذ) هذه قد هدمت كل الإرث والقِيم، وسيطرت وادْلَجت و(كوزنت) أهم مؤسستين، الخدمة المدنية والمؤسسة العسكرية. وبذلك وضعت تحدِّيات كبيرة فى طريقِ العصيان المدنى كسلاح فتّاك وسريع المفعول لإسقَاطِ الأنظمة الشمولية الفاسِدة مثلها. هذه هى بعض تحدِّيات العصيان المدنى فى السودان الراهن، يجب قراءتها بغَرضِ (تفكِيكها) ودراستها وإيجاد أفكار تحمِلُ الحلول لتلكِ التحدِّيات. وأنَّ القولَ بأنَّ الظروف فى أكتوبر 1964م وأبريل 1985م مُمَاثِلة للظَرفِ الحالى الراهن فى 2016م يحتاجُ إلى مُراجعة. ولا يعنى ما جاءَ أعلاه بأنَّ سلاحَ العصيان المدنى قد تمَّ نسخَهُ أو تأجيلهُ بواسطة النظام القائم وفقدَ جدْوَاهُ، ولكن يحتاج الناسُ إلى إجراءِ دراسات لإزالة هذه التحدِّيات وتبَنِّى مُعالجات لها قبل الدخول فى الحلقةِ الثانية من حلقاتِ العصيان المدنى، فى غُضونِ الأيام القليلة القادِمَة.
منتهى الغباء والبلادة في الإستراتيجية الجارية لإسقاط النظام استخدام عبارة ( الاستعمار الكيزاني ) ،، تلك العبارة الواردة كشعار في أعقاب المقالات لمنبر الآراء الحرة والمقالات .. واللبيب الفطن إطلاقا لا يسعى في خلق الشقاق بين أفراد المجتمع الواحد من منطلقات المواقف والتوجهات السياسية .. ورب ألآلاف والآلاف من جماعة الإخوان المسلمين قد تبدلوا وتوقفوا عن مؤازرة نظام البشير .. وقد يريدون إسقاط النظام مثل الآخرين .. ولكن مثل تلك الشعارات الجوفاء البليدة الغبية قد تحول بينهم .. وهي تلك الشعارات التي تضعهم أن يتواجدوا مجبورين في خندق النظام .. وبالله عليكم كيف لماهر عاقل أن يسعى في إيجاد الأعداء قبل إيجاد الأصدقاء .. وذلك الشعار يتعمد في شق صف الشعب السوداني بطريقة غير مسئولة وغير لبقة .. ولا تظن أن الكيزان سوف يقفون مكتوفي الأيدي في مقابل الإهانات والتجريح .. وشريحة الكيزان في السودان ليست بتلك الشريحة التي تستهان كما يظن البعض .. ومحاربة الجمع أصعب مليون مرة من محاربة نظام كاد أن ينفرد . فلماذا تجبرون الناس أن يتواجدوا في خندق النظام لمجرد تلك الشعارات الجارحة الفارغة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة