تهديد الرئيس البشير في خطابه الأخير ،بمدينة كسلا بشرق السودان كشف عن غضب النظام ضد المحتجين عليه ،وظهر ذلك واضحا في الخطاب الانفعالي المرتجل وإرسال رسالة تهديد وتعنيف شديدة اللهجة لمن أسماهم مناضلي الكيبوردات . وبدأ واضحاً لقد اقلق هذا الفعل أهل الإنقاذ رغم سلميته. وطالب بمن يقف وراء هذا العمل بالظهور والمواجهة لكي يري ماذا نحن فاعلون معه في إشارة واضحة لما حدث في احتجاجات سبتمبر وهنا يعترف الرئيس البشير اعترفا صريحأ في خطابة بالجرم الذي ارتكب بحق أولئك المحتجين الذين راحت أرواحهم ضحية التظاهرات ،بأن النظام هو من قتل شهداء سبتمبر. هذا الخطاب الانفعالي لقد خصم ما تبقى من رصيد النظام وفقد شرعيته. ليس هناك رئيس في اي دولة من العالم يهدد شعبه، لمجرد انه رفض سياسة النظام الاقتصادية واحتج بطرق أكثر سليمة وطالب بضرورة تراجع الدولة عن سياستها الاقتصادية فيما يخص رفع الدعم عن أهم أساسيات الحياة. لكنها لم تستجب . .الان ارتفع سقف المطالب وأصبح إزاحة النظام هو المطلب الأساسي للمحتجين نسبة لفشل الدولة فى تسير أموار شعبها. ودولة رئيسها يهدد ويتوعد شعبه وزرائها يتفننون في الإساءة والإهانة له من حين لآخر غير جديرين بحكمه ولا يمثلونه إنما يمثلون أنفسهم سقطت شرعيتهم وعليهم أن يرحلوا الان قبل الغد.
و قد نقلت خطاب الرئيس البشير بعض القنوات الفضائية العربية، ويعد ذلك نقطة سوداء في دفتر حكومة الإنقاذ التي تضيق عن مطالبة شعبها عن ابسط حقوقه المشروعة. في الدول التي تقدر شعوبها وتلبي مطالبهم لا تفعل ما فعله البشير بحق شعبه الصابر علي الفقر وضنك العيش وفساد الدولة التي تحسب نفسها إسلامية. رؤساء دول العالم الأول تتنحي عن الحكم وتعتذر عن الأخطاء أن فعلت، ولا تخون ولا تسرق شعوبها أين الكفر بربكم. الان الشعب اصبح يعي تماما كيف يدير معركته مع النظام بوعي اذهل العالم وقد وصل صوته عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعالم ما يريده الشعب من مطالب. .عبر أدوات سلمية تمثلت في العصيان المدني. هو سلاح الشعب في مقاومة النظام، بينما النظام يريد ان يسدد الرصاص في مواجهة المنادين بالعصيان المدني ويدعوهم للخروج. ، ويحاول أيضا أن يستعرض قوته في وجه الضعفاء ،ويلوح بأشد عبارات التحدي. ولكن لن يستجيب الشعب للاستدراج للشارع . وبذلك تكشف الحكومة كل مرة عن المزيد من أساليب القمع، التي تريد أن تنتقم بها من الشعب في حين يستخدم الشعب أقل أساليب المقاومة تكلفة لحقن دماء أبنائه استبعد البشير إسقاط النظام عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بينما حدث العكس في تركيا عندما استنجد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بشعبه عبر مكالمة هاتفية عبر الإنترنت لاسترداد الشرعية وإفشال الانقلاب العسكري، كانت عن طريق تلك الوسائل التي يستهين بها الآن البشير، ليس من المستبعد أن يكون لتلك التقنية الحديثة دور فعال في إسقاط الأنظمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة